الأقباط متحدون | لا تذبحوا الثورة.. بين الأستاذة "فاطمة ناعوت" والآنسة "هايدي غبريال".. ويا قلب لا تحزن!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٠٩ | الثلاثاء ٣٠ اغسطس ٢٠١١ | ٢٤ مسرى ١٧٢٧ ش | العدد ٢٥٠١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

لا تذبحوا الثورة.. بين الأستاذة "فاطمة ناعوت" والآنسة "هايدي غبريال".. ويا قلب لا تحزن!!

الثلاثاء ٣٠ اغسطس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: أرنست أرجانوس جبران
كان للزعيم "القذافي" (المُمَثِّل)، الفضل في إستقرائي عنوانًا لهذا المقال.. فذاك المُمَثِّل القدير- أو "الدوبلير"- والذي كان يشبه "القذافي" في شكله وفي حجمه وفي صوته وفي لباسه الملئ بالأثواب الملوَّنة.. هكذا كان أحد "الكليبات" المضحكة والتي عُرضت عبر قنوات "اليوتيوب".. مذيعة لبقة قامت بسؤال الزعيم المزعوم.. قائلةً له: لماذا قمعتم الثورة الليبية بهذه الوحشية؟ رد عليها الزعيم، وبكل بساطة: "كلمة الثورة بالمنطق هي مؤنث الثور. إذن ذبْح الثورة والثوار حلال تمامًا مثلما يُذبح الثور"!!

فها هو "القذافي" الممثِّل الذي يطابق "القذافي" على أرض الواقع، والذي يدّعِى أنه من سلالة الزعيم عمر المختار.. هو نفسه "القذافي" الذي إدَّعى أن الإنجيل محرَّف، وأن إنجيل "برنابا" هو الإنجيل الصحيح.. هو "القذافي" بشحمه ولحمه الذي قام بتوزيع القرآن على الحسناوات الإيطاليات يدعوهن للإسلام.. وهو منْ قام بإلقاء خطابًا في الأمم المتحدة حيث أضحك عليه الجميع من سذاجته الصحراوية المصحوبة بكبرياء العظمة الجوفاء، والذي طالب فيه بنقل مقر الأمم المتحدة إلى دولة أخرى بخلاف مدينة "نيويورك" التي هي في "الولايات المتحدة الأمريكية" البعيدة على حد قوله!!

حقيقةً، وبما أنني كنت أحد المشاهدين، اندهشت وقلت في نفسي: كيف يكون هذا زعيمًا..؟ وأقول الصدق، كانت كلماته تتضارب عبر دهاليز أذني الحساسة كذرّات رمل ساخنة تحملها عاصفة رملية قادمة من صحراء "ليبيا" في فصل صيف قاتل.. أهكذا تكون الكلمات والتصرفات المقززة من زعيم أيًا كان؟!!.. وأخيرًا، هو نفس الزعيم المزعوم، والذي أمر بذبح ثورة بلاده قائلًا بالحرف الواحد: "اقتلوا الجرذان"!! وها هو الآن يعد أنفاسه الأخيرة داخل أحد جحور الجرزان الحقيقية.. هكذا هو حال حكامنا المتشبثين بكراسيهم حتى الموت.. والتاريخ القديم والحديث يثبتان نهاية كل حاكم متصلف.. لا أدري أهذا هو مستوى قادتنا في الدول العربية، والذين راحوا ينكلون بشعوبهم الثائرة بشتى أنواع القتل والقمع؟!

نعم، فالآن مسألة الثورة والثورات قد أصبحت حديث الساعة، فكم وكم من أخبار تناقلتها وكالات الأنباء منذ أحداث الثورة التونسية وهروب "بن علي" إلى "السعودية".. وكأنما كانت تلك الأحداث وباءًا خطرًا ينقل فايروساته بسرعة فائقة تفوق سرعة الصوت، من فضائيات ووكالات أنباء.. أخبار التظاهرات وقتلاها في "اليمن"، في "مصر"، في "البحرين"، في "سوريا"، في "الصومال".. إلى آخرهم.. ثورات تنتقل من مكان لآخر محدثة نفس الأعراض المحزنة.. بل وبقدرة قادر تصبح المنطقة نارًا مشتعلة..

وعلى الرغم من التهاب النيران في كل مكان بالشرق الأوسط، إلا أنني أود أن أركِّز على ثورة 25 يناير من هذا العام 2011.. ثورة الشباب المصرية التي تهمنا في المقام الأول.. ولكن في البداية أود أن أكون صريحًا مع نفسي ومع القارئ الكريم.. إنني، وعند كتابة هذه السطور، أشعر بإحباط شديد؛ لأنني تيقنت بأن الثورة المصرية قد ذُبِحتْ على الطريقة القذافية.. فقد أصبح ذبحها حلالًا على إيدِي السلفيين المتأسلمين وأذناب الحكم السابق أو تحت الاسم المستحدث "بلطجية" النظام السابق.. إن الثورة تُذبح كل يوم لعدم وجود القيادة الحكيمة، وقلة الوعي بين أقباطنا المساكين والمغلوبين على أمرهم.. فأقباطنا ليسوا ممن يتقنون فنّ ألعاب السياسة القذرة؛ لأن من فنونها: إتقان نظام التقية، ثم نظام "الخيار والفقوس"، و"الكوسة واللمون"، والعدد في اللمون.. وعدد اللمون هو الذي يضمن مقاعد الأغلبية في البرلمان أو مجلس الشعب.. أيًا كان الاسم.. للأسف الأسماء لا تعنينا بالقليل أو بالكثير.. ففي بلادنا العربية الاسم أو الكلمة تختلف تمامًا عن المعنى الحقيقي المخصَّص لها.. فكلمة الديموقراطية كلمة تُردَّد ولكن هل لها قوة المعنى الحقيقي؟؟.. أين أصل أو أصول الديموقراطية النزيهة في بلادنا العربية؟؟.. فديموقراطيتنا تدخل فيها كثير من المسميات.. ديموقراطية "شيلني وأشيلك".. ثم تحت مفهوم "الخيار والفقوس والكوسة واللمون" الذي سبق ذكره...

وبينما أنا في إحباطي الهابط، أرسل لي أحد أصدقائي، مقالًا تحت عنوان "فاطمة ناعوت.. الخاطبة" بقلم الأستاذة "نجلاء الإمام".. أقول الصدق: قرأته ولكنني لم أفهم منه شيئًا.. وقد أعزيت هذا الغباء وأنسبته إلى الإحباط الهابط.. ورحت أبحث في محرِّك البحث الإليكتروني والمفضَّل "العم جوجل" على رأي أبينا المبارك فلان الفلاني، علَّني أجد فهّامة تفهمني.. وبالفعل قد هالني ما رأيت من هذا الكم الهائل من عشرات المواضيع المكتوبة بخصوص الاسمين: الأستاذة "فاطمة ناعوت" والآنسة "هايدي غبريال".. وكأنني كنت في عالم آخر بخلاف عالم الآنسة "هايدي" والأستاذة "فاطمة".. وبدأت مرحلة الاستقصاء.. وأقول الصدق مرة أخرى.. اندهشت.. بل أُصبت بالذهول عندما قرأت تلك المعلومات التي لم أتقبلها بكل المعايير.. أين نحن؟؟.. أهذه هي نتيجة ومحصلة ضحايا ثورتنا المصرية؟؟.. أهذه عقليات شباب أو حتى شيوخ الثورة المصرية التي نعتز بها؟؟!!.. هل هذا الفراغ السياسي قد صاحبه فراغ فكري من نوع جديد؟؟!! هل حُلَّتْ جميع مشاكل "مصر"، حتى أصبح لنا فراغ بهذا القدر من ذبح للوقت الثمين الذي نقضيه في المواضيع التي تهدم ولا تبني؟؟

قرأت تلك التعبيرات والكلمات التي كانت تتطاير كالكرات الملتهبة، مثل تعبير "أحد الكهنة يقوم بالتحرش الجنسي على هايدي التي كانت تطلب المساعدة".. ثم تقديم عريسًا مسلمًا لهايدي بواسطة الأستاذة فاطمة ناعوت تحت بند يسمى بـ"المساعدة".. ثم لماذا تصرين يا أستاذة فاطمة على مساعدة إنسانة رفضت منك حتى الإتصال بها.. ولكنك للأسف قمت بفضحها على صفحات الإنترنت.. وخلافه وخلافه.. أكاد أن أُجن.. أيُعقل هذا؟.. أهذه هي نفس الأستاذة "فاطمة ناعوت"، والتي كثيرًا ما أشدت بها خلال كتاباتي عبر الشبكات الإلكترونية، بل وأشاد بها الكثيرون غيري؟؟.. هل هي نفس الأستاذة "فاطمة ناعوت" التي كانت تدافع عن حقوق الأقباط على صفحات الإنترنت وعلى شاشات التلفزيون؟!!.. والآن، هل هي نفسها التي تقوم بالتشهير بإحدى بنات الأقباط؟!! أم أنها مجرد فترة طارئة كما قالها القائل في الزمان القديم: "إنهن لصويحبات يوسف.. وإن كيدهن عظيم".. ونحن الآن لا نعرف ما حقيقة السبب الذي يجمع بين "فاطمة" و"نجلاء" و"هايدي!!.. ولكنني أرجع لأقول: ألهذه الدرجة فُرّغت الأفكار وتفرَّغت لهذه الكلمات، وأفرغت الأقلام ما لديها من مداد أسود لتكتب عن القيل والقال..!!

أنا أشك في هذا.. ولكن هل يمكن أن يصدق حدسي هذه المرة؟؟.. هل يمكن أن تكون مسألة الأستاذة "فاطمة ناعوت" و"هايدي غبريال" ما هي إلا مخطط سياسي من جهات معنية مغرضة لتقديم هذه التمثيلية ذات الحبكة الدرامية الممتازة لجعل الأفكار تتَّجه إلى موضوع لا يهم قضيتنا الأساسية من قريب أم من بعيد؛ لقتل الوقت، وصرف الأقباط عن الموضوع الأساسي، والاستعداد للانتخابات المقبلة؟.. فالموضوع أكبر مما يتصوَّر الرائي أو حتى ما يقرأه القارئ .. وكأن مشاكلنا قد انتهت لنتفرغ للآنسة "هايدي" التي تريد أن تتزوَّج! وما تنصح به الأستاذة "فاطمة"! وما تعلِّق عليه الأستاذة "نجلاء".. ومنْ يدري، فقد يكونن هن نفسهن ضحايا هذه التمثيلية، واقعين تحت ضغوطات تهديدية بمواصلة العرض، بغرض إبعاد الأقباط عن مسار ثورتهم العاملة، ولجعلهم مشغولين بأمور جانبية ومناقشات سفسطائية.. كما سبق وابتدعوا قصة "وفاء قسطنطين" و"كاميليا شحاتة".. وغيرهما وغيرهما من القصص المفبركة.. فنظام "مِن الحبة قُبة"- نعم هذا نظام ثالث أود أيضًا إدراجه ضمن الأنظمة السابقة الذكر- فنظام "مِن الحبة قُبة" يُستخدم الآن بكثرة بواسطة أدوات نفخ الميديا الموجَّهة.. فكل هذه المسائل أصبحت ألاعيب متكررة مكشوفة.. كلها ضحك على الذقون واللحي..

يا عالم، نحن- معشر القبط- الآن في محنة.. ما هو مصيرنا بين الأحداث المؤلمة والمتجدِّدة يوميًا.. من التهجُّم على كنائسنا، واختطاف بناتنا، ثم نهب وحرق المحلات التي يمتلكها أصحابها من الأقباط؟.. هذا ناهيك عما يُكتب على صفحات الإنترنت من تهكمات على الدين المسيحي ورجال الدين المسيحي.. ولكن يا أقباط أعوا لكل هذه التمثيليات المفبركة، والتي تريد أن تلهينا عن قضايانا، والتي تريد إضعافنا بمثل هذه الإدعاءات؛ أمثال هذا كاهن تحرش ببنت.. وهذا أسقف قال كذا.. وحتى بابانا لم يسلم من بعض الشائعات المغرضة.. إلى أين نحن ذاهبون؟ وإلى أين نحن متجهون!!.. ولكن أقولها: فلنترك الذي يكتب يكتب، ولا نعطي للمواضيع الجانبة أي اهتمام لضياع الوقت، وبحمد الله أصبحنا نمتلك بعض القنوات الفضائية الجريئة، والتي بدأت في خلق الوعي السياسي العام، وفضح الأكاذيب الشيطانية الهدّامة..

ومن هنا أقول، ليتنا نتَّحد لنكمل بعضنا البعض.. الكل يعمل بطريقته، ولكن حذاري أن نقوم بتجريح أو نبذ الآخر، لأن "كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله".. وليتنا نحب الله بالفعل.. فلنتجه إليه، ونعتبر هذه الأشياء العارضة مثل الزوان الذي جاء به عدو الخير.. وكما قال السيد المسيح، اتركوه ينمو مع الحنطة.. أو بمعنى آخر نحن نعلم مَنْ هم "الزوان" لنأخذ حذرنا منهم، ولكن سيأتي وقت الحصاد، وهو قريب بإذن الرب.. ستُجمع الحنطة إلى مخازن أما الزوان فسيُجمع ويُحرق؛ لأن الله هو الذى سيجازي، حتى ولو كانت "السعودية" أو "إيران" وراءهم.. لأن الله معنا.. وإن كان الله معنا فمن علينا..!!

صدقوني، لا أحد يجرؤ على لمس شعرة من رؤوس أبنائه.. فبالصلاة نتحد معًا، وبالإيمان نعمل سويًا.. فيا أحبائي المسلمون والمسيحيون على حد سواء، فكروا في مستقبل "مصر".. أحبوا "مصر".. واعملوا من أجل "مصر".. وإلا فستحترق "مصر"..

مرة أخرى، من فضلكم فكروا في أمكم "مصر" قبل فوات الأوان.. ساعتها سوف لا ينفع الندم بعد زلة القدم.. والرب يبارك حياتكم..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :