الأقباط متحدون - ابنك سخيف يا إكسلانس!
أخر تحديث ٠٦:٠٤ | الاثنين ٩ مارس ٢٠١٥ | ٣٠أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٩٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ابنك سخيف يا إكسلانس!

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
بقلم   اسامة غريب
الأطفال أحباب الله.. ولكن بالرغم من هذا لابد أنك صادفت فى حياتك عدداً قل أو كثر من الأطفال السخفاء ثقلاء الظل الذين تود لو أنك صفعتهم أو ركلتهم أو ألقيت بهم فى صفيحة الزبالة! الطفل يولد جميلاً بالضرورة، ولا يصير بائساً بعد ذلك إلا إذا كان وراءه أب من النوع اللزج السخيف، أو أم عجفاء النفس
سقيمة الوجدان.

ورغم ذلك فكل أب يتصور الروعة فى طفله، ويظن أنه من النوع الذى يسيل منه شراب الورد إذا تكلم، وإذا تحرك أو حتى إذا بال على نفسه! وليس هناك فى الواقع من يصدق أن ابنه الحبيب هو كائن رذيل يشكل إضافة لنكد الحياة، ذلك أن إقراره بهذا يعنى أنه هو أيضاً كذلك. وهذا النوع من الآباء يمتلك جسارة ألا يكتفى بأن الناس تعرفه وتستقبله وتهش فى وجهه حرصاً منها على إبقاء حبل المصالح ممدوداً، وخشية أن تتعرض تلك المصالح للمساس..لا يكفيه ذلك

ولا يكفيه أن الجيران يعاملونه بلطف اتقاء لشره ودرءاً لأذاه، فيظن أنهم يهيمون به ويقرر أن يزيدهم من الشعر أبياتاً من إنتاجه فيصحب المحروس ابنه لزيارتهم حتى ينالوا من نفحات الابن كما جربوا نفحات أبيه. والحقيقة أن الآباء جميعاً موهومون فى ظنهم أن أولادهم ملائكة، ودائماً يعتقدون أن أبناء

الآخرين هم الأشرار، لذلك فإن كل أب وهو يرسل ابنه إلى الشارع للعب مع الأولاد أو يذهب به إلى الحديقة أو النادى يشحنه بالنصائح التى يأتى فى طليعتها: اللى يضربك اضربه. صحيح أن الأطفال جميعاً يتلقون هذه النصيحة، لكن تأثيرها عليهم لا يكون متساوياً فمنهم من تتشربها نفسه بحسبها وصفة

جيدة للدفاع عن النفس وعدم السكوت على الظلم، ومنهم من ترسخ فى أعماقه على أنها ترخيص بالعدوان، ومنهم من يُعرض عنها ويفضل الاستكانة بعد أن جرب النصيحة وعرف أنها لا تجلب إلا المزيد من الصفعات والركلات! لكن فى كل الأحوال فالأب لا يتخيل مطلقاً أن فلذة كبده يمكن أن يكون سخيفاً، لأنه

بطبيعة الحال لم يتصور نفسه سخيفاً أيضاً، وربما لأنه يعتنق منظومة سلوك لا ترى فى التطاول على الكبار عيباً، وقد اعتاد منذ طفولته هو شخصياً أن يرى الظُرف وخفة الدم فى الأهل المتحلقين حول الطفل يشجعونه قائلين: اشتم عمو.. ابصق على عمو يا حبيبى، ومن الطبيعى أن قطعة الشيكولاته التى يحصل عليها الطفل بعد أن ينفذ الأمر ويبصق على عمو ستجعله لا يتردد فى إهانة أى عمو فى المستقبل!.
 
وقد يكون ترْك الأطفال فى البيت عند زيارة الأصدقاء والجيران أحفظ للود بين الناس وأدعى لبقاء الصداقة مما لو أصروا على اصطحاب طفلهم السخيف الذى قد يعجل بانهيار العلاقة الطيبة.
 
لا يعد كلامى هذا دعوة للأب أن يحسن تربية أبنائه، فهذا صعب خاصة إذا كان الأب نفسه غير متربى! ولا يعد دعوة لأن يكره أو ينبذ طفله السخيف، لأن هذا غير ممكن عملياً.. لكن كل ما أرجوه من الأب ألا يبالغ فى تدليل طفله، والاحتفاء به أمام الناس، كما لو كان طفلاً لذيذاً، لأن هذا يجلب على الطفل سخطاً ونقمة قد تكون لها آثارها الوخيمة فى المستقبل.
  نقلا عن المصرى اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter