الأقباط متحدون - الخطاب القبطى بين الماضى والحاضروالدعوة لأنشاء جامعة قبطية
أخر تحديث ٢١:٣٠ | الخميس ٢٩ يناير ٢٠١٥ | ٢١ طوبة ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٦١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الخطاب القبطى بين الماضى والحاضروالدعوة لأنشاء جامعة قبطية

 د.ماجد عزت إسرائيل
     فى حقيقة الأمر قضية تجديد الخطاب الديني القبطى قضية قديمة تتجدد من آن لآخر عندما يدرك أهــــل الرأي أن هذا الخطاب في واد والمجتمع بتطوراته في واد آخر،ولكن دعنا نتحدث عن الكنيسة كمؤسسة دينية لها تعــاليمها وخصوصيتها وطقــــوسها التى نمــارسها منذ تأسيس كرسى القديس مار مرقس الرسول فى (56-68م).

 كما ان الكنيسة القبطية منذ تأسيسها وحتى يومنا هذا تقوم على التسليم والحفاظ على الطقوس وتعاليم الكتاب المقدس وسير القديسين والآباء والشهداء،ومن أجـــل ذلك ظهرت فكرة الرهــبنة وانتشرت الأديرة والكنائس فى شتى ربوع من حتى أن بلا النوبة ذاتها كان آخـــرها ملوكها فى القرن الخامس عشر من أقباط مصر بدعى الملك "جـــورج"،وفى القـــــرن التاسع عشرة تبنى البــابا "كيرلس الرابع "المعروف بأبو الإصلاح (1854-1861م) حركة التنوير داخل الكنيسة حيث احضر مطبعــة من أوروبا وأنشاء المدارس القبــطية التى لا تزال حتى يــــومنا ،وواصل نهضته وتنـــويره لقرى مصر حيث أنشا بأحد أديــــرة مدينة الواسطى بمــــحافظة بنى سويف كــــــتاب لتعاليم الأقباط والمسلمون ،خـــلاصته الكنيسة القبـطية علمت العالم قوانين وطقـوس المسيحية،و توجد أديرة وكنائس أوروبية تستــــمد بعض نظمها من كنيستنا القبطية المصرية.

 وللأمانة التاريخية ظهرفى منتصف القرن العشرين حركة إصلاح داخل كنيستنا القبطية ،حيث كان لأنشاء الجامعة المصرية أثره فى نشر التنوير والتعاليم المسيحية داخل الكـــــنيسة، ويرجع الفضل للقديس "حبيب جرجس" الذى أنشاء مدارس الأحــــد ـ لا تزال حتى يومنا هــذا بالكنائس وتسهم فى تعلم اللغة القبطية ومفرادتها ــ وأصدر بعض الـدوريات والمطبوعات التى تهدف فى المقام الأول نشر تعاليم الكتاب المقدس التى خلاصته "المحبة والسلام "وتــقبل الآخر والاخلاص للوطن والدفاع عنه ــ المشاركة فى جيش مصرنا الحبيبة ــ والسعى نحو الأبــــدية بمحاربة الخطايا ،والصلاة من أجل الجميع دون تفرقة أو تميز ،ومن أجـــــل الأنهار والمــــياه والبحيرات ..الخ.

  فهذا الجيل الذى تربى على يد القديس "حبيب جرجس" تعلم الثقافة واللاهوت والألحان القبطية وموسيقاها تعليمنا صحيح ،وكذلك اللغــــات والتى كان منها اللـــغة القبطية والأنجليزية والفرنسية،ومن طليعة هـــذا الجيل قداسة البابا المتنيح "شنـــودة الثالث"(1971-2012م)،الذى ترك لنا تراثنا ثقـــــافيا سيدرك الباحثــين قيمته التاريخية ،وكذلك العلامة القـــديس الأب "متى المسكين ،الذى يعد "فيلسوف  المسيحية فى الــــقرن العشرين" وترك لنا أيضا نحو 182 كتاباً تعتز بقيمتهم كنيستنا القبطية،بل والكنائس الأوروبية .
    
   على أية حال،الخطاب القبطى يسعى دائما للسلام لا للعداء، للتسامح لا للكراهية، للتعاون مع الآخر لا للاستقلال ،لضبط النفس لا للفتن والمؤامرات، وكذلك الدعوة لمساندة الوطن والحفاظ على هــــويته المصرية،و لا لوجود أنظمة فاشية هدفها تدمير وتحطيم المجتمع المدنى، وأيضا الدعوة  للسلام للمنطقة الشرق الأوسط والــــعالم اجمــــع،كما تعــــاليم الكنيسة من القـــــداسات والاجتماعات الروحية ومدارس الأحد والأنشطة الصيفة والكنيسة هدفها خلق جيل جديد للتكيف مع تقنيات العصر الحديث.ولذلك يجب على الكنيسة القـــــبطية الحفاظ على تراثهــا عن طريق  إعادة النظر فى توصيل  تعليمالكتاب المقدس و اللاهــــوت القبطيى والألحان القبطية واللـــغة القبطـــــية والفنون والموسيقى وإعداد جيل من الآباء الكهنة العلمنين لخدمة الكنيسة فى داخـــل مصر وخارجها،ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بوجود جامعة قبطية   

   وأنا أؤيد ما دعى إليه الأستاذ الدكتور والمؤرخ الكبير"عاصم الدسوقى "فى مقــــاله " تثوير الخطاب الديني وليس تجديده" الـــمنشورة بجريدة البديل فى أكتوبر 2014م ونصه" لتثــــوير الخطاب الديني في المجتمع المصري علينا صياغة لاهــــــوت تحرير مصري (مسيـــــحي-إسلامي)، أو “فقـه التحرير” يستهدف تحقـيق روح رسالة الدين الحقيقية في الحرية والعـــــدل. وفي هذا الخصوص ينبغي ألا يقتصر دور الدين على تحرير الإنسان روحيا من آثام النـــــفس وشرورها، بل ينبغي أن يكون التحرير اجتماعيا لإقرار العدالة والمساواة.وتحقيقا لهذا ينبغي أن يبتعد رجال الدين عن استخدام مقولات الرضا بالأمر الواقــــع، وأن يقفوا إلى جانب حقيقة الدين وروحه لا إلى جانب السلطة أيا كانت، وأن يتصدروا بأنفسهم قيـــادة المطالــــبة بتغــيير التشريعات التي من شأنها تقريب الفوارق الاجتماعية وإحـــــلال السلام الاجتمــــاعي، وعــدم التمسك بحرفية النصوص ولكن توظيفها لخدمة العلم والحياة.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter