الأقباط متحدون - الغاز : موجز تاريخ القرن الحادي والعشرين (2/2)
أخر تحديث ١٢:٠٥ | الجمعة ١٠ مايو ٢٠١٣ | ٢ بشنس ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٢٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الغاز : موجز تاريخ القرن الحادي والعشرين (2/2)

معلومات مؤكدة
يكشف العالم المصري - الأمريكي، الدكتور نائل الشافعي عن أسرار خطيرة في هذا الصدد منها : أن مصر في عهد الرئيس مبارك تنازلت لإسرائيل عن حقوق استكشاف غاز وبترول بـ 200 مليار دولار وأن غواصات "إسرائيل" وصلت السواحل المصرية وضفاف النيل، وتقوم بعملية سرقة منظمة للثروة البترولية الموجودة بمياه البحر المتوسط. فقد شهدت منطقة شرق البحر المتوسط فترة تحول تاريخية مشابهة لتحول منطقة الخليج العربي في وسط القرن العشرين من الصيد إلى إنتاج النفط، وتنقلب فيه موازين القوى، بدأت تلك التغيرات المتسارعة مع ظهور تقنيات تنقيب وحفر بحري حديثة في مطلع القرن الواحد والعشرين.
 
 تُمكّن من الحفر تحت مياه عمقها يفوق 2.000 متر. ولنفس السبب تشهد البرازيل طفرة اقتصادية مماثلة. وأوضح " الشافعي " أن حقلي الغاز المتلاصقين، لڤياثان (الذي اكتشفته "إسرائيل" في 2010)، وأفروديت (الذي اكتشفته قبرص في 2011) باحتياطيات تُقدَّر قيمتها قرابة 200 مليار دولار، يقعان في المياه المصرية (الاقتصادية الخالصة)، على بُعد 190 كم شمال دمياط، بينما يبعدان 235 كم من حيفا و180 كم من ليماسول. وهما في السفح الجنوبي لجبل اراتوستينس الغاطس المُثبت مصريته منذ عام 200 قبل الميلاد.
 
الحلقة الأولى
وظهرت في السنوات الثلاث الأخيرة – كما يقول - ملامح ثروة هائلة من احتياطيات الغاز الطبيعي. حيث أعلنت "إسرائيل" وقبرص عن اكتشافات غاز طبيعي تعدَّت احتياطياتها 1.5 تريليون متر مكعب، تقدر قيمتها الحالية بنحو 260 مليار دولار، ويبدو أن تلك الاكتشافات هي مجرد باكورة التنقيب في المنطقة البكر، التي صارت توصف باحتوائها على أحد أكبر احتياطيات الغاز في العالم. ومع توالي إعلان الاكتشافات الضخمة للحقول العملاقة التي استحوذت إسرائيل على حصة الأسد منها بمعدل 4 حقول إجمالي قيمة احتياطيها من الغاز 140 مليار دولار، تليها قبرص بحقل واحد عملاق أطلقت عليه اسم (أفروديت) باحتياطي 670 مليار متر مكعب، تبلغ قيمته 120 مليار دولار.
 
المخزون البحري 
في فبراير 2012 قررت الحكومة الإسرائيلية إنشاء خط سكة حديد يربط البحر المتوسط بالبحر الأحمر كبديل عن قناة السويس بالنسبة إلى حركة النقل بين أوروبا وآسيا. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى " بنيامين نتانياهو " : "إن خط تل أبيب - إيلات بطول 350 كلم، سيغير فى ساعتين وجه البلاد... إنه قرار استراتيجى سيقدم لإسرائيل فرصا هائلة". فكرة المشروع اختمرت منذ عام 2010 بعد أن اكتشف مخزون كبير من الغاز شرق المتوسط فى موقع يبعد 130 كلم مقابل سواحل حيفا (شمال إسرائيل) على عمق 1634 مترا. وهذا المخزون البحرى الأهم من المحروقات الذى يكتشف منذ عشر سنوات فى العالم، ويقدر بعشرات مليارات الدولارات ما يكفل لإسرائيل استقلالية فى مجال الطاقة على مدى عقود، وفى شهر يونيو الماضي أعلنت شركة إسرائيلية عن اكتشاف مخزون غاز طبيعى مهم فى موقعين آخرين على بعد 70 كلم مقابل مدينة الخضيرة على الساحل المتوسطى.
 
الشرق الخطأ
على مدى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ومع تحول مركز ثِقَل الاقتصاد العالمي تدريجياً باتجاه آسيا (الصين والهند وروسيا) وأمريكا اللاتينية (البرازيل)، كانت الولايات المتحدة مشغولة بحرب اختيار خاطئة في الشرق الأوسط (أفغانستان والعراق). فقد أرتفع مجموع الناتج المحلي الإجمالي للبرازيل وروسيا والهند والصين من 8.4% من الاقتصاد العالمي إلى 18.3%. وانهارت الرأسمالية على الطريقة الأنجلوسكسونية. ولأول مرة منذ 150 عاما  تفقد الولايات المتحدة المركز الأول في التصنيع والإنتاج والتصدير والتجارة والاستثمار، لصالح بقية العالم. ناهيك عن أنه في العام 2015 سوف يصبح حجم الأسواق الاستهلاكية الآسيوية ضعف حجم السوق الأميركية، خاصة في ضوء القوة الشرائية المتزايدة للطبقات الوسطي في تلك البلدان.
الصين تدرك جيدا أن الولايات المتحدة لا تعزز حضورها في آسيا الوسطى هذه الأيام رغبة منها في التعامل مع خلايا طالبان النائمة، أو القضاء على تنظيم القاعدة، بل انها مهتمة بتحديات أخرى أكثر أهمية، حيث أن تمركز القوات الأمريكية مع (قوات التحالف) في أفغانستان يتيح لها أن تضع تحت مرمى نيرانها جزء الكرة الأرضية الأكبر حيث يصنع المستقبل الآن. 
المنافسة العالمية اليوم بلغت حدا غير مسبوق في " توازن القوي "، فلم يحدث قط في التاريخ أن وجد هذا الترابط الكامل بين الدولتين المتنافستين، فكل من الصين وأمريكا تستطيع أن تلحق الضرر كل منهما بالأخري، وبنفس القدر، وهو أمر جديد كل الجدة، ومطمئن في نفس الوقت، بالنسبة لمستقبل السلام العالمي.
 
الصين وروسيا
يشكل التعاون الروسي – الصيني في مجال الطاقة القوة الموجهة للشراكة الاستراتيجية الصينية – الروسية، وهو ما يقف وراء الفيتو المشترك لصالح سوريا – حتي الآن -  في مجلس الأمن. إن التعاون في مجال الطاقة هو آساس الشراكة بين الدولتين والأمر يتعدى إمداد الغاز بأفضليات للصين إلى المشاركة في توزيعه عبر (بيع الأصول والمنشآت الجديدة) ومحاولات السيطرة المشتركة على الإدارات التنفيذية لشبكات توزيع الغاز حيث تقدم موسكو حالياً عرضاً بالمرونة في أسعار إمدادات الغاز شريطة أن يسمح لها بالدخول إلى الأسواق الصينية المحلية. ولهذا تم الاتفاق على أن الخبراء الروس والصينيون يستطيعون العمل سويا في الآتي : "تنسيق استراتيجيات الطاقة في البلدين والتنبؤ ورسم السيناريوهات المستقبلية وتنمية البنية التحتية للسوق وفعالية الطاقة ومصادر الطاقة البديلة".
 
أضف إلي ذلك ربط التعاون في الطاقة بالمصالح الإستراتيجية الأخرى التي تتمثل في التصور المشترك الروسي – الصيني لمخاطر المشروع الأمريكي المسمى بالدرع الصاروخي، خاصة وأن واشنطن تشارك اليابان وكوريا الجنوبية في ذلك المشروع. كما وجهت دعوة إلى الهند من أجل أن تصبح شريكاً في البرنامج نفسه. ناهيك عن تتقاطع مخاوف موسكو وبكين من تحرك واشنطن لإعادة إحياء استراتيجية آسيا الوسطى المدعو (طريق الحرير) وهو نفس توجه مشروع آسيا الوسطى الكبير الذي طرحه جورج بوش الأب من أجل التصدي للنفوذ الروسي والصيني في آسيا الوسطى بالتعاون مع تركيا لحسم الموقف في أفغانستان عام 2014 بالتزامن مع انسحاب القوات الأمريكية من هناك، وتمكين قوات (الناتو) هناك بالتنسيق مع  " أوزبكستان " للقيام بدور المضيف للناتو في هذا المشروع. 

نقلا عن إيلاف


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع