الأقباط متحدون - العفو والسماح يا أهل السماح
أخر تحديث ١٦:٥٧ | الاثنين ١٦ فبراير ٢٠١٥ | ٩ أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٧٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

العفو والسماح يا أهل السماح

الملك فاروق
الملك فاروق

مينا ملاك عازر
في أواخر أيام الملك فاروق، تقدمت مصر بقائمة من الأسلحة المطلوبة من الولايات المتحدة الأمريكية، كانت القائمة كلها أسلحة خفيفة، ومع اندلاع ما عُرِف فيما بعد بثورة يوليو، جددت مصر المطالبة بالتسليح من أمريكا ولكن لأن من قاموا بالثورة كان هدفهم هذه المرة تسليح جيشهم، قدموا قائمة جديدة من الطلبات كانت بها أسلحة ثقيلة ولكن الإدارة الأمريكية برئاسة أيزنهاور آنذاك رفضت الطلب المصري متعللة بأن الأسلحة المطلوبة تُستخدم في قمع المظاهرات والإضرابات، ولا تقبل أمريكا هذا، مع أن الثوريين في مصر كان طلبهم لأسلحة ثقيلة للجيش ولا يمكن أن تستخدم في هذه الأعمال، في حين أن أمريكا كانت ترفض ناظرة فقط –باستهبال- لقائمة الأسلحة المقدمة من أيام الملك وبعيداً عن أسباب فشل صفقة السلاح، إذ أن هذا ليس موضوعنا الآن.

فقد تذكرت هذه القصة الآن، حينما قرأت خبراً عن مطالبة فرع منظمة العفو الدولية بفرنسا من الحكومة الفرنسية، وقف صفقة طائرات الرافال الفرنسية التي تجلبها مصر لتسليح جيشها، وهذا بحجة أن مصر تشهد قمعاً لم تشهده من ثلاثين عام، وحينها تساءلت كيف ستستخدم مصر طائرات الرافال الفرنسية التي تساوي في قدراتها طائرات إف 15 في قمع المعارضين؟ وهل معارضين يمكن قمعهم بهذه الطريقة والوسيلة الحربية المتطورة- القادرة على قصف أهدافها من بعد يصل لخمسة وثلاثين ميل، وتحديد ست أهداف في آن واحد، وتقدر هي أولوية إصابة الأهداف أولاً- يعدوا معارضين سلميين مثلاً ويجب حينها على منظمة العفو الدولية حمايتهم وتوقيف صفقة بهذه القدرات الحربية لحمايتهم!!!؟؟؟

على كل حال، لم تستجب الحكومة الفرنسية لمطالب منظمة العفو، والسماح يا أهل السماح، وقال وزير دفاعها إن السيسي رئيساً منتخباً من حشود المصريين، والانتخابات التشريعية على الأبواب، فلا مانع مطلقاً من هذا، وهذا يفسر لكم لماذا تزايدت أعمال المعارضة السلمية الإخوانية بتفجير خطوط الغاز، ومحاولة تفجير قسم شرطة الشيخ زويد، وانفجارات العريش، لأن هذا كله يحرج الحكومة المصرية التي تستخدم بحسب وصف منظمة العفو الدولية أشد وانكى اساليب القمع الغير مستخدمة منذ أكثر من ثلاثين عاماً.

حتى هذه المعارضة السلمية المتبعة في محافظة شمال سيناء لم نواجهها حتى الآن إلا بالأباتشي، ولم نستخدم معها الرافال وما شابهها اللهم إلا إذا كانت المنظمة تقصد المعارضة الداعشية في العراق وسوريا هي التي يُستخدم ضدها الطائرات الإف 15 و16 و22 و35، وهنا يجب على المنظمة مطالبة أمريكا بعدم قصف المعارضة السلمية الداعشية في العراق وسوريا بهذه القصوى، وتجبرها على إلقاء الورد عليهم ولو من باب الاحتفال المشترك بين الإرهابيين بعيد الحب، ويكون أوباما بهذا قد رُفِع عنه الحرج، ولا يجد نفسه مضطراً لقصف إخوانه حتى يلاقي وش يقابلهم بيه لما تخلص فترة رئاسته، ويسيب البيت الأبيض ويذهب للانضمام لهم.

المختصر المفيد الناس دي بتستهبل ولا إيه!؟.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter