الأقباط متحدون - مِن الحبس أكتب
أخر تحديث ٠٠:٢٧ | الاثنين ٥ يناير ٢٠١٥ | ٢٧كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٣٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مِن الحبس أكتب

ضياء رشوان
ضياء رشوان

مينا ملاك عازر
أكتب لكم أعزائي القراء، حيث برودة الجو، صحيح هي على الجميع لكنها في محبسي هذا تزيد مع ظلمة وجدران صامتة لا تنطق، ولا ترد علي كلامي أبواب موصدة حديدية جامدة مثل قلوب من وضعوني هنا، لا أعرف تهمتي إلا أنني سمعتهم يقولون أنه صحفي، وهي صحفي دي تهمة!!!؟؟ هذا ما سألته لنفسي وهم يزجوا بي داخل تلك الزنزانة القبيحة، وتصاعد سؤالي في نفسي، ترى هل فيما كتبت استدعى وضعي هنا!!!؟ هل نحن في عصر تكبيل الحريات!!!؟؟؟

ثم جاءني الرد سريعاً على لسان نقيب الصحفيين الباحث في الأصل بمركز الأهرام للدرسات السياسية والإستراتيجية، السيد ضياء رشوان وهو يقول أن الحبس سنة هي عقوبة كل صحفي غير مُدرج بسجلات النقابة، طب وهو أنا كان ينفع النقابة تسجلني مثلاً وهربت، يا سعادة الباشا النقيب، وهو أنا مثلاً مش عايز أتقيد فيها، أنا ذنبي إيه إن جنابك ومن قبل ومن معك لا تهبون صك دخول جنتكم إلا للصحفيين بالصحف الورقية!!!؟ والمستثناه الوحيدة من هذا الشرط نالته وهي شهيدة أقصد الشهيدة ميادة أشرف، نالت العضوية الشرفية بجنتكم بعد أن نالت العضوية عن أحقية بجنة المولى عز وجل، بعد أن قُتِلت وهي تؤدي دورها المهني الذي قد لا يكون كثيرون ممن يتمتعون بعضوية جنتكم هذه يقومون به لأنهم يفضلون البقاء ببيوتهم في وقت الأزمات أو لأن صحفهم الورقية لا تجد لهم عمل لديها تحتويه صفحاتها، فتكتفي بالصرف عليهم ويكتفون هم بحلبها وعدم إفادتها.

سيادة الباشا النقيب، هل علي أن أستشهد حتى أنال الحظوة وترضى عني، وعن باقي زملاء مهنتي الجادين في عملهم، وهو مضمون وفحوى وجوهر مهنة الصحافة والبحث عن المصاعب حتى لا أُحبس!!!؟؟؟ سيادة الباشا النقيب، دبرني وقل لي ألا يحمي الدستور الذي شاركت في وضعه حرية التعبير عن الرأي حتى لغير الصحفيين إذن لماذا تفعلها وتحبسني ألا تكتفي بلفظي من نقابتكم المصونة والجوهرة المكنونة حتى تضعني في زمرة المطاردين والمحبوسين، أنا وآلاف غيري قرروا أن يشتغلوها صح، وليس كهؤلاء الهابطين على الصحافة بالبراشوت.

أنا لدي استفسار بسيط، لا يزد عن كونه تساؤل بريء، هل لأنكم لا تعترفون بالمواقع الإلكترونية رغم انكباب الناس عليها، وتنهل منها  بعض الصحف الورقية لنشر الأخبار، في حين يجلس زملاء لنا بنفس تلك الصحف ينعمون بالراحة ورغد الحال في حين نتكبد نحن الأهوال ونتجرأ نحن على فتح الأبواب الموصدة ونفكر، أما هم فيستسهلون ويسهل عليهم الاستمتاع بالحياة بمميزات لا نتمتع بها نحن كأن يحملوا كارنيه نقابة تحميهم إذا ما تم القبض عليهم، وهم يصورون شيء ما يستحق التصوير في الشارع مثلاً، أما نحن فلا نجد ما ومن يحمينا إذا تم القبض علينا ونحن نرى مايستحق التصوير رغم هذا نقدم نحن الانفرادات في حين هم ينشروها عنا، ورغم هذا نحن معرضون للحبس أما هم فمعرضون للحماية من أي شيء.

سيادة الباشا النقيب، قرارك أو ما ذهبت إليه مخالف للدستور، ولن يتم ولن نُحبس ولن تكمم أفواهنا في صالح صحافة تحتمي في ورقها، سيادة النقيب أنا لن أحبس لأني أعبر عن رأي، وأترك الفرصة لآخرين يعبرون عن رأيهم في برنامجي، وهذا أمر كفله لي الدستور، هل تسمعني أم لا تقرأ صحف غير ورقية، إن كان ذلك كذلك فليكن ما يكون، ولكن يوماً ما ستسمعني حينما نقف وجه لوجه في مكان لا تستطيع فيه منعي عن الحديث إلا بإغلاق أذنك وعينيك عني وعن أمثالي.
المختصر المفيد الشهادة لميادة أشرف، والشرف لمن يحمي الصحفيين بكافة انتماءاتهم.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter