بعد 40 عامًا من كامب دافيد.. مصر تعادي إسرائيل شعبيًا
أخبار مصرية | البوابة نيوز
الخميس ٢١ ديسمبر ٢٠١٧
نشر معهد "جيت ستون" للسياسة الدولية، تقريرًا عن الخطاب المصري الداخلي بشأن إسرائيل، بعنوان "ورقة سلام مصر مع إسرئيل"، كتبها أحمد زكي محمد، الباحث في المعهد، انتقد فيها الخطاب الإعلامي الرافض لإسرائيل، الخطاب الذي ترسخه الدولة في المناهج الدراسية جنبًا إلى جنب الإعلام.
ويقول الباحث أنه على الرغم من حلول الذكرى الأربعون لزيارة الرئيس محمد أنور السادات التاريخية للكنيست في 21 نوفمبر الماضي، حينها قال السادات: "لقد جئت إليكم حتى نتمكن معا من بناء سلام دائم قائم على العدل لتجنب إراقة قطرة دم واحدة من أي عربي أو إسرائيلي"، إلا أن الخطاب المصري الداخلي على المستوى الرسمي أو الشعبي والتعبوي ما زال يرى من دولة إسرائيل دولة احتلال!
وأضاف الباحث أنه أثناء الاحتفال بالذكرى الأربعين من زيارة السادات للكنيست، ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كلمة قائلا: "إن أكبر عقبة أمام السلام اليوم ليست موجودة في زعماء الدول من حولنا، وإنما تكمن العقبة في الرأي العام في الشارع العربي، الذي تم غسيل دماغه لسنوات من خلال عرض مشوه ومضلل لدولة إسرائيل."
ويرى نتنياهو اليوم أنه بالرغم من مرور أربعة عقود من معاهدة السلام الدائم بين القاهرة وإسرائيل، إلا أن الكثير من وسائل الإعلام في مصر لا تزال تشوه صورة إسرائيل، حتى في ظل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي قام بتطوير العلاقات الأمنية مع إسرائيل، فإن الشخصيات البارزة في الصحافة والإعلام، والتي تديرها الدولة تنشر نظريات مؤامرة لإسرائيل.
ودلل المقال على ادعاءاته بتصريحات نشرتها "اليوم السابع" نوفمبر 2017، عن النائب البرلماني مصطفى بكري، ورئيس تحرير صحيفة الأسبوع، ومقدم برنامج "حقائق وأسرار" المذاع عبر فضائية صدى البلد، إذ قال: "على الكيان الصهيوني – يقصد دولة إسرائيل – إعادة الآثار المصرية التي تم تهريبها إلى إسرائيل".
وفي وقت سابق من نفس الشهر، علق بكري على استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من منصبه، قال بكري في برنامجه الحواري: " إن الاحتلال الإسرائيلي هي الطرف الوحيد المستفيد من اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط"، مضيفًا بأن إسرائيل تتآمر ضد السعودية ودول الخليج ومصر ولبنان، كما ندد بكري خلال حلقة أخرى بإعلان بلفور لعام 1917، معتبره جريمة بريطانية، تسبب في تمكين إسرائيل من ابتزاز فلسطين (التي لم تكن موجودة في عام 1917) – مدعمًا تهديد السلطة الفلسطينية بمقاضاة بريطانيا في المحكمة الجنائية الدولية.
الأمر لا يقتصر على الإعلام فقط، بل كذلك في المناهج المدرسية، ففي عام 2016 وجد أوفير وينتر، الباحث المتخصص في الشأن المصري بمعهد دراسات الأمن القومي بتل أبيب، أنه على الرغم من أن الحكومة المصرية قد نقحت الطريقة التي تم بها تقديم معاهدة مصر وإسرائيل إلى تلاميذ الصف المرحلة الإعدادية في الفترة 2015- 2016 العام الدراسي، لم يكن للتغيير تأثير يذكر على الجمهور المصري. وكتب قائلًا: "تعرض الكتب المدرسية معاهدة السلام مع إسرائيل في العصر الحالي كأداة استراتيجيةيجب المحافظة عليها شرطا أساسيا لإنعاش الاقتصاد المصري، وهو ما يدل على مركزية المشكلة الفلسطينية الأقل في الخطاب العام المصري، وهي إشارة إيجابية مقارنة بما كانت عليه في الماضي، إذ قدمت إسرائيل كشريك شرعي للسلام، حتى لدرجة الإشارة إلى العلاقات الودية".
وهي نفس طبعة الكتاب المدرسي الموجودة للعام الدراسي 2016-2017، إذ يتم اعتبار إسرائيل على إنها حركة صهيونية استعمارية واعتبارها كيان عدواني له تطلعات توسعية تهدد الدول العربية، ولذلك فإن الحروب ضد إسرائيل توصف بأنها عمل للدفاع عن الوجود العربي، ومحاولة للدفاع عن الفلسطينيين، وأن معاهدة السلام مع إسرائيل جاءت لاعتبارات عملية ونفعية، وليس اعتراف مصر بحق اليهود التاريخي في الأرض، وفي جميع الأحوال فإن إسرائيل ليس لديها بديل آخر غير مصر في التعامل حاليًا، خاصة وإن مصر ترعى المصالحة الفلسطينية، من أجل الوصول لحق الشعب الفلسطيني.