الأقباط متحدون - محمد سلطان.. المؤبد في الوطن مقابل حرية الخيانة (بروفايل)
أخر تحديث ١٣:٢٢ | الاثنين ١ يونيو ٢٠١٥ | ٢٤بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٧٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

محمد سلطان.. المؤبد في الوطن مقابل حرية الخيانة (بروفايل)

محمد سلطان
محمد سلطان

القنصل الأمريكي حضر جلسات المحاكمة وأوباما طلب من السيسي الإفراج عنه
محمد سلطان رفض التنازل عن الجنسية المصرية ثم وافق عليها

كتب – نعيم يوسف
رآه البعض خائنا، وآخرون "بطلا"، إنه محمد سلطان، نجل القيادي الإخواني صلاح سلطان، والذي اعتبره الإخوان "انتصر" على النظام المصري الحالي بينما أكد أنصار النظام أنه باع وطنه ولجأ إلى أسياده الأمريكان..

على هتافات "تكبير تكبير تكبير... الله أكبر" استقبل بعض أقرباء ومؤيدي الإخواني محمد سلطان في المطار عقب إخلاء سبيله من قبل السلطات المصرية، بعد تنازله عن الجنسية الأمريكية، بينما ارتفعت أصوات الإهانة من قبل الإعلاميون والنشطاء المصريون، وتداولوا فيديو قديم له يستنجد خلاله بالرئيس الأمريكي باراك أوباما.

تبدأ قصة محمد سلطان، صاحب الـ26 عاما، والمقيم في الولايات المتحدة الأمريكية حتى عام 2012، مع الأمن المصري عندما ألقي القبض عليه داخل منزل في "زهراء المعادي" يوم 28 أغسطس عام 2013، ليقضي في السجون المصرية ما يقرب من عامين و9 أشهر.

وجهت السلطات المصرية للشاب مزدوج الجنسية، تهم التحريض على هدم مؤسسات عسكرية ونشر أخبار كاذبة ليس لها أي أساس من الصحة على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، وذلك في القضية المعروفة إعلاميًا باسم "غرفة عمليات رابعة".

قضى محمد سلطان 643 يوما في حبس انفرادي بـ"ليمان طرة"، أضرب عن الطعام خلالهم 490 يوما ما بين إضرابا كليا وجزئيا، تنقل فيها، بين جلسات المحاكمة، والعناية المركزة في مستشفى السجن، وقصر العيني، ليكون صاحب أطول فترة إضراب في السجون المصرية، فقد فيه نحو 44 كيلو جرام من وزنه، ما أدى إلى إصابته بنزيف وسيولة في الدم، وبقع زرقاء بالجلد.

بدأت محاكمة "سلطان" وآخرين ، في إبريل 2014، جنايات الجيزة، برئاسة المستشار ناجي شحاته، ليحصل بعدها بشهور قليلة على حكما بـ"المؤبد".

بدأ الدور الأمريكي في قصته بالظهور على السطح، مع مقطع فيديو سجله "سلطان" استنجد خلاله بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، لينقذه من السلطات المصرية، لافتا إلى أنه جاء لمصر بناء على مبادئ الحريات التي تعلمها من إدارة الرئيس أوباما.

حاول القنصل الأمريكي في جلسة 22 أكتوبر عام 2014 الحضور مع المتهم، إلا أن هيئة المحكمة رفضت أولا، ثم وافقت فيما بعد، كما قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية "جين ساكي" إن الرئيس باراك أوباما، تحدث مع نظيره المصري خلال لقائهما الأخير في قضية "سلطان"، إلى أن أعلن شقيقه عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي أن السلطات الأمريكية ساعدت في عودته مرة أخرى إلى الولايات المتحدة، منذ أيام قليلة.

انتهاء معاناة "سلطان" لم تكن فقط بناء على طلب أمريكي، ولكن تنفيذا لقانون يخول للرئيس عبدالفتاح السيسي الحق في الإفراج عن المتهمين الحاصلين الأجانب، وعلى الرغم من رفض "سلطان" في بدايات المحاكمة التنازل عن الجنسية مقابل الإفراج عنه، إلا أنه تنازل عنها أخيرا، لتساعد السلطات الأمريكية في ترحيله بعد أن تنازل عن مصريته ليصبح أمريكيا.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter