الأقباط متحدون - نعم.. الشرطة المصرية رجال
أخر تحديث ١٣:٣٠ | الاثنين ٩ مايو ٢٠١٦ | ١بشنس ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٢٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

نعم.. الشرطة المصرية رجال

حمدي رزق
حمدي رزق

أن نختلف مع وزير الداخلية شىء، وأن نقف فى ظهر الشرطة المصرية فى معركتها ضد الإرهاب واجب، لا يتخلف عنه صحفى محترم، شخصياً لا أتخلف عن دعم رجال الداخلية فى معركة الوطن، كما لا أتخلف عن معركة نقابة الصحفيين من أجل الوطن، ولا تضاد بينهما، فهذه النقابة دوماً فى قلب معركة الإرهاب، ولم تتأخر يوماً عن هذه المعركة، دوماً كانت فى مقدمة الصفوف، كتفاً بكتف.

لا أحبذ أبداً وأستنكف أية محاولة عقورة للشماتة فى الداخلية على صدى أزمتها مع نقابة الصحفيين، فى الآخر مصارين البطن بتتخانق، واللى داخل بينا والداخلية طالع، لا يشمت فى دماء الشهداء إلا عاق لوطنه، والصحفيون المصريون يوفون الشهداء حقهم فى التأبين، والاحترام، نحتسبهم شهداء عند الله.

استهداف رجال الداخلية فى «كمين حلوان» تحول خطير فى معركة الداخلية مع الإرهاب الذى تحركه جماعة الإخوان الإرهابية، وتعلن فصائل منسوبة إليها مسؤوليتها عن استهداف قوة المباحث وفق تسريب خطير عن خط سير المأمورية التى كانت تستقل ميكروباص عليه أرقام ملاكى تم رصده وإمطاره بوابل من الرصاص، استشهد ركابه جميعاً فى واحدة من أقذر العمليات الإرهابية منذ فض اعتصام رابعة قبل ألف يوم.

أخشى أنها ستتكرر على صدى أحكام الإعدام التى صدرت فى قضية «تخابر مرسى العياط وجواسيسه» صباح العملية الإرهابية الغادرة، ويلزم الداخلية فى هذا التوقيت الحرج وقوف الشارع الصحفى خلف رجالها كما حدث إبان موجة الإرهاب التى اندلعت عقب «فض رابعة»، وكانت الصحافة والإعلام فى ظهر الداخلية، تحارب معركتها فى واحدة من تجليات التجسيد الحى للاصطفاف الوطنى، والتئام الصف فى مواجهة عدو يستهدف الوطن جميعاً.

المشرحة مش ناقصة قتلى، ولا نحتمل مغبة الخلاف المستعر بين الداخلية ونقابة الصحفيين، ومن أجل دماء الشهداء، ووفاء لتضحياتهم، ووقوفاً حداداً على أرواحهم الطاهرة، لابد من جسر الهوة، وتضييق شُقة الخلاف، وإعمال آليات الحوار، لا نملك رفاهية الخلاف فى هذا التوقيت الذى يضرب الإرهاب فى سويداء القلب، العدو ينفذ من كوة الخلاف، واستمرار هذا الاحتراب يكلفنا الكثير، ليس أغلى من دماء الشهداء.

فلتتفرغ الداخلية لمعركتها المقدسة ضد الإرهاب، وتكف عن التداخل فى الشأن السياسى والنقابى والحقوقى، ويجب تجنيب الداخلية مثل هذه المواجهات، والكف عن الزج بالداخلية فى أتون الصراعات السياسية، داخلية الوطن ليست طرفاً فى التفاعلات السياسية الناشبة ناراً فى العشب الجاف، هناك من يشعل النار فى ثياب الداخلية، الداخلية فى حرب حقيقية وليست نزهة خلوية، وليس لديها ترف المهاترات السياسية، فلتتخارج بالكلية من حقل السياسة وتعد إلى رسالتها فى حفظ الأمن والأمان.

حق علينا نصرة الداخلية لأن انكسارها أمام هذه الموجة الإرهابية العاتية خطير، والعملية الإرهابية الأخيرة فى حلوان تشى بأن فلول الإرهاب تستجمع قواها، وتذهب من جديد إلى الضرب داخل المدن، وعلى الطرق، واستهداف رجال الشرطة، الخلايا الإرهابية النائمة تستيقظ ونحن عنها غافلون، مشغولون بخلافات سياسية ما أنزل الله بها من سلطان، هناك من يحرف الداخلية عن بوصلتها يغرزها فى الوحل السياسى، وهناك من يشغل الداخلية عن مهمتها الوطنية، ماذا جنت الداخلية من أزمة نقابة الصحفيين، ليس منا من يتمنى أن تخسر الداخلية معركتها الباسلة فى مواجهة طيور الظلام.

فى هذا السياق وليس غيره وبدون تأويلات سياسية ودون إملاءات أمنية، أرجو مخلصاً من مجلس نقابة الصحفيين فى قلب الجماعة الصحفية على اختلاف ألوانها أن يعلو على الموقف، وكما أدان العملية الغادرة باعتبار الدماء الطاهرة، دون تأخير أو إبطاء صباح أمس، فليدع إلى تعليق كل مظاهر الاحتجاج على ما بدر من وزير الداخلية تجاه نقابة الصحفيين حتى إشعار آخر.

معركة الوطن ضد الإرهاب تستوجب الاحتشاد مجدداً، الإرهاب يضرب بقسوة، ولن يكتب للوطن النصر إلا بجبهة داخلية موحدة، محتشدة، صامدة، الداخلية الآن فى أمس الحاجة إلى من يغطى ظهرها بعد انكشاف، ولكل حادث مقال.
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع