الأقباط متحدون - مَطلبُ طالِب من الله .. مع حرف الطاء
أخر تحديث ١٨:١٠ | الخميس ٢٤ يوليو ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ١٧ | العدد ٣٢٦٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مَطلبُ طالِب من الله .. مع حرف الطاء

بقلم:   أرنست أرجانوس جبران
هذا الشخص الطالب ، ما هو إلا عاطف .. وهو نفس الطالب من الله فى هذه الأطروحة .. إنسان بسيط ، طالب من الله السَتر فقط .. وهو فى انتظار هذا السَتر ..قطعة قطعة .. لا بل نقطة ، نقطة ..وبينما وهو فى هذا الحال ، قام عاطف بإرجاع عقارب الساعة الى الوراء .. ليسأل كيف كان أيام .. "كان ياما كان" .. وكيف سنكون بعد الذى كان .. بدأ يفكر فى كينونة الإنسان .. أراد أن يسطر بكلمات صادقات عن معنى الحياة .. والإستعداد لما بعد الحياة .. وهكذا يجب علىّ أن أبدأ فى الحال ولكن ماذا أكتب ..!! .. بالمناسبة "عاطف" هذا هو الإسم الآخر للكاتب .. مازلت ولاأزأل طالباً فى معرفة الله .. وهنا .. وجب علىّ أن أطلب .. أطلب من الله بالحاح مطرد .. ماذا أكتب عن عالم الخطية الذى عشت فيه ردحاً من الزمن .. وأنا طين ورماد .. أنا طبل يطن .. طرطور من الطراطير .. طائر من الطيور .. طبق من الورق .. طاقة صغيرة مطلة على طريق ضيق  ..أنا قطعة من الطباشير .. وطواط من الوطاويط التى تعيش و تطير فى الظلام .. قِط من القطط المتشردة.. طست من الطسوت التى تجمع فيه كل الملابس القذرة .. أنا طوق صغير يلتف حول عنق كلب من الكلاب الضالة.. بل أنا طابع بريد يستخدم مرة واحدة ثم يُلقى فى أقرب سلة للمهملات .. وقد تكون سلة مهملات جارنا الأسطى عطية صاحب المطبعة العتيقة .. أنا طفل فى المعرفة ..غير قارئ للإنجيل أو لتاريخ القديسين .. لم أعلم قط ، ان هناك مدينة مصرية تسمى " قفط " ..

وأخيراً .. إلتجأت الى الله .. الذى أرشدنى .. وعرفنى حقيقتى .. ورفعنى من المزبلة .. وكيف استخدم ضعفاتى لتكون درساً نافعاً .. ولهذا أنا أكتب الآن من أجل الإنسان وماذا يعمل لأخيه الإنسان .. قبل فوات الأوان .. فإن الذى به نقص ما ، سيجد آخراً يسد عنه هذا النقص أو العيب .. وهنا يحدث التكامل المطلوب.

نعم ..أنا طين .. ولكن هذا الطين .. هو أولاً من صنعة الفخارى الأعظم .. فالله جل جلاله هو الذى جبلنا  من هذا الطين .. و من الطين تصنع الأوعية الخزفية  .. وكما يقول الكتاب المقدس "أم ليس للخزاف سلطان على الطين ، أن يصنع من كتلة واحدة إناءً للكرامة وآخر للهوان"؟.. وأيضاً ، هذا الطين ، إن كان فى تربة صالحة ووجد فلاحاً عاملاً ليبذر بذرة قمح تتعامل مع هذا الطين  لأنتج قمحاً وفيراً لملء بطون الجوعى .. ومن هذا الطين يُصنع الطابوق .. الذى هو أساس لبناء متين على يد بناء رصين ..  وبمناسبة هذا الطين نقرأ أحلى الكلام .. أحلى من القال والقيل .. عندما يردد قداسة البابا الراحل المقيم .. البابا الطوباوى شنودة معلم الأجيال ، ليقول فى موضوع الطين .. فى أبيات مستقاه من ماء مطر مفعم بالحياة ..

ما أنا طين ولكن *** أنا فى الطين سكنت
لست طيناً أنا روح  *** من فم الله خرجت
و سأمضى راجعاً لله *** أحيا حيث كنت
***  ***
.. أنا طبل يطن .. ولكن هذا الطبل الذى كان يطن فقط .. قد يجد كلمات ترنيمة حية .. لتصاحبه مع فرقة كاملة من الأدوات الموسيقية ويصبح قائداً أساسياً للإيقاع الهام لضبط الزمن الموسيقى لهذه الترنيمة .. وقد تصبح هذه الترنيمة أساساً لخلاص كثيرين لمن لا يعرفون المسيح ..

 نعم أنا طرطور .. أنا طاقية .. ولكن هذا الطرطور أو هذه الطاقية إن وجد أو إن وجدت رأساً مطأطئاً يحتاج الى غطاء يقيه شر الشمس الحارقة أو المطر الهاطل أو البرد القارس لأصبح هذا الطرطور مفيداً .. أنا قطعة من الطباشير سرعان ما تزول وتنتهى .. ولكن بعد أن تكون قد قامت بعمل جليل .. قد قامت بتعليم طالباً بل طلاباً فى مدارس هذه عددها ليصبحوا رجالاً نافعين لأوطانهم .. لأطفالهم ..لأجيالهم ولأسرهم .. أنا طائر .. لا حول لى ولا وقوة .. لا أزرع ولا أحصد ولا أجمع الى مخازن وأبى السماوى هو الذى يقوتنى .. طائر ينشد ويغرد .. يجلب السعادة لكل نفس حزينة .. أنا طبق من الورق .. قد أكون نافعاً فقط عند ملء البطون .. بعدها يُطاح بى جنباً الى جنب مع القاذورات .. ولكن قد أكون أفضل حالاً .. لو كنتُ سبباً فى إشباع بطن خاوية من الفقراء والمطرودين .. والأجمل .. لو كنتُ من الذين يضحون بأنفسهم بعد طحنى وإعادة صنعى لملء بطن خاوية أخرى .. .. وقد أكون طقطوقة فى موّال شرقى أصيل من مطرب من مطربى أسيوط راح يطرب مَن طلبوه فى طنطا و فى فرشوط .. أو قد أكون طقطوقة فى غرفة بسيطة .. وما عليها مما طاب من طعام بسيط .. من طعمية وطماطم وبطيخ .. نعم ، أنا طاقة بدائية فى أحد المنازل الطينية الريفية والتى تطل على مزارع الطماطم والبطيخ والبطاطس والبطاطا المنتشرة فى تلك المنطقة .. وليتنى كنت بطيخة أشبع بطن جائعٍ ليأكل هو ودابته أو أن أطفئ ظمأ نفسٍ عطِشة وأعطى بدورى بذورى لتزرع مرة أخرى .. ولا أخفيكم سراً إن قلت لكم .. هذه الطاقة ، أعنى طاقة منزل الطين البدائية والتى قطنت فيه .. أيام طفولتى فى قرى السودان النائية .. هذه الطاقة ، قد تكون معطاءة لتعطى طاقة جبارة لكاتب أو لشاعر له من المشاعر الجياشة ليعْبُر عبر الآفاق البعيدة لكى يُعَبّر بسلاسة مُطرِدة بمجرد النظر عبر تلك الطاقة الصغيرة.. وبمناسبة الطاقة ، وعلى الرغم من تقاعدى .. إلا أننى ملئ بالطاقة .. ولهذا إعمل من المنزل فى مجال الطاقة الكهربائية ..أى توصيل الكهرباء الى المنازل والشركات بأسعار منافسة " للكيلو واط" الواحد .. تكتب هكذا بمناسبة حرف الطاء .. فمن يطلبنى يجدنى .. نعم أود أن أكهرب كل الناس بكهرباء "لو فولط" .. أنا وطواط .. نعم كنت وطواطاً كبيراً أعيش فى ظلام دامس .. ألا وهو ظلام الخطية .. ولكننى أشكر الله لأن هذا الظلام أتاه النور وأصبحت طائراً يطير فى وضح النهار أطيع ربى .. وهكذا أقول لكل وطواط مازال يعيش فى ظلمة الخطية تعال معى لنصبح طيوراً تطير فى وضح النهار لنغرد بترانيم تسعد وتطرب القلوب الحزينة وهى أيضاً تطرب قلب الله.. وبمناسبة ظلمة الخطية كنت فى يوم ما .. طوقاً ملتفاً حول خصر أحد الفتيات بل حول الكثيرات أداعبهن فى لهو ومجون .. ولكن الشكر وكل الشكر للرب الذى أدبنى .. نعم الذى يحبه الرب يؤدبه .. وكما قال داود "لأن يدك قد ثقلت علىّ نهاراً وليلاً. تحولت رطوبتى الى يبوسة القيظ" .. ولكن أشكر الرب لأننى لم أصل الى مرحلة "يبوسة القيظ" .. نعم .. ذاك الطفل فى المعرفة ، بدأ يكبر ليتعلم .. تعلّم من سيرة القديس بضابا .. انه كان أسقفاً على مدينة قفط فى صعيد مصر .. أشكر الرب .. لأنه ساعدنى على كسر هذا الطوق قبل أن يلتف حول عنقى ليكون وقودا للنار الأبدية التى لا تطفأ .. وأنا الآن أطلب من الله أن أكون طاقة عاملة فى كرمه .. وشتان بين كل الطاقات والطاءآت ..

.. وليتنى كنت طفلاً  أو ولداً .. حتى أدخل ملكوت السماوات.. ومن يدرى ، فقد أكون يوماً طوقاً لنجاة مُضطَهد .. أو لعابر طريق ..
فأنا الشئ .. كثيراً ما يراودنى حلم أحلم به ..أينما حللت .. حتى فى منامى واستيقاظى .. أحلم بأن يتعلم المسيحيون بل عالم بنى البشر أجمعين " كيف تكون المحبة الحقيقية " وكما علمنا السيد المسيح أن نحب الآخرين سواء كانوا مسيحيين أو غير مسيحيين .. كيف نحب بعضنا بعضاً بدون قيد أو شرط .. وبالرغم من أننا نتذكر ذكريات أخطاء وغلطات الآخرين والتى نعتبرها غير قابلة للنسيان .. و كم تعمل المفارقات فى الإبطاء لتذكر الحسنات التى قام بها نفس الذين لا نود أن نغفر لهم أخطاءهم .. فيا طبيب الروح طبب جراحات مضطهدىّ .. حتى يتعلموا .. بل يؤمنوا بأنك الطبيب الأول والآخِر .. وهكذا أتعلم أنا منهم .. كيف نكمل بعضنا بعضاً ..حتى فى المجال العقائدى .. ليت جميع الطوائف تكمل بعضها البعض كألوان الطيف فى تكامل لطيف .. إضافة الى الأمور الأخرى .. المحتاج الى عمل ، نقوم بإعلام بعضنا البعض .. الى أن نجد له عملاً .. يارب .. أعطنى يارب .. حتى أستطيع أن أعطى بسخاء .. يارب .. وكما يقول الكتاب المقدس "المعطى المسرور يحبه الرب" ..

وهكذا .. وجب علينا كمسيحيين ، أن نحب بعضنا بعضاً كما يقول الكتاب .. "البسوا المحبة التى هى رباط الكمال" .. فنحن غرباء عن هذه الأرض .. فهى ليست وطننا .. فلنا وطن آخر .. فلا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سُر أن يعطيكم الملكوت .. وهنا وجب علينا أن نعلم ونتعلم معنى المحبة الحقيقية ، المحبة التى بإمكانها التضحية من أجل الآخرين .. والسؤال الذى أود أن أسأله لنفسى أولاً هل أنا أحب الآخرين .. وأضحى من أجلهم ..!! .. نعم ، هذه هى المحبة التى يعنيها السيد المسيح .. فالمحتاج يطلب ويقول " أعطونا مما أعطاكم الله" .. أعطونا حتى نستطيع نحن أن نعطى .. فمثلاً هذا شخص يمتلك محلاً تجارياً ..لماذا لا نساعده بأن نقوم بشراء احتياجاتنا منه .. أو ذاك يمتلك مطعماً .. فمن بامكانه أن يذهب ويطعم نفسه من ذلك المطعم حتى ولو كان طعامه "مشطشطاً" .. وهذا شخص يمتلك جريدة مسيحية ، لماذا لا نعضده باشتراكاتنا واعلاناتنا .. فالسيد عطوان .. أقصد الأستاذ سامى عطوان مؤسس جريدة "صوت المهاجر" .. ليتنا نعضد هذه الجريدة الرائدة فى رفع أصوات أقباط مصر والمسيحيين المضطهدين بوجه عام .. فإن وجد العطاء ، لاستطاع الأخ عطوان أن يعطى .. و"الخطاب واضح من عنوانه" .. عطوان يعطى .. وهذا شخص آخر يمتلك شركة طيران .. وذاك يمتلك محلاً لإطارات السيارات .. وهلم جرا .. ليتنا نكمل بعضنا بعضاً.. وفى نهاية المقال .. "لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت" .. أيضاً أطلب منكم أن تقرأوا من انجيل لو6:" ورفع عينية الى تلاميذه وقال طوباكم أيها المساكين لأن لكم ملكوت الله .. والى نهاية هذا الأصحاح" .. وهكذا .. سطعت وتسطع أشعة الشمس الساطعة كل صباح لفجر جديد .. طيب .. أنا آسف قد أطلت عليكم الطلبات .. ولكن طلبى الأخير هو أن نبدأ فى العطاء من نقطة هذه النهاية مع حرف الطاء ..  بس خلاص ...
والرب يبارك حياتكم ..

أخوكم وعمكم العجوز ..
ernestgobran@yahoo.com   ارنست (عاطف) ارجانوس جبران


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter