الأقباط متحدون - نكسة جامعات مصر
أخر تحديث ١٧:٠٦ | الثلاثاء ٨ ابريل ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ٣٠ | العدد ٣١٥٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

نكسة جامعات مصر

د/ إيهاب العزازى

تعيش الجامعات المصرية هذة الايام حالة حراك سياسي غير طبيعية بين شباب جماعة الإخوان الارهابية المعترضين على عزل محمد مرسي ويريدون عودتة بكل الطرق لدرجة محاولة تعطيلهم الحياة الجامعية بكل مكوناتها بالقوة عن طريق غلق المدرجات والمبانى والإعتداء على الأساتذة والموظفين ونشاهد يوميآ الحرب الإخوانية لحرق جامعات مصر لتحقيق اهداف الجماعة الشيطانية ونراهم يشعلون الجامعات تظاهرات ووقفات احتجاجية وتعيش مختلف القوى السياسية حالة حرب داخل الجامعات فكلا القوى تدفع بالشباب لاحداث حالة من الحراك والتظاهرات والفاعليات وهو أمر مقبول فى ظل وطن يعيش حالة ثورية ورغبة فى التقدم نحو المستقبل بعد فترة صعبة مرت بها البلاد بعد عزل مبارك ومرسي ولكن ان تنهار هذة الحالة السياسية وتتحول الجامعات لساحات حرب بين كلا الفريقين وتتحول التظاهرات لاشتباكات وعنف وتخريب وسقوط قتلى ودماء فنحن هنا نواجة ازمة حقيقية.

من الواضح أن شباب جماعة الإخوان مستمرين فى تظاهراتهم ضاربين عرض الحائط بكل القيم والأعراف الجامعية فقد إنحرفوا عن المسار الصحيح للمؤسسات الجامعية التى تقدم علم ودراسة وخبرة ويحاولون نقل خلافاتهم السياسية داخل الحرم الجامعى وشاهدنا حالات عنف متكررة فى بعض الجامعات مثل عين شمس والزقازيق والقاهرة والأزهر وغيرها ولكن المؤسف والمؤلم هو تطور العنف بين شباب الجامعات وظهور الخرطوش والمولوتوف وظهور قنابل فى بعض المبانى الخاصة باحد الجامعات الاقليمية وهنا لابد أن تتصدى الدولة بكل حزم لكل محاولات العنف داخل الجامعات حفاظآ على قدسية العملية التعليمية وحتى لانرى تفجيرات وسقوط ضحايا بين ابناء الشعب المصري والأهم هو إنقاذ شباب الجامعات من الفكر المتطرف الذى جعل بعضهم يسب رؤساء جامعات وعمداء كليات وتعطيل الدراسة ببعض الكليات وهذا هو قمة التطرف والارهاب وغياب الوعى بقيمة وقدسية الجامعات المصرية .

السؤال الأهم كيف تتصدى الدولة وتضبط الأمن داخل الجامعات بعد خروج وزارة الداخلية من عملية التامين بعد حكم قضائى وأصبحت الدولة لاتملك شئ سوى تعيين شركات أمن خاصة أو الإستعانة ببعض الشخصيات الغير مدربة والغير قادرة على حماية أفراد ومؤسسات ومبانى ومعامل تقدر بالمليارات وتحولت الجامعات لمبانى مباحة للجميع فلا توجد حراسة وتأمين حقيقي ولا أجهزة متطورة لكشف المفرقعات والاسلحة وغاب الفكر الامنى المتطور مما أدى لظهور حالات عنف وظهور أسلحة بيضاء وخرطوش وقنابل وغيرها ببعض الجامعات بعد ثورات مصر المتتالية من 2011 وحتى الأن .

لست من المنادين بعودة وزارة الداخلية لتأمين الجامعات كما كان يحدث فى السابق لاننا واجهنا تغول رهيب فى الماضى من بعض اجهزة الداخلية داخل الجامعات وصلت للتدخل فى تعيين رؤساء الجامعات والعمداء وصولا للمعيدين ولا مع الاصوات التى تنادى بتدخل الجيش لضبط الامن داخل الحرم الجامعى واعتقد الجيش لن يتدخل فهو لدية مهام كثيرة ومتعددة والجيش لن يصمت إذا تدهورت الأمور ولكن كيف نحمى مؤسساتنا التعليمية من العنف حتى لاتتحول لساحات حرب بين المؤيدين والمعارضين .

التأمين الحقيقي للجامعات لن يكون سوى بعملية تثقيف حقيقية للشباب داخل الجامعات وعبر ندوات مكثفة عن اهمية الحفاظ على المؤسسات التعليمية لنخلق معى حالة مجتمعية تحافظ على مؤسسات الدولة وفى نفس الوقت يتم التعاون بين الجامعات ووزارة الداخلية والقوات المسلحة فى تدريب موظفى وافراد الامن بالجامعات على كيفية تامين الافراد والمنشأت وصياغة خطط أمنية حقيقية تحافظ على منظومة العمل داخل الجامعات فنحن فى حاجة لثقافة مجتمعية مع خبرة امنية وكل ذلك يحتاج من الجميع داخل وخارج الجامعات العمل لنشر قيم المحبة والتسامح ونبذ العنف والحفاظ على ممتلكات ومؤسسات الدولة فهى ملك للمصريين جميعا .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter