الأقباط متحدون - .. ولكن سوريا لم تعُد موجودة!
أخر تحديث ١٤:٢١ | الأحد ١٥ نوفمبر ٢٠١٥ | ٥ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٤٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

.. ولكن سوريا لم تعُد موجودة!

أحمد المسلماني
أحمد المسلماني

حاولتْ إسرائيل فى السابق «إلغاء فلسطين».. وتحاول الآن «إلغاء سوريا». كانت إسرائيل تقول.. «إن فلسطين لا وجود لها».. والآن تقول: «إن سوريا لم تعد موجودة»!

(1)
فى مقال إجرامى.. يمتلئ عن آخره بالحقد والجهل.. كتبَ «مايكل أورين» السفير الإسرائيلى السابق فى الولايات المتحدة وعضو الكنيست مقالاً لموقع قناة CNN الأمريكية.. يتحدث فيه عن إلغاء سوريا. وقدّمَ فى ذلك عشرة أسباب.. كلها كاذبة وواهية.. لكنها خادعة ومفزعة!

تحدث السفير الإسرائيلى السابق فى واشنطن عن أنه ينبغى تعويض إسرائيل عن الاتفاق النووى الإيرانى.. وأن التعويض المطلوب.. يتجاوز الحصول على طائرات مقاتلة قوية حتى لو كانت F35 الأسطورية.. أو ناقلات الجند الأحدث فى العالم.. ذلك أن الحصول على مالٍ أو سلاح.. لا يكفى لترضية إسرائيل بعد صدمة الاتفاق مع إيران.. وأن ما يمكن أن يكون مرضياً هو اعتراف أوباما بضمّ إسرائيل لهضبة الجولان.

(2)
عرضَ السفير العنصرى فى مقاله عشرة أسباب يجب أن تُقنع أوباما بهذا الاعتراف.

الأول: أن هضبة الجولان صغيرة جداً بالنسبة إلى سوريا.. وهى فى العموم صغيرة بالقياس لدول عديدة.. ذلك أن مساحة هضبة الجولان والتى لا تتجاوز (1.300) كيلومتر مربع.. هى مساحة تزيد قليلاً على مساحة مدينة نيويورك.

الثانى: أن هضبة الجولان - أصلاً - ليست سورية.. ولكنها كانت تحت السيادة البريطانية، ثم تنازلتْ عنها بريطانيا لفرنسا.. ثم قامت فرنسا بضمِّها إلى سوريا عام 1945.

الثالث: أنه وعلى مدى (19) عاماً.. من عام 1948 وحتى عام 1967 كان السوريون يضربون إسرائيل من الجولان.. كانوا يقصفون المنازل والمزارع.

الرابع: لم تقُم إسرائيل بضمّ الجولان رسمياً، لأنها كانت تتطلّع إلى التسوية السلمية مع سوريا.. فى زمن حافظ الأسد ثم فى زمن بشار الأسد.. ولكن سوريا هى التى رفضت السلام حتى ولوْ أخذتْ الجولان.

الخامس: لم تقُم إسرائيل بالانسحاب من الجولان من طرف واحد ودون تسوية.. لأن ذلك كان معناه، دخول حزب الله.. ووراءه إيران.. بما يمثِّله ذلك من تهديدٍ خطير لإسرائيل.

السادس: لقد جاءت داعش بعد ذلك.. ومن ثمّ كان البديل لو انسحبت إسرائيل من الجولان.. أن يملأ الفراغ حزب الله أو داعش.. وكلاهما خيار مُرّ.

السابع: أن إسرائيل قد حكمت الجولان بالفعل أكثر مما حكمتها سوريا.. ذلك أن إسرائيل حكمتْ الجولان أكثر من أربعين سنة وهو ما يزيد على ضعف مدة حُكم سوريا لها.

الثامن: كانت الجولان قبل إسرائيل أرضاً قاحلة.. ثم أصبحتْ بعد حكم إسرائيل مركزاً زراعياً كبيراً.

التاسع: الطريق الوحيد لإحلال السلام هو اعتراف أوباما بضمّ إسرائيل للجولان رسمياً.. لأن ذلك سيبعد حزب الله وداعش.. ويمنع الحرب فى الجولان إلى الأبد.

العاشر: على أوباما أن يدرك أنه لا يمكن مقايضة سوريا بالسلام مقابل الجولان.. ذلك لأن «سوريا نفسها لم تعد موجودة».

(3)
لقد تأملت طويلاً هذا المقال الكريه.. واستخلصتُ من السرد الممل فى المقال النقاط العشر السابقة. وهى كلها نقاط خادعة.. تلبس الحق بالباطل.. وتنتهك أبسط مبادئ القانون الدولى، وتهين كل المقدسات والأوطان.

(4)
لقد قمتُ بإعادة ترتيب المنطق الإسرائيلى فى نقاط محددة.. لكى نقفَ بوضوح على مدى «قوة البهتان» الإسرائيلى فى مواجهة «ضعف الحق» العربى.. ومدى سطوة «اللاقانون الإسرائيلى» فى مواجهة «الشرعية الدولية»

إن منطق المقال - للأسف - سوف يجد صدىً وهوىً فى الغرب.. لكن أى باحث مدقق وأى سياسى مُنصِف.. يمكنه أن يدرك على الفور مدى تهافت المنطق، ومدى الانحطاط الذى وصلت إليه العنصرية الإسرائيلية.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله مصر
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع