الأقباط متحدون - شاهد.. محمد صلاح يحارب الإسلاموفوبيا في بريطانيا
  • ١٨:٤٦
  • الجمعة , ٤ مايو ٢٠١٨
English version

شاهد.. محمد صلاح يحارب الإسلاموفوبيا في بريطانيا

رياضة | الوفد

٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST

الجمعة ٤ مايو ٢٠١٨

أحد مشجعي محمد صلاح ببريطانيا
أحد مشجعي محمد صلاح ببريطانيا

أصبحت عادات محمد صلاح مألوفة لدى البريطانيين الآن، فبينما يضج ملعب نادي "ليفربول" الإنجليزي بصيحات المشجعين احتفالًا بهدف جديد يضعه "محمد صلاح" في شباك نادي خصمه، يركض هو إلى جماهير الصفوف الأولى، بذراعين مفرودتين مستمعًا لتشجيعهم، وبعد أن يهنئه زملاؤه بالهدف يعود لقلب الملعب ليرفع يديه للسماء ثم ينحنى ساجدًا، عندها يهدأ الصخب بين المدرجات، فجمهور الفرعون المصري يمنحه لحظات للتأمل ومناجاة ربه.

وصف تفصيلي من المذيع "نيل أتكينسون" معلق برامج رياضية بشبكة "آنفيلد راب"، لخطوات منظمة أصبح "محمد صلاح" يسير عليها في كل مرة يدخل فيها إلى أرض الملعب حاملًا رغبة مستميتة في إحراز هدف جديد واقتناص الفوز لفريقه في مباريات دوري كأس أبطال أوروبا، وفقًا لتقرير "نيويورك تايمز".

تحول صلاح لأيقونة التسديد بدوري الأبطال بحصيلة 43 هدفًا في 49 مباراة خلال موسمه الأول بنادي ليفربول، الذي تعاقد معه في صفقة الموسم الماضي قدرت بـ 36 مليون دولار، ليتوج كأفضل لاعب إنجليزي لهذا العام، ويقود ناديه لنهائي كأس الأبطال لأول مرة منذ 11 عامًا.


حرب ضارية شارك فيها "مو صلاح" من جبهته ضد الإسلاموفوبيا التي تتصاعد انعكاساتها على المجتمع البريطاني، فبينما تحاول الحكومة البريطانية تضييق الخناق على المهاجرين غير الشرعيين من المسلمين تحول صلاح المسلم لأيقونة النصر لدى الجماهير البريطانية.

وصرح "مقداد فيرسي" مساعد الأمين العام لرابطة مسلمي بريطانيا، بأن صلاح يجسد قيم الإسلام وتعاليمه، فهو البطل المحبوب من الجميع الذي أبهر الجماهير، وبإمكانه أن يلعب دورًا رئيسًا في مقاومة تيار الإسلاموفوبيا.

وفي مصر، فالوضع لا يختلف كثيرًا فمحمد صلاح تحول لمعجزة حقيقية بعد أن أحرز هدف الصعود للمنتخب الوطني لبطولة كأس العالم، ويحجز لفريق بلاده مقعدًا في البطولة لأول مرة منذ 1990، وهو اليوم الذي احتفى فيه المصريون به حيث حمله على الأكتاف.

وجه صلاح أصبح يزين الحوائط في القاهرة، بالمقاهي والشوارع، حتى وصل إلى فوانيس رمضان التي أصبح محمد صلاح المطلوب الأول بينها، وتعدت شعبية "موصلاح" الملعب وهو المشهور بأعماله الخيرية خاصة بين أبناء قريته بمدينة " مدينة ناجريج " حيث يحرص على التبرع بالأموال للمحتاجين من أبناء القرية كما يتكفل بمساعدة فتيات القرية المتعسرات على الزواج.


امتدت أعمال صلاح الخيرية، التي حصدت له مكانة خاصة بين القلوب، تبرعات لصالح مستشفى في ناجيج، ودفع مقابل أرض لبناء محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي وتجديد مركز رياضي عام ومدرسة ومسجد، كما قدم أموالًا لصندوق تحيا مصر، وفي أبريل شارك في فيديو يدعم حملة حكومية ضد إدمان المخدرات، وفي غضون 3 أيام من إطلاقه، تسبب في زيادة عدد الباحثين عن العلاج بمقدار 4 أضعاف، وفقًا لوزارة التضامن الاجتماعي المصرية.

خلال السنوات الأخيرة، أشارت تقارير للشرطة البريطانية ارتفاع نسب جرائم العنف ضد المسلمين في أنحاء البلاد، مع ارتفاع حاد في جرائم الكراهية التي تتم بدافع ديني بعد الهجمات الإرهابية في باريس وما حولها في 2015، وفي لندن خلال 2016 و2017، وفي مانشستر في 2017.


وقد واجهت مدينة "ليفربول" الكثير من الجرائم من هذا النوع، خاصة أنها المدينة التي تضمن أكبر عدد من الوافدين من المسلمين بين المدن البريطانية، كما يتواجد بها أقدم مسجد بني في المملكة المتحدة الأمر الذي تغير في الآونة الأخيرة، ويعول هذا التغيير إلى محمد صلاح.

ورغم أن محمد صلاح ليس العلاج النهائي لجرائم الكراهية والإسلاموفوبيا إلا أنه ساعد في إخماد نيران الكراهية التي ظلت تعتمر داخل الصدور بين البريطانيين من العنصريين طيلة السنوات الأخيرة خاصة بعد هجمات 11 سبتمبر، وهو ما أكده "على عدن"، بائع أمام أحد المساجد بليفربول: "كل مسلم فخور بمحمد صلاح"، مضيفًا، اعتدنا على التعامل كأننا مواطنون من الدرجة الثانية قبل أن يظهر محمد صلاح، الذي أصبحنا وكأننا ننتمي له.

وأشار "أنور أورين"، عضو سابق ببرنامج التنوع الثقافي التابع لاتحاد دعم لاعبي كرة القدم، إلى إحدى الأغنيات الشهيرة التي يرددها المشجعون البريطانيون في المدرجات، والتي تقول "إذا سجل هدفًا سأصبح مسلمًا أنا أيضًا"، مبديًا اندهاشه بما آل إليه الوضع في بريطانيا بعد انتقال محمد صلاح لنادي ليفربول الموسم الماضي.