د. ممدوح حليم
تعمير دير وطرد رهبان
لاشك في أن اسم " متى المسكين" محفور بحروف بارزة من نور في تاريخ الرهبنة عبر العصور . إن ذلك يرجع إلى أمرين:
(١) تعميره لدير أنبا مقار
(٢) مؤلفاته
لقد وصل الاب متى المسكين ومجموعة الرهبان المصاحبين له إلى دير أنبأ مقار عام ١٩٦٩ ، بعد أن عفا عنهم البابا كيرلس السادس ، وذلك بعد مرور ٩ سنوات من الابتعاد عن الأوساط الكنسية ، وهو أمر سوف نتعرض له فيما بعد.
كان عدد الرهبان المقيمين في الدير آنذاك لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة . وكان أغلبهم من كبار السن.
وكان رئيس الدير آنذاك الأنبا ميخائيل مطران اسيوط، والذي احتفظ برئاسة الدير لعقود طويلة بعد رسامته مطرانا لاسيوط. كان أمرا غريبا أن يكون رئيسا لمكانين يبعدان عن بعضهما نحو ٥٠٠ كم ، مما جعل رئاسته لدير أنبا مقار اسمية شرفية صورية لا سيما بعد استقرار الاب متى المسكين فيه منذ عام ١٩٦٩
ومنذ وصول الاب متى المسكين للدير صار الرئيس الفعلي للدير ، رغم أنه كان يردد كثيرا أنه مجرد راهب وليس ريس أو أب أو مشرف على الدير.
قام الأب متى المسكين بنهضة معمارية كبيرة ، وبعد أن كان الدير أقرب إلى الخرابة، الكنائس متهالكة وقلالي الرهبان قليلة وبحاجة للتطوير . أصبح الدير منارة متحضرة متألقة في قلب الصحراء . وسيبقى هذا العمل خالدا عبر العصور.
تدفق الشباب إلى الدير إعجابا بالأب متى المسكين ومؤلفاته دون أن يروه، وذلك للالتحاق بسلك الرهبنة، وقد تجاوز عدد رهبان الدير المائة عند وفاته عام ٢٠٠٦
ومن المؤسف أنه تم طرد عدد كبير من الرهبان بمعرفة الاب متى المسكين شخصيا دون رحمة أو أبوة ، وكان يمكن صناعة شيء جميل منهم. لقد ساهم ذلك في خلق جو من العداء له في بعض الأوساط الكنسية، لاسيما وأن عددا من هولاء الرهبان صاروا أساقفة.