الأقباط متحدون - أمطار السماء كشفت فساد الأرض
  • ٠٧:١٨
  • الأحد , ٢٥ نوفمبر ٢٠١٨
English version

أمطار السماء كشفت فساد الأرض

مقالات مختارة | بقلم : عماد الدين أديب

٥٠: ١٠ م +03:00 EEST

الأحد ٢٥ نوفمبر ٢٠١٨

عمرو أديب
عمرو أديب

 فى عالمنا العربى..

 
كشفت أمطار السماء، كوارث وفساد الإدارة على الأرض.
 
التغير الماخى الذى أدى إلى زيادة منسوب الأمطار الشتوية على مناطق مختلفة فى العالم العربى أدى إلى كشف كوارث إدارية وفساد مخيف، وإهمال مذهل للإدارات المحلية فى عدة مدن عربية.
 
المؤلم أن هذا الأمر لم يقتصر على اقتصادات دول عربية ضعيفة أو فقيرة، لكنها أيضاً شملت اقتصادات دول نفطية ثرية أنفقت خلال نصف القرن الماضى تريليونات على بنيتها التحتية.
 
فى «جدة» التى تسمى بـ«عروس البحر الأحمر» أدى هطول الأمطار واندفاع السيول إلى تحول العروس إلى «بركة ماء» ضخمة انتقل فيها بعض السكان بقوارب مطاطية.
 
لماذا حدث ذلك فى «جدة»؟ كشفت التحقيقات وقتها أن السبب هو أن أغطية الصرف الصحى الموجودة بالآلاف فى شوارع جدة كلها مجرد ديكور خارجى، لأنها لا تحمل تحتها أى أنابيب للصرف.
 
فى الكويت، هاج البرلمان الكويتى على ضعف وسوء حال البلديات منذ شهر، بسبب حالة الفوضى والارتباك، التى أصابت العاصمة عقب الأمطار.
 
فى الأردن، مات وجرح العشرات بسبب السيول وتدخل الملك عبدالله الثانى شخصياً فى الموضوع، وقدم وزيران استقالتيهما ثمناً لهذه المسألة.
 
وفى سوريا وشمال العراق، تعرض آلاف النازحين وسكان القرى الصغيرة إلى تشرّد إضافى يفوق ويزيد على حياة المخيمات البائسة التى يعيشونها.
 
وفى لبنان، هناك بلاغات من محافظ بيروت ولجان البرلمان ضد ما يُعرف بأزمة «الرملة البيضاء»، وهى منطقة فى العاصمة اللبنانية أدت مسألة عدم تصريف الأمطار فيها إلى حالة من الفوضى والارتباك وتوقف حركة السير إثر اكتشاف عمليات ردم متعمد تمنع أى تصريف للمياه.
 
الشىء ذاته تأثرت به المغرب والجزائر وتونس والسودان واليمن وغزة.
 
إذاً الطقس السيئ فضح الإدارة السيئة للبلديات التى تعانى من مزيج بين الفساد والإهمال وسوء الإدارة.
 
مسألة البلديات والحكم المحلى ومستوى كفاءة ونزاهة القائمين عليه -فى رأيى- هى قضية لا تقل عن مسألة اختيار زعماء الدول والانتخابات التشريعية.
 
رجال الحكم المحلى هم الواجهة المباشرة شعبياً وشعبوياً، التى تتعامل مع شئون الحياة اليومية للشارع فى العالم بوجه عام، وفى عالمنا العربى بوجه خاص.
 
هؤلاء لديهم ملفات تراخيص البناء وتصاريح المشروعات الصغيرة، وموافقات الكهرباء، والمياه النظيفة، والصرف الصحى.
 
هؤلاء لديهم التدخل المباشر فى شئون التعليم والصحة والنقل ورصف الطرق والشوارع.
 
هؤلاء هم الذين يحلون أو يعقدون مشاكل الناس، ويجعلون حياتهم جنة أو جهنم، نعمة أو نقمة والعياذ بالله.
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع