الأقباط متحدون - جولن أو أردوغان الإسلام أو التأسلم
أخر تحديث ١٤:٢٧ | السبت ١٧ مايو ٢٠١٤ | ١٧٣٠ ش ٩ بشنس | العدد ٣١٩٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

جولن أو أردوغان الإسلام أو التأسلم

د. رفعت السعيد
د. رفعت السعيد

قرر أردوغان مطالبة أمريكا بتسليمه خصمه جولن.. فلماذا؟

تتلمذ أردوغان فى المدرسة الإخوانية على يدى أربكان الذى اشتهر بترجمته لكتاب «معالم فى الطريق» إلى التركية ليكون بامتياز تلميذا لسيد قطب.

واكتسب أردوغان كل الصفات الإخوانية فأتقن لعبة «المصالح المشتركة مع الطاغوت» ورفض الآخر ومداهنته فى آن واحد، ومعها كل الصفات القطبية. والسمع والطاعة للإخوان. وفى المقابل هناك الشيخ فتح الله جولن داعية إسلامى مستنير أعلن فى عديد من الخطب والدروس «لدينا ما يكفى من مساجد ولكن ليس لدينا ما يكفى من مدارس» وبدأ حملته لتأسيس جماعة «الخدمة» لتقوم بخدمة الإنسان وتنميته العلمية والعقلية عبر التعليم فأسس ٢٠٠٠ مدرسة فى ١٦٠ دولة (له مدرسة فى مصر) وأنشأ ما سمى بالمدارس التحضيرية لتقوية التلاميذ فى الرياضيات والعلوم الطبيعية مجانا. وهو يتحدث عن حركته قائلا الحركة تهتدى بتعاليم الإسلام وأعضاؤها متطوعون فى خدمة الإنسانية والدعوة إلى تعزيز الحريات الفردية وحقوق الإنسان والتعايش السلمى بين الجميع رغم اختلافهم فى الدين أو العرق أو الموقف. والمتطوعون بعضهم يقومون بالتعليم والبعض الآخر يتبرعون بالنفقات. وأعضاء «الخدمة» ينتمون إلى تيارات ومعتقدات دينية مختلفة تجمعهم الرغبة فى مرضاة الله ويسعون لإقرار ثقافة السلام والحوار والنهوض بالعقل والمعرفة «ويقول» أنا أرفض ممارسة السياسة باسم الدين وتوظيف الدين لتحقيق مكاسب سياسية أو ممارسة السياسة بشعارات دينية ولا العمل لإقامة دولة دينية.

ويقول أيضا من الضرورى معاملة الأقليات بالتساوى مع باقى المواطنين ودون تعرضهم لأى تمييز، وفى أحد الحوارات يقول إن البحث عن الحرية سيبقى دوما أعظم إنجازات العصر، ويستعيد قول الفقيه السنى بديع الزمان النورسى «علينا مواجهة أعداء الأمة أى الجهل والفقر والفرقة بمشاريع تدعم التعليم والعلوم والفنون والديمقراطية والتسامح والحوار» ويمضى جولن: يجب معاملة الأفراد جميعا أيا كانت معتقداتهم ومذاهبهم ودياناتهم على أساس أن الإنسان يمتلك حقوقا متساوية، وهو يرفض أى شكل للفوضى ويقول إن أسوأ حكومة أفضل من اللاحكومة والفوضى «ويمضى مؤكدا» إذا وجدنا خطأ نناقشة بطريقة حضارية ومن منطلق «لا إكراه فى الدين» لكن التفاسير المضللة تروج للعنف والإرهاب باسم أهل السنة والجماعة، فتلعب بذلك دوراً مدمراً، وتضر الإسلام وينجم ذلك من عدم فهمنا للمضمون الحقيقى للدين. وكذلك فإن التعامل مع الدين على أنه أيديولوجية سياسية هو أكبر خيانة تمارس فى حق الدين لأنه بذلك يختزل الإسلام فى مبادئ مبسطة فيضيق من مساحته الرحبة، ويفزعنى أن عنف التطرف يحظى بتغطية إعلامية تحجب أصوات غالبية المسلمين العظمى التى ترفض العنف «وفى حديث عن المرأة يقول» لها الحرية والحق فى تولى أى دور يناسبها كقاضية أو رئيسة وزراء أو رئيسة جمهورية، وحرمان المرأة من التعليم يشكل ضربة قوية لسلامة المجتمع، وهو ناتج عن تفسيرات ذكورية تدفع بها إلى مرتبة الدرجة الثانية. ومن الضرورى أن نلجأ للمنهج التقدمى فى فهم مبتغى الإسلام فتنال المرأة كامل حقوقها، ولا يتعارض هذا مع جوهر الإسلام. ويتحدث عن مصر قائلا «هى واحدة من أهم مراكز الإسلام السنى ولها خبرة عميقة فى إدارة الدولة والسياسة وعلى من يحكمها أن يحترم القيم والديمقراطية وسيادة القانون». هذا هو جولن ونحن نعرف خطايا أردوغان ومواقفه ونقارن فنعرف الفارق بين الإسلام والتأسلم. ونعرف لماذا تصادم الرجلان فى صراع بين مسلم ومتأسلم.

نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع