الأقباط متحدون | العجب العجاب في تفكير العباد
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:٣٤ | الجمعة ٩ مارس ٢٠١٢ | ٣٠ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٩٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

العجب العجاب في تفكير العباد

الجمعة ٩ مارس ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: فايز فرح
"مصر" أم الدنيا وأصل الحضارة والفكر والأدب والعلم، ومع ذلك نسي شعبها المعاصر قيمتها وعظمتها وقيمها وشغلوا أنفسهم بالتافه من الأمور حتى أضعنا أنفسنا وفقدنا هويتنا واقتربنا من السذاجة بشدة إلى الفوضى الهدامة.

بعد ثورة 25 يناير 2011 كان الأمل كبيرًا والشباب الثائر متحفزًا للعمل وبناء المستقبل والمناداة بمجتمع مدني علماني يحترم الجميع ويقدر الرأي والرأي الآخر.

وجدنا شبابًا متعلمًا جادًا يثور من أجل حياة أفضل ويضحي بكل شئ، حتى حياته، من أجل تحقيق الأمن والأمان والرخاء. لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. انتشر المجرمون والبلطجية وخريجو السجون وأصحاب السوابق يرهبون المجتمع، يخطفون الأطفال والرجال ويغتصبون النساء، ويقتلون ويعيثون في الأرض فسادًا حقيقيًا، وشهدت "مصر" خلال عام ونيف حوادث لم تشهدها في عشر السنوات، لدرجة أن الناس تمنت أن يعود النظام السابق الظالم على الرغم من أخطائه الكثيرة وخطاياه المميتة.

الشعب يريد الأمن والأمان، وصرّحت الحكومة الجديدة بأن أهم ما يشغلها هو الأمن والأمان، ومع ذلك فلا يوجد أمن ولا أمان، مازالت السرقة والسلب والنهب من البنوك والأفراد والجماعات، ومحاولات القتل والاغتيالات. اضطراب ما بعده اضطراب، وخوف ما بعده خوف، زمن أغبر لم تمر به "مصر" منذ مدة طويلة، الأم تخاف أن تترك أبنائها للذهاب إلى المدرسة أو النادي، بل تخاف على زوجها من أن يذهب إلى عمله، الزوج يخاف على زوجته وبناته. في هذا المناخ كيف يعمل الشعب ويزيد الإنتاج أو على الأقل ينتج الإنتاج العادي؟

إنها مأساة الأمن بالطبع، وبخاصةً بعد أحداث مباراة استاد "بورسعيد" وقتل 73 شابًا واعدًا. كل هذا يدفعنا بالطبع إلى التفكير مليًا في المشكلة الأمنية ويدفع كل رجل أمن أن يساعد في تحقيق هذا الأمن، لكن العجب العجاب في تفكير العباد دفع بعض رجال الأمن البواسل والمغاوير أن يتركوا التفكير في المشكلة الأمنية الملحة التي تفرض نفسها على كل الناس والمسؤولين ويفكروا في موضوع أو مشكلة يعتقدون أنها من الأهمية بمكان في هذا الوقت بالذات، وهي مشكلة لحية ضباط الشرطة التي يريدون إرسالها وتركها وتربيتها، وهل حلاقة اللحية حرام أم حلال أم ماذا بالضبط؟.

ترك بعض رجال الأمن- وأقول بعض- قضية الأمن الملحة والمهمة لكل فرد في المجتمع ليفكروا في لحاهم وهل يتركوها أم يحلقوها. سذاجة ما بعدها سذاجة واهتمامات تافهة، وعدم شعور بالمسؤولية. وأتساءل: لماذا لا توجه وزارة الداخلية بعض رجال الأمن المغيبين إلى التفكير السليم والاهتمام بعملهم وليس بمظهرهم؟ لماذا لا يأتي رجال الدين الإسلامي المستنيرون لإلقاء محاضرات لهم حتى يتخلصوا من الخزعبلات والخرافات التي تعشش في عقولهم؟ إنها مسؤولية وزارة الداخلية ورجال الدين أيضًا الذين نطالبهم منذ زمن غير قليل بتغيير الخطاب الديني حتى يعرف الناس صحيح الدين ويتخلصوا من الأمور الثانوية وغير المهمة ويصلوا إلى اللب والجوهر.

ولا شك أن دور الإعلام مهم جدًا، وبخاصة في هذا الزمن الذي انتشرت فيه الفضائيات بكثرة ومنها الفضائيات الدينية التي تفتقر كثيرًا إلى الجدية والهدف الصحيح.

وأولاً وأخيرًا يجب أن يعرف ويؤمن ضابط وشرطي الشرطة أن أمن المواطن وأمانه أهم من لحيته وشاربه. وقد أعجبني تصريح السيد اللواء "محمد نجيب"- مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون- الذي قال فيه: "إن جهاز الشرطة مؤسسة مدنية نظامية تقضي بحلاقة الذقن منذ دخول الكلية حتى الخروج منها".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :