الأقباط متحدون - الأقباط و ثمن الصمت المقدس
أخر تحديث ٠١:١٣ | الأحد ٢٢ نوفمبر ٢٠١٥ | ١٢ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٥٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الأقباط و ثمن الصمت المقدس

بقلم : مدحت بشاي
medhatbeshay9@gmail.com
 
يعيش المواطن المسيحي في مصر على قناعة بأنه مواطن " مشروع شهيد " هكذا تحدثه العديد من المراجع الكنيسة ويوميات السنكسار ، وسير القديسين ، وتاريخ عصور الشهداء .. ثم هو مواطن تم التأكيد على مناطق شحنه بالإحباط والهزيمة ، وأنه المواطن الأقل شأناً في وطنه حيث تُمارس ضده بعض ألوان التمييز الحكومي ، حتى بات أمر حصوله على حقه في بناء دور العبادة أمراً يستحق الخوض في معارك لا نهائية ، وحلم حصوله على مراكز قيادية أمر مستحيل ينبغي أن تُضاف إلى قائمة المستحيلات الشهيرة !!
 
 ونتيجة لكل تلك الظروف ساهمت الكنيسة والمجتمع في غياب وتغييب الشخصية القبطية عن مواقع المشاركة السياسية ، غيبته بالتأثير الكنسي التاريخي ، ونظم الإدارة الكنسية التي تمادت للأسف في مداهنة ونفاق رموز السلطة ، سعياً إلى إرضاء السلاطين ، طلباً لما تصوروه حالة من الأمان والاستقرار لمؤسستهم..
 
وكان تغييب الأحزاب بمختلف توجهاتها للمواطن القبطي بدعوى أن ترشيحه لتمثيل الأحزاب مقامرة خاسرة ، ولا ينبغي التضحية بدوائر بدعوى التأكيد على مظاهر الوحدة الوطنية ..
 
وعليه ، كان على المواطن المسيحي الذي يرغب في ممارسة العمل السياسي أن ينتظر الهبة السلطانية ، في أمر ورود اسمه في قائمة المعينبن في مجلسي الشعب والشورى ، رغم ما تحمله فكرة التعيين السلطانية من مهانة حيث من العجيب أن يختار السلطان من يراه يصلح نائباً عن الشعب ، بقرار يتخذه الحاكم بالنيابة عن الشعب ، فيكون أمر ولائه للحاكم الذي منحه الكرسي ، وليس للشعب تحت قبة البرلمان ، وأعتقد أن حكاية تعيين الرئيس مبارك لمسيحي في البرلمان مغضوب عليه ( وهو لايستحق غضب الأقباط بالمناسبة ) كان بمثابة النموذج الصارخ لمدى سخف هذا الحق ، والأسخف ماترسخ لدى السلطة والرأي العام و عند البسطاء أن المسيحي لابد أن يمثله مسيحي ، والكل سعيد بالفكرة الخايبة دي للأسف  !!!!
 
وحول ظروف وأحوال المواطن المسيحي في عصر مبارك ، كان قد صدر كتاب " مصر على حافة ثورة " للكاتب البريطاني والمحلل السياسي جون برادلي يذكر فيه المؤلف أن نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك كان يغذي الفتنة بين المسلمين والأقباط ، مشيراً إلى أن الطرفين كانا بعيشان في سلام لولا سماح النظام بنشر الفكر المتطرف ..
 
وأكد برادلي أنه كان على يقين بأن الشعب لن يقبل هذه الحالة من الفساد وتردي العلاقات الإنسانية بين الناس ، وعن وضع الأقباط في مصر قبل وبعد الثورة ، قال برادلي إنه لم يكن هناك عداء بين المسلمين والأقباط قبل الثورة ، حتى لو افترضنا أن الأقباط يخشون من وصول الإخوان إلى الحكم ، وما حدث بين الطرفين من محاولات لإثارة الفتن، كان بسبب السماح لنشر الفكر المتطرف ، ولذلك يمكننا القول إن نظام مبارك هو الذي غذى تلك الفتنة لأنه سمح بانتشار مثل تلك الأفكار ..
 
وفي الوقت الذي بدأت فيه عناصر من الثورة المضادة الترويج لفكرة أن الأقباط كانوا أفضل وضعاً في ظل النظام السابق ، مستغلة أحداث قرية صول ومنشية ناصر يصدر كتاب " مبارك والأقباط .. أيام الدماء والرجاء " للكاتب الصحفي روبير الفارس لينفي تماماً هذه الفكرة الخبيثة ويمحوها من أساسها ..
وللحديث بقية للتوقف عند أهمية تغيير الخطاب الثقافي والإعلامي ..

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter