Oliver كتبها
الرب جعلكم آية لكثيرين.خرجت نفوسكم إلى أقصى الأرض تكرز و إلى أقصاها تشهد لزمن الحب.لم يصرخوا من شناعة الجرم بل رفعوا أصواتهم بتناغم بأغنية الحمَل. أنتزعوا أكاليلهم بإصرار من يد القاتل و غلبوه.صاروا بيتاً منظوماً في قصيدة الدهر الأبدي .
إختاركم رب المجد للأعالي.رفعكم و صرتم وسط سحابته.جعل لكم من الملائكة موكب زفاف..تجمعت السمائيون لترى أيقونة صاعدة نحوهم من مار إيلياس فأخذوها إلى قدام العرش بمهابة.
إرتحال المستنيرين فى دوائر النور .أجنحة المسيح تحملكم و أنتم مترنمون بفرح ليس علي الأرض مثله.تصحبكم كواكب الفردوس ببهجة لأن جسد المسيح منكم.تلتئم أعضاء المسيح و تنتظر البقية.القداسة في كل الأنحاء.شحنكم بالصلاح و ملأكم بالمعرفة وأصوات من العرش تبارك و بروق لأن إرتقاء الشهداء عيدٌ سمائى.مائدة المسرات بلا آخِر.
في لمح البصر صارت لغتكم غير أرضية.فى ومضة تكللتم بتيجان كثيرة.أعمالكم كالدرر تتقدمكم بلمعان وأنتم مندهشون من سخاء إبن الله.و كلما صحتم: لا نستحق لا نستحق .جاءت أصوات ملائكية ترنم مستحقين مستحقين.لأنكم بادلتم الحب بالحب.البذل بالبذل .الدم بالدم.فالآن تتبادلون التيجان و الأمجاد و حلاوة الأبدية.من مثلهم نفوساً إكتست بالشمس.
الأرواح في السماء لا تتشتت.إذ إغتمرت بأكملها فى القداسة فهى أيضاً تشفع في الأرضيين.أرواح كالمسيح .تمد يدها للآب و تمد يدها للناس.تعانق المؤمنين إن رحلوا و إن بقيوا.تهتم بالعلويين حولهم و بالمجاهدين بالروح تحتهم.الأرواح لا تنقسم لأن لنا نصيب من مجدها.أخذت بعضا من القوة لتعيننا.أخذت ركناً للشفاعة و العضد.أخذت لنا من بعض ما أخذت.
من مثلكم أخذوا من المجد أضعافاً.صارت البهجة الأبدية ثوبهم و قرب العرش العظيم ترتكنون.محب العدل دعاكم للحق الإلهي.بكثرة جوده جعل أجرتكم أكثر من أصحاب ساعات النهار.لأنكم تمسكتم بالنهاية المقدسة و أشواقكم ثابتة فى ملكوت الله.جعل عهده الأبدي قدام عيونكم نافذ.كل وعوده الحية لكم بلا نقصان.غير أن ما في السماء لا شبه له .
كلما إرتقيتم تتجلي جواهركم , اليوم تبصرون نقمة الرب علي أعداءكم .تلمحون سهام إبليس عائدة خائبة.تسمعون ندم الظالمين اليائس و هتاف الجهلاء يتلاشي تحت أقدامكم.عيون القتلة تتوسل و لا شفاء.نحيبهم يسبق الأيام لأنه لا مخلص.جنود إبليس نادبة و شبكتهم تمزقت و المسيح أفلت منها نفوس أتقياءه..ليس عند الأشرار صُبح إذ يموتون بلا فناء.فى فخاخ صنعوها يندحرون و فى الحفرة ذاتها يسقطون .رفعوا عليكم اليد و الآن كل الأيادي تصير عليهم .
شهادتكم علامة لن تنمح. أنتم كوكبة فى حضن المسيح .صرتم جسراً للكنيسة لتعبر ضيقاتها بتعزية.صغاركم صاروا كآلاف.ضُعفاكم جبالاً شاهقة لن يستطيع القتلة تخطيها.رسمتم مصير وطنكم بدماء زكية.و على أنقاض كنيستكم تتجدد سوريا.لأنكم أخذتموها من الحلم إلى الحقيقة.أيقظتم الضمير .دمغتم على كذبات الساسة بعهدكم الوثيق.من بعدكم لن يفلح الكذب.لن يخدع المخادع. و رياء المنافقين ينفضح.لأنكم كشفتم الزيف قبلما مضيتم.رفعتوا إزار المتعجرفين.شهادتكم تغير القادة.تطيح بالواهمين بتحطيم الإيمان.يسرع الرب نهايتهم .يبدد بطشهم فيغيبون عن ذاكرة الناس. أنتم ضربة للشرير بلا شفاء .قصمتم ظهر جليات الزمان.دمكم ينخر في كرسيه فيتهاوي .هذا نصيب أعداء الكنيسة لأن المسيح هو الرب الجالس على عرش العروش و كلمته تعلو و تعلو.