الأقباط متحدون - الفقراء لم يزالوا موجودين!
أخر تحديث ٠١:٢٥ | السبت ١٧ مايو ٢٠١٤ | ١٧٣٠ ش ٩ بشنس | العدد ٣١٩٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الفقراء لم يزالوا موجودين!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مينا ملاك عازر
سألت صديقي، لماذا يزج مرشحي الرئاسة باسم ناصر في خطابهم؟ فقال لمداعبة الطبقة العريضة من المنتخبين الفقراء والذين يعتبرون ناصر بطلاً لاهتمامه بمشكلة الفقر، فقلت ولكن هذا في غير مصلحتهم فناصر رغم أنه كما تقول اهتم بالفقر إلا أنه لم ينهي عليه بدليل أن الفقراء لم يزالوا الطبقة العريضة من الشعب المصري!!! ولم يزل مرشحي الرئاسة يداعبونه بأحلام ناصر وتحقيق العدالة الاجتماعية.

بقى فحوى الحوار السابق في خاطري، أتساءل لماذا لم يزل ناصر هو الماركة المسجلة في الوطن العربي لمداعبة مشاعر البسطاء والفقراء؟ لماذا تصدرت صوره ميادين التحرير بمحافظات مصر في أي فاعلية ثورية منذ الخامس والعشرين من يناير وحتى لحظتنا في شتى الانتخابات والتنافسات الديمقراطية، ناصر هو تميمة الحظ والماركة المسجلة لدى الفقراء وراغبي الحصول على صوتهم، حتى الإخوان أنفسهم رغم قولهم، وما أدراك ما الستينات، حاولوا التمحك به في بعض الأحيان، فكلنا نذكر خطاب مرسي في عيد العمال والتجمعات العمالية، كيف كان يغازل العمال باستخدام الفكر الناصري ذلك الفكر الذي هم بعيدون عنه كل البعد .

وفجأة، قفز لذهني فكرة مهمة هي أن ناصر حين رحل ترك الشعب غير فقير، فكانت الدخول تتناسب مع الإنفاق، كما قال لي الدكتور مصطفى الفقي في حواري معه، فكان الشعب راضياً عن تجربة ناصر الذي لم يكن فاسداً ولم يخلق فارقاً طبقياً شاسعاً بينه وبين شعبه كأي زعيم ثوري، فسألت نفسي إذن لماذا بقى هناك فقراء!؟.

وجاءتني الإجابة حين انتبهت للنقلة الانفتاحية التي أحدثها السادات في الاقتصاد المصري، إذن السادات ومن بعده مبارك هما المسؤولان عن تنفيذ سياسات تؤدي لبقاء الفقراء وعدم رحيل الفقر عن البلاد، لكنني سرعان ما عدت وسألت نفسي إذن لماذا لجأ السادات ومبارك لتلك السياسات القاهرة للشعب والخالقة للفقراء، والمؤدية لفجوة بين الدخول والإنفاق فاكتشفت لأنهم كانوا بحاجة لإنهاض اقتصاد البلد

فرأوا أن الانفتاح هو الحل الوحيد على حد ظنهم، ولكن من الذي جعل البلد فقيرة وتحتاج لنهضة اقتصادية سوى الحروب والصراعات التي دخلتها في عهد ناصر، إذن ناصر قضى على الفقر بين صفوف الشعب لكن البلد كانت تعاني منه، فلم يكن هناك فقراء في عصره لكن كان الفقر رابض على الأبواب، لا أحمله المسؤولية فقد كانت ثورية فكره قادته لهذا، كان يريد لمصر قفزة قومية فلم يسمح العالم لمصر بهذا فأدخلونا في تلك الدائرة المفرغة من محاولة النجاة من براثن فقر الفقراء إلى السقوط في فخ فقر الدولة وهكذا.

المختصر المفيد في كثير من الأحيان علينا أن نراجع أفكارنا لعلنا نكتشف خطأها ونعترف بها ولا عيب في هذا.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter