بروفيل .. الراهبة إيمانويل الفرنسية .. قديسة القاهرة وصديقة جامعي القمامة في حي الزبالين
رومانى صبري
٣٦:
٠٢
م +02:00 EET
الجمعة ٢٢ فبراير ٢٠١٩
كتب – روماني صبري
صديقة الفقراء
لقبت بالأم تريزا المصرية ، وصديقة الفقراء والمهمشين في العالم ، شخصية مختلفة وفريدة ، أحبت الفقراء وأحبوها ، رأت فيهم المسيح ، كرست حياتها في خدمة المحتاجين ونبذ الحروب ، قضت 20 عاما من حياتها لخدمة فقراء مصر في حي الزبالين .. أنها الراهبة من أصل بلجيكي الأم إيمانويل .
البداية
ولدت الأم ايمانويل ، في السادس عشر من شهر نوفمبر عام 1908 في بروكسل من أب فرنسي ثري وأم بلجيكية لتكون الابنة الثانية بين 3 أطفال ، ودعيت باسم "مادلين سانكان" .
المأساة
تعرضت الطفلة مادلين عام 1914 ، وهي في عمر السادسة ، لمأساة كبيرة ، وهي غرق والدها ، عندما أخذها هي وأخوتها على احد الشواطئ ، لتشاهد البحر وهو يبتلعه أمام أعينها ، لتكون تلك الحادثة السبب في تحول مسار حياتها الى الأبد
فناء الأشياء
تقول الأم الراهبة في كتابها "اعترافات راهبة " ، الذي رصدت من خلاله قصة حياتها :" مشهد غرق والدي جعلني أدرك إن جميع الأشياء بما فيهم الإنسان سوف تفنى ، مهما تخيلنا استمرارها أو تصديها للزمن الذي يلتهم الكل في النهاية ، لذلك اقتنعت إننا لا يمكننا التشبث بأمواج الحياة. لذلك فقد بحثت عن المطلق وليس الفاني ، هذا المطلق وجدته في الرب يسوع ، ومن هنا اتخذت قراري .
دير نوتردام
التحقت الأم الراهبة بدير نوتردام في سيون عام 1929 ، لتكرس حياتها بعدها في خدمة الفتيات في تركيا وتونس وعدد من الدول الفقيرة .
الموت شهيدة أو خدمة الفقراء
تمنت الأم ايمانويل أن تموت شهيدة مثل جميع القديسين الذين سفكت دماءهم من اجل المسيح ، أو تقوم بخدمة الفقراء في العالم ، فكانت تخبر الجميع بذلك وهي صغيرة ، وبعد بلوغها سن التقاعد عندما بلغت الثانية والستون ، طلبت إذن من رؤسائها للسفر إلى مصر لخدمة فقراءها .
المصاعب التي واجهتها في مصر
وتقول الأم الراهبة :" عندما جئت إلى مصر كنت أريد خدمة مصابي الجذام، إلا أن هؤلاء المرضى تم وضعهم داخل منطقة عسكرية، مما كان يستدعى حصولي على تصريح من وزارة الصحة والخارجية، مجموعة من الإجراءات المعقدة، التي دفعتني في النهاية إلى التوجه إلى منطقة الزبالين ، ذهبت هناك فى المقطم داخل كوخ وسط أكواخ الزبالين لتبدأ رحلتي في مصر .
الفقراء في حي الزبالين
أصبحت الأم ايمانويل صديقة لجميع الفقراء في حب الزبالين ، عملت على تحسين حياتهم ، أقامت المستشفيات ومراكز الرعايا والخدمات ، ولم تفرق بين مسلم ومسيحي ، طوال حياتها هناك كانت ترافق جامعي القمامة في القاهرة ، وتساعد رجال المرور في تنظيم الحركة المرورية ، لقبوها بقديسة القاهرة ، وصديقة جامعي القمامة .
الفول والماء والخبز
كانت الأم ايمانويل جميلة جدا في شبابها وتنتمي لعائلة ثرية ، لكنها أدركت أن الجمال أيضا سيختفي مع المال، وسوف تبتلعه الشيخوخة والموت ذات يوم ، لذلك عاشت كما عاش الفقراء في حي الزبالين ، رغم أنها عاشت حياة الزهد قبل مجيئها إلى مصر ، لكنها عرفت أن الحياة ابسط من كل ذلك فأصبحت تعيش على الفول والماء والخبز كما يعيش الفقراء في حي الزبالين ، تجردت من كل شيء من اجلهم ، تسببت محبتها في رفع شان الكثيرين ، وقفت في وجه كل الدول المحبة للحروب ، اعتقد البعض أنها جاسوسة وتعيش في مصر من اجل نقل المعلومات للدول الأجنبية ، لكن كان الرب معها فتأكد الجميع أنها تخدم الفقراء محبة في الرب لا من اجل مصالح شخصية .
المشاريع الخيرية
افتتحت الأم الراهبة في المطرية مجمع ضم عيادات وحضانات وأطفال ، ومركز لمحو الأمية ، كما افتتحت بعد المجمع جمعية أصدقاء الأخت ايمانويل ، لمساعدة الأطفال الفقراء ، إضافة إلى جهودها لتحرير المرأة من الجهل والاستعباد .
الكلمة المصرية "يالا"
تعلمت الأم ايمانويل كلمة "يالا" من المصريين ، والتي تعني هيا ، لذلك أصبحت ترددها في كل لقاء إعلامي ، طالبة من الجميع مساعدة الفقراء والمضي إلى الأمام للبحث عن راحتهم وتوفير كل ما يحتاجونه .
الآخرين هم الجنة
وضعت الأم ايمانويل على باب كوخها صليب وهلال وكتبت بجوارهما " الله محبة" ، وكانت تقول أن الكاتب الفرنسي والفيلسوف الشهير جان بول سارتر أخطا عندما قال أن " الآخرين هم الجحيم " ، لان الآخرين هم الفردوس ، لذلك قضيت من عمري 20 عاما في الفردوس مع الزبالين في مصر .
الرحيل
صعدت روحها الطاهرة إلى الرب يوم 20 أكتوبر عام 2008 ، ويذكر أن السيدة سوزان مبارك ، زوجة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ، قد شاركت في القداس الذي اقيم على روحها في كنيسة نوتردام في العاصمة الفرنسية باريس ، بسبب مساهمتها في العديد من الأعمال الخيرية في مصر ، كما شارك في القداس كل من ،الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى وقرينته كارلا برونى ، والرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك وقرينته
الكلمات المتعلقة