الأقباط متحدون - 11 يونيو
أخر تحديث ٢٠:٢٤ | الخميس ٤ يونيو ٢٠١٥ | ٢٧بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٨١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

11 يونيو

محمود خليل
محمود خليل

 المعلن فى موضوع إضراب 11 يونيو المقبل أن حركة 6 أبريل هى التى تتبنّاه، وقد دعت فى بيان لها إلى عدم الذهاب إلى العمل ومقاطعة مؤسسات الدولة يوماً واحداً (11 يونيو) تحت شعار «وآخرتها»!. قوبلت الدعوة باستهجان البعض وترحيب آخرين، لكن نبرة الاستهجان كانت هى الغالبة، وربط المستهجنون رفضهم الأمر، بظروف البلد الذى لا يحتمل مثل هذه الدعوات، وأن الخير للمصريين أن يلتفتوا إلى العمل والإنتاج، لأن فى ذلك حلاً لكل مشكلاتهم، وأن الدولة المصرية تخوض منذ شهور حرباً ضارية على الإرهاب توجب على الجميع الاصطفاف وراءها، وغير ذلك من عبارات أتصور أننا أصبحنا نحفظها عن ظهر قلب. عدد من علماء الأزهر ومشايخ السلفية أفتوا أيضاً بحرمة إضراب 11 يونيو، وأكدوا أن تلك الدعوات محرّمة شرعاً، لأنها تشكل ضرراً على المجتمع، ويجب تطبيق حد الحرابة على القائمين عليها وضرب أعناقهم!

 
لست أزين ولا أشين الفكرة. فكل إنسان حر فيما يفعل، هذا ما يقوله الدستور، لكننى أرثى للطريقة التى تشكل بها الخطاب الرافض لهذه الدعوة، فقد ظهر وكأنه واقع من فيلم عربى قديم (اضربوا أعناقهم بالسيوف)، أو فيلم عربى حديث (من إنتاج 2008)!. خطاب بدا معه أصحابه أشبه بالحاوى المفلس الذى يؤدى نفس الألعاب ويعتمد نفس الحيل، دون أن يدرك أن الجمهور «فقس» كل حركاته، ولم يعد ينبهر بها كما كان فى السابق، فانصرف عنه، ومع ذلك فما زال الحاوى يكرر نفس الألعاب!.
 
أذكر جيداً أن الكثيرين سخروا من الدعوة الشبيهة التى تبنّتها حركة 6 أبريل عام 2008، وقد فوجئ هؤلاء بنزول عدة آلاف داخل عدد من المواقع فى مصر، خصوصاً فى مدينة المحلة، وحدثت مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين، أسفرت عن قتلى وإصابات. ربما كانوا محقين فى سخريتهم، إذ كيف لهم أن يتصوروا أن يتمكن مجموعة من الشباب من تحريك الشارع، لكنهم نسوا فى غمرة السخرية أن الشارع المصرى يومئذ كان مهيأً لنوع من الحراك، فالمسألة لا ترتبط بالدعوة قدر ما ترتبط بالسياق العام، ومدى تعكر المزاج الشعبى، وتململ المواطنين، وإحساسهم بالضغط والاحتقان، ومدى تخمّر فكرة اليأس من النظام الحاكم فى نفوسهم. ففى حالة عكارة المزاج ووجود إحساس باليأس من السلطة القائمة من السهولة بمكان أن يتحرّك الناس كما حدث فى ثورة يناير 2011، لكن طالما بقى أمل فى نفوس المواطنين فى أن السلطة لم تختبر بشكل نهائى بعد وأنها تحتاج إلى مزيد من الوقت، فإن الاستجابة لمثل هذه الدعوات تصبح صعبة.
 
مؤكد أنك ستسألنى: ما الوضع الآن بالنسبة لمواطنى مصر (2015)؟. وأقول لك: إن المزاج المصرى متعكر بعض الشىء هذه الأيام، بسبب تعقد الأوضاع الاقتصادية والضغوط التى يحيا المواطن فى ظلالها على مستويات عدة، لكن ذلك أمر وفكرة النزول أو المشاركة أمر آخر، ففى تقديرى أن الكثير من المواطنين يريدون منح السلطة الحالية فرصة، قبل أن يحدّدوا موقفهم بشكل نهائى منها، يقابل هؤلاء قلة ترى أن الوضع أصبح يحتاج إلى تدخل شعبى، وصرخة فى وجه السلطة حتى تعدل أوضاعها وممارساتها. المؤكد فى كل الأحوال أن من استخف بالصغير، لا بد أن يواجه الكبير!.
نقلا عن الوطن

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع