الأقباط متحدون - لن تنجح مؤامرة تركيع مصر!
أخر تحديث ١٨:٠٩ | الثلاثاء ١٧ نوفمبر ٢٠١٥ | ٧ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٤٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لن تنجح مؤامرة تركيع مصر!

يحيى الجمل
يحيى الجمل

أظن أن أركان المؤامرة التى أحكمت حبكتها على مصر بعد حادث الطائرة الروسية أصبحت واضحة للعيان لا تحتاج الكثير من الشرح والتوضيح.

وقد كتب فى هذا الشأن كلام كثير ما أظن أن عندى الكثير الذى أضيفه إليه، ولكن الذى يعنينى أن أتعرض له فى هذا المقال هو لماذا المؤامرة؟ ولماذا الآن؟و لماذا على مصر بالذات؟

هذه هى التساؤلات التى أرجو أن أعرض لها وأوفيها حقها فهى تكشف صورة المؤامرة أكثر وقد تزيل أى شك عن أى أحد فى أنها مؤامرة حقيقية على مصر كلها من رأسها إلى أقدامها وعلى سياستها واقتصادها فى الأساس.

وإذا كنت قد أشرت إلى ما نشر من مقالات عديدة كلها تدور حول نفس المعنى فإننى لا أجد حرجاً فى أن أشير إلى بعض المقالات.

وأخص بالذكر هنا مقالين نشرتهما جريدة «المصرى اليوم» ومقالين نشرتهما جريدة «الوفد» إلى جانب العديد من المقالات الأخرى وسأشير إلى هذه المقالات وفقاً لتواريخ نشرها فى الصحف التى أشرت إليها.

أول هذه المقالات مقال د. عزه أحمد هيكل الأستاذة فى الجامعة وكريمة المرحوم أحمد هيكل، وزير الثقافة الأسبق.

وقد شبهت الدكتورة عزة – ومعها كل الحق – المؤامرة الأخيرة التى أحاطت بسقوط الطائرة الروسية بما حدث فى «دنشواى» عام 1906م والحادث تاريخى ومعروف ولا أحتاج أن أكتب فيه ولكن الحادث، رغم أنه كان حادثاً عارضاً إذ ذهب بعض الجنود البريطانيين – الدولة التى كانت تحتل مصر آنذاك- ليصيدوا الحمام الذى ينتشر فى أجران هذه القرى وحدث أن رصاصة من رصاصتهم قتلت فلاحة مصرية لاذنب لها فهاج أهل القرية وقتلوا بعض الجنود البريطانيين المعتدين. ولكن كيف يجرؤ هؤلاء الفلاحين على قتل أسيادهم وحكامهم. وأقيمت المحاكمات ونصبت المشانق فى تلك القرية من قرى محافظة المنوفية وحكم بالإعدام على عدد من الفلاحين بعد أن سمعت المحكمة مرافعة المحامى المشهور الهلباوى «الذى هجاه حافظ إبراهيم بعد مرافعة يقول:

ضمنا لك القضاء بمصر... وضمنا لنجلك الإسعادا

وقد كان. وأحكم الاحتلال قبضته على مصر وعاثت فيها قتلاً وتخريباً واغتصاباً لكل ما فيها من خير. رأت الدكتورة عزة أن تقيم مقارنة بين مؤامرة دنشواى وحادث الطائرة الروسية من حيث الانتهازية واهتبال الفرص.

أما المقال الثانى فقد كان مقال الأستاذ حلمى النمنم وزير الثقافة حالياً مما يعطى المقال أهمية خاصة بعنوان «حرب نفسية».

ويرى «حلمى النمنم» أن سعى السياسة المصرية إلى الاستقلالية عن كل مناطق النفوذ ومحاولة مصر ورئيسها أن تعيد وزنها بين دول العالم وتكتلاته المختلفة – هذه السياسة لا تريح هؤلاء، ولذلك يريدون أن يكسروا شوكة مصر. ويدعو الأخ «حلمى النمنم الرأى العام والروح المعنوية للمصريين من عدم الانزعاج وإلى بذل المزيد من الجهد والعمل، ولابد أن يتماسك الرأى العام المصرى أكثر ويحاول أن يمايز بين الأصدقاء والأعداء ويتمم مقاله بقول «ولن ينجح شامت أو متربص أو كاره ما دمنا نعمل وننتج ونثق فى أنفسنا» وأتفق معه تماماً فيما قال.

ولعل أخطر ما كتب ونشر بمناسبة هذا الموضوع وفيه تحليل عميق هو مقال الأستاذ وجدى زين الدين – فى جريدة الوفد يوم الأربعاء الحادى عشر من نوفمبر، والذى أوضح فيه أبعاد المؤامرة التى بدأت – من وجهة نظره من لحظة تحطم الطائرة الروسية. وأن الهدف من كل الضجيج هو إعادة تقسيم المنطقة العربية بحدود وجغرافيا جديدة بعد تقسيم الدول العربية.

ويقول وجدى زين الدين فى مقاله الخطير والعلمى فى تقديرى: «مخطط ترسيم حدود المنطقة العربية الموضوع من 1975م لا يزال قائماً وبدأت تجدده الدول الغربية خاصة بريطانيا بالاشتراك مع الولايات المتحدة وبدأت العيون مفتوحة على مصر، بهدف إسقاطها، وتتكالب هذه الدول حالياً على الوطن بهدف إغراقه فى الفوضى العارمة، والسعى بكل السبل لأن تكون مصر دولة عاجزة هشة ضعيفة لا تقوى على فعل شىء حتى يسهل سقوطها ورغم سقوط سوريا وليبيا واليمن والعراق، إلا أن مخطط إعادة ترسيم الحدود الجديد الذى تريده هذه المخططات الغربية. الأمريكية لا يمكنها من فعل ذلك طالما أن مصر تقف على قدميها. فلابد من تركيعها حتى يضمنوا تنفيذ هذه المخططات الشيطانية».

وأجد نفسى متفقاً معه تماماً فى كل ما قال وكم قلت قبل ذلك فى عديد من مقالاتى ولا أنسى أن أذكر أن الصديق العزيز «محمد الخولى» كتب أكثر من كتاب منذ سنوات عن هذا المخطط الخبيث.

وأخيراً أعود إلى التساؤلات التى طرحتها فى أول المقال:

لماذا المؤامرة؟ ولماذا الآن؟ ولماذا على مصر بالذات؟.

هذا هو ما أريد أن أعرض له ولو بإيجاز قد يحتاج إلى تفصيل فى مقالات أخرى.

أما لماذا المؤامرة؟ فالأمر واضح لأنه يبدو للمتأمرين أن مصر حجر عثرة أمام مخططاتهم ولابد من كسرها.

أما لماذا الآن؟ فذلك لأن السياحة – وهى مصدر قوة أساسية للاقتصاد المصرى بدأت تتحسن وهذا ليس فى صالح المتآمرين ولابد من تحجيمه.

أما لماذا على مصر بالذات؟ فذلك لأن الكل يعرف أن مصر هى رمانة الميزان وحجر الرحى والتى تتجه إليها كل الأنظار العربية.

إن المخطط خطير

ويجب علينا أن نكون متنبهين.

وقد أسعدنى ما قاله «رئيس الجمهورية» من أن أنوار شرم الشيخ ومقاصدنا السياحية لن تنطفئ.

الله المستعان.
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع