الأقباط متحدون - قراءة نقدية لرواية ضارب الطبل أشرف الخمايسي
  • ٠٠:٥٣
  • الجمعة , ٢٣ مارس ٢٠١٨
English version

قراءة نقدية لرواية ضارب الطبل أشرف الخمايسي

سامح سليمان

مساحة رأي

٢٨: ٠٣ م +03:00 EEST

الجمعة ٢٣ مارس ٢٠١٨

رواية ضارب الطبل أشرف الخمايسي
رواية ضارب الطبل أشرف الخمايسي

( سامح سليمان )
 رواية ضارب الطبل للروائي المصري أشرف الخمايسي صادرة عن دار الشروق الطبعة الأولى يناير 2017 ، عدد الصفحات 292 صفحة 

صدر للكاتب عدة أعمال منها : رواية منافي الرب التي قد وصلت إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2014، و إنحراف حاد التي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد ، و عدة مجموعات قصصية منها الجبريلية والفرس ليس حراً وأهواك .
 
الموت هو الفراق والخراب،الألم والحسرة،البكاء والعويل ولطم الخدود وشق الجلابيب لدى البعض والسلام والراحة الأبدية والخلاص من كارثة الحياة لدى البعض الأخر،كلمة ثقيلة على اللسان ،مرعبة للأكثرية بفعل غريزة حب البقاء والخوف من المجهول وتساؤلات عديدة لم تجد أجابه شافية ، وأمنية للبعض من مرهفي الحس وأيضاً بعض التعساء وما أكثر التعساء فى عالمنا البغيض،الفاحص العمري يخبر المرء بتاريخ وفاته ، كل مولود بموجب القانون يجب أن يخضع للفاحص العمري الذي ابتكرته عقول أحدى الدول الكبرى وفرضته على العالم بعد ثورة عارمة من رجال الدين والمتدينين ما لبثت أن خمدت سريعاً،ولكن بحسب القانون ممنوع على الأهل أن يخبروه بالميعاد قبل بلوغ سن الأهلية القانونية .
 
ماذا لو علم المرء موعد النهاية ؟ هل من الجيد أن يعرف المرء موعد انقضاء الأجل ؟
في قرية من قرى صعيد مصر في أطار من الواقعية السحرية وزمن غير محدد تدور أحداث رواية ضارب الطبل للكاتب المصري أشرف الخمايسى ، غالبية الشخوص تنتمي إلى الطبقة ميسورة الحال ، نتائج معرفة موعد انقضاء الأجل كانت وخيمة والتفاعل مع المعرفة كان متشابهاً لدرجة كبيرة إلا في حالة شادية وطه ،الجنس كفعل حياة يتجلى في حياة طه وشادية وأصرارهم على استثمار كل لحظة متبقية من حياتهم في اقتناص المتعة والسعادة ، وفعل موت أو هو الموت ذاته متجسداً فى خضرة عاهرة القرية التي لم تترك رجلاً في القرية إلا ومارست معه فعل الجنس ماعدا جاكوب الثري الغربي متعللة برفضها لممارسة فعل الجنس مع من هو ليس على ملتها ولا ينتمي إلى وطنها _ تناقض غير مفهوم وغير منطقي في ربطة لفعل الجنس مرة بالحياة ومرة بالموت خاصة وأن الكاتب قد ذكر حرفياً على لسان أحدى شخصيات الرواية أن الحياة هى ألتقاء عضوين سليمين لرجل وامرأة وماعدا ذلك فهو من القشور، أعتقد أن السبب فى ذلك تشوش الرؤية لدى الكاتب _ وثرى أجنبي يبحث عن امرأة توافق أن تضاجعه ولا تخشى فحولته الجنسية الشديدة وزوج يبيع زوجتة مقابل الثراء ، خطوط فرعية غير مكتملة وخطوط موازية ، وشخصيات متعددة متباينة ولكن للأسف أغلبها باهت وبعضها لم يضف شيئاً بل تسبب في ترهل إيقاع النصف الثاني من الرواية بل وربما الثلثين ماعدا بعض المشاهد الجيدة ، شخصية ياسين القواد اللاهث وراء الثراء كانت مؤثرة وأيضاً جاكوب وسيدة زوجة ياسين الجزء الخاص بها كان أكثر من جيد ، لغة قوية على المستوى اللغوي و أيضاً جمال الوصف والتعبير ، وكان من الممكن أن تكون عمل أدبي يرتقى إلى مصاف الروائع العالمية لولا الترهل والأسهاب والتفلسف الضحل الساذج لدى حفار القبور وضارب الطبل _ شخصية ضارب الطبل وأيضاً حفار القبور تم فرضهم على القصة كمحاولة لأعطاء بعد فلسفي من خلال جمل حوارية كثيرة أغلبها غير جيد وركيك _ والكثير من الشتائم البذيئة والمشاهد الجنسية غير الجيدة على المستوي الفكري والجمالي وأيضاً بلا مبرر أو ضرورة ، بخلاف تكرار التأكيد على الفحولة الشديدة للثري الغربي وأيضاً مشهد العلاقة بين خضرة وجاكوب شديد الفجاجة وأيضاً نمطية هوس الأجنبي بالحضارة المصرية القديمة ، ولكن بالرغم من كل ما قد ذكرته لا أستطيع أن أنكر أن العمل جيد _ نسبياً _ ويستحق القراءة ،وأنتظر ما هو أفضل من أديب مجتهد .
 
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد