دير السلطان .. توثيق تاريخى
سامية عياد
٠٤:
٠١
م +02:00 EET
الثلاثاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٨
عرض/ سامية عياد
يرجع تاريخ دير السلطان فى القدس الى السلطان عبد الملك بن مروان (684م- 705م ) الذى وهبه للأقباط ولذا سمى بدير السلطان وقد تم التأكيد على ملكيته للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى عهد السلطان صلاح الدين الأيوبى فى القرن الثانى عشر..
هذا ما أوضحته مجلة الكرازة طبقا للبيان الرسمى الذى أصدرته بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقدس لتوثيق الأحداث التاريخية الخاصة بالدير وتجنب آية تأويلات تتعلق بالأحداث الأخيرة ، يقع الدير على سقف كنيسة القيامة وبه الممر المؤدى إليها ، ويمتد على مساحة 1800متر مربع ، ويتكون من الساحة الخارجية وبها قبة كنيسة القديسة هيلانة فى المنتصف وكنيستين أثريتين فى الجانب الجنوبى الشرقى من الدير إحداهما على اسم الملاك ميخائيل والثانية باسم الأربع كائنات غير المتجسدين ، فى النصف الأخير من القرن السابع عشر التجأ الأحباش للكنيسة القبطية ليجدوا لهم مأوى مؤقت وسمح لهم بالإقامة كضيوف فى بعض غرف دير السلطان بصفة مؤقتة ، فى عام 1820م قامت الكنيسة القبطية بأعمال ترميم بدير السلطان مما استدعى إخلاء الدير من كل قاطنيه (الأقباط والأحباش) وسمح لهم بالعودة للأقامة كضيوف بالدير فى عام 1840م باعتبارهم من أبناء الكنيسة القبطية.
بعدها قام الرهبان الأحباش بمحاولات متكررة للاستيلاء على الدير ومنها فى نوفمبر 1850م حاول الأحباش الاستيلاء على مفتاح الدير ولكنه أعيد للأقباط بوثيقة رسمية من قبل الدولة العثمانية فى عام 1851م ، فى عام 1862 قاموا بتكرار المحاولة وأعيد بوثيقة رسمية فى 1863م ،
فى عام 1888م قام الأقباط بتجديدات فى إحدى كنائس دير السلطان بإذن رسمى من المجلس البلدى بالقدس وقد قام الرهبان الأحباش بمحاولة منع الأقباط من الإصلاحات فقام الأقباط برفع دعوى لوزارة العدل العثمانية فى الأستانة وقد كان قرار السلطان العثمانى بأحقية الأقباط فى دير السلطان وإلزام الأحباش بعدم التعرض لهم ، وفى عام 1906م طلب الرهبان الأحباش القيام بترميم الدير كخطوة أولية فى محاولة الاستيلاء عليه ولذلك أسرعت الكنيسة القبطية بتقديم طلب للقيام بالترميم والذى وافقت عليه السلطات الرسمية المختصة فى عام 1910م مؤكدة بذلك أحقية الأقباط كأصحاب الشأن والتصرف فى دير السطان.
فى عام 1945م قام الأحباش بطلاء إحدى الغرف التى كانوا يقيمون فيها ، فأرسل محافظ القدس خطابا يؤكد فيه أن ذلك العمل لا يمكن اعتباره فى المستقبل دليل على أحقية الأحباش فى الدير وفى فبراير عام 1959م قام الأحباش بتضليل المتصرف الأردنى بالقدس وأقنعوه بأحقيتهم فى دير السلطان وقامت الحكومة الأردنية بتسليم دير السلطان للأحباش بالقوة الجبرية فى 1961م مما اضطر البابا كيرلس السادس بإرسال وفد من المطارنة لمقابلة جلالة ملك الأردن وعرض كافة الوثائق والمستندات التاريخية التى تثبت ملكية الدير للأقباط ، وبعد تشكيل لجنة لدراسة المستندات والوثائق المقدمة إصدر جلالته قرارا بملكية الدير للأقباط وضرورة إعادة مفاتيح الدير للكنيسة القبطية .
فى 1970م أرسلت الحكومة الإسرائيلية قوات عسكرية بتمكين الرهبان الأحباش من دير السلطان بتغيير الكوالين وسلموا المفاتيح الجديدة للأثيوبيين فتقدم مطران الأقباط على الفور بدعوى أمام المحكمة العليا الإسرائيلية والتى أقرت بالإجماع بإعادة مفاتيح الكنيستين وأبواب الممر لأيدى الأقباط وذلك فى مارس 1971م ، إلا أن الحكومة الإسرائيلية مازالت تمتنع عن تنفيذ حكم المحكمة العليا الى يومنا هذا على الرغم من الدعاوى التى قدمت فى الفترة ما بين 1971م وحتى يومنا هذا..
الكلمات المتعلقة