الأقباط متحدون - دماء في نهر الوطن
أخر تحديث ٠٨:٠٤ | الاربعاء ٢٥ ديسمبر ٢٠١٣ | ١٦ كيهك ١٧٣٠ ش | العدد ٣٠٥١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

دماء في نهر الوطن

مينا ملاك عازر
 
كل قطرة دم بتقول لمصر باحبك، كل خلية تطايرت من جسد تخط بنفسها على أرض الوطن كلمة فداكِ، كل صرخة أم ثكلى وزوجة مترملة وابن أو ابنة تيتمت بتقول لمصر كله يهون عشانك، وكل تفجير وإرهاب بيقول لنا اصمدوا وتشددوا، كل مجرم يرتكب جريمة بيقول لمصر يا بختك بأولادك.
 
ومع كل النداءات السابقة، تبقى الدماء تجري في نهر الوطن تمده بالحياة وتمنعه عن الموت، تحلم له بالرخاء وترويه من الظمأ، وتزيده قوة وشدة وصلابة أمام عتي العتاة وفجر الفاجرين وإجرام المجرمين، لا تفت في عضد الأوطان النار والقنابل ولا يهزه السلاح فكم بغى على الأوطان بغاة وطغى على المواطنين طغاة فلا كفر الوطن بأبناءه ولا هجر الوطن مواطنيه.
 
تجري الدماء على الأرض حبراً يخط لنا ذكرى الألم فيبقينا على عهدنا لوطننا نحميه ونفديه، هذا لسان حال كل رجل وامرأة طفل وشيخ مدني عسكري يحلم بغد أفضل لهذا الوطن يؤمن بأنه وطن للجميع ما دام الجميع يحب هذا الوطن، فتجدهم يستنفرون ويتأهبون لملاقاة المخاطر وتخطي المصاعب مستهينين بالألم ومتسلحين بالأمل، تخط الدماء تاريخاً لئلا ننسى ونسعى يوماً للتصالح ظناً أن فيه الاستقرار كما يدعي المتخاذلون وأشباه الرجال وأنصاف المواطنين ومدعي البطولة، فلا يجب أن يفت فينا عمل إرهابي أو إجرامي بل يزيدنا إصراراً وعنادا على استعادة الوطن ومن بعده الدولة وحماية الشعب.
 
مهما كانت الصعوبات التي تواجهنا ومهما كان التراخي الذي تعاني منه أجهزة الدولة برئاسة المرتعشين ومقطوعي الأيدي، وليسوا فقط المرتعشين المهتزين الخائفين من إعلان الإخوان جماعة إرهابية، المتباطئين الحامين لإرهابها، المتواطئين بتخاذلهم عن تلبية نداء الضمير - إن كان لم يزل هناك ضمير- الخائفين على الشكل العام وغير الخائفين على الدماء المراقة، كارثة أن  يكون وجهك يواجه إرهاب دامي وظهرك لا تحميه حكومة جادة في مواقفها وحادة في قراراتها بل تحافظ على مشاعر الباغين والدمويين والسفاحين أكثر من حفاظها على أمن بلادها ورجالها ومواطنيها، يعنيها رأي العالم أكثر ما يعنيها أمن شعبها ووطنها، حكومة غير أمينة على ما هي مؤتمنة، فخير لها الرحيل قبل القصاص منها.
 
لم يبقى لنا الكثير لعبور تلك المحنة، لم يبقى لنا إلا أيام قلائل، وقدر لا نعلمه من الدماء، أدعو الله أن يكون محدوداً لأن الوطن لم يعد يحتمل جراحاً جديدة أو نكأ جراحاً قديمة، ولم يعد يحتمل ادعاءات الإدانة والشجب والاتهامات بأن ما يحدث إرهاب أسود. ولا يغرنك صديقي القارئ، كل ما يصرح في تلك الآونة، فمن لم يكن معنا في البداية لا تصدقه اليوم، فمن لم تتحرك مشاعره الوطنية ويستيقظ ضميره الشخصي والوطني جراء كل الأفعال الدموية السابقة لا تصدق أن عمل كهذا يوقظه، إذن كل ما يفعلونه اليوم هو محض مزايدات وادعاء المرأ لنفسه ما ليس فيه من رجولة ووطنية، ومحاولة محو العمالة والخيانة وسرعان ما سيعود وينقلب كما كان لأن الدم بيحن، ده إذا كان فيه هناك عندهم دم.
 
المختصر المفيد رغم حادث المنصورة مصر بشعبها ستبقى منصورة رغم كيد المجرمين.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter