الأقباط متحدون - خليفة «التيجانية بالجزائر»: رفضنا وصول «الإخوان» للحكم ولم نبايع بوتفليقة مجددًا «حوار»
  • ٠٢:٣٩
  • الجمعة , ١٥ ديسمبر ٢٠١٧
English version

خليفة «التيجانية بالجزائر»: رفضنا وصول «الإخوان» للحكم ولم نبايع بوتفليقة مجددًا «حوار»

١٩: ٠٨ م +02:00 EET

الجمعة ١٥ ديسمبر ٢٠١٧

علي بالعربي
علي بالعربي

 أكد الشيخ على بلعربى الخليفة العام للطريقة التيجاينةبالجزائر فى حواره لـ"أمان" على أن أبناء الطريقة التيجانية لم يبايعوا الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة لولاية جديدة، مثل نشر فى الإعلام.

 
 
وأوضح "العربى" أنه الخلافة العامة رفضت وصول جماعة الإخوان الإرهابية الى سدة الحكم، وحذرت من هذا الأمر كثيرا، بالإضافة الى أن الخلافة العامة قامت بالعديد من القوافل التى تحذر من الأفكار الشيعية التى تحاول نشرها بعض الجماعات فى الجزائر وخارجها.
 
بايعت صوفية الجزائر خلال الفترة الماضية عبدالعزيز بوتفليقة لولاية ثانية، هل كنتم من المبايعون ؟
 
نحن امور السياسة لا نتدخل فيها ونترك هذه الامور للشعب لكى يختار وجميع مريدى الصوفية فى الجزائر يعلمون من الافضل والاصلح بالنسبة لهم، خاصة أنهم يعلمون جيدا حقوقهم الدستورية والديمقراطية، وعلى ذلك ليس من حقى كخليفة عام أن اوجه الأتباع أو المريدي من أجل الموافقة على مبايعة الرئيس أم لا، مع أن عبدالعزيز بوتفيلقة من أتباع الطريقة التيجانية فى دولة الجزائروبالرغم من ذلك لا استطيع أن أرغم أحد على إنتخابه لولاية جديدة، وعلى ذلك نحن نريد أن يكون رئيس الجزائر وطنى محب لبلده يرفض أن يتدخل فى شئونها الداخلية أحد.
 
فى الفترة الاخيرة لاحظنا وقوف الدولة الجزائرية مع الصوفية،فلماذا؟
 
الدولة الجزائرية ممثلة فى رئيس جمهوريتها عبدالعزيز بوتفليقة والحكومة أيضا،يعلمون جيدًا أن الصوفية لها دور كبير فى محاربة التطرف والفكر المتشدد وعلى ذلك هم وقفوا معنا وقدموا لنا الكثير من الخدمات الجليلة، والدليل على ذلك أنتشار المنهج الصوفي التيجانى فى جميع بقاع الدولة الجزائرية، مما ادى الى إختفاء الجماعات السلفية والوهابية المتشددة، وهذا يدل على حسن الفهم والادراك لدى القيادة الجزائرية التى تبنت منذ شهور انشاء الاتحاد العالمى للتصوف الاسلامى، ليكون نواة حسنة لنشر الفكر الوسطى فى جميع أنحاء العالم.
 
هل هناك سياسيون أو رؤساء دول حول العالم من ابناء الطريقة التيجانية ؟
 
هناك عشرة رؤساء دول حول العالم من ابناء الطريقة، أبرزهم الرئيس الجزائرى، والرئيس النيجيرى محمد بخارى، وكلا من رئيس تشاد ورئيس أوغندا ورئيس موريتانيا، ورئيس الشيشان وغيرهم، وهناك الكثيرون من السياسيون ورؤساء الاحزاب حول العالم الاسلامى،من أبناء الطريقة كما فى السنغال وتركيا وماليزيا وأندونيسيا والجزائر والمغرب وتونس، وهذا أن دل يدل على أن المنهج التيجانى منتشر فى جميع انحاء العالم الإسلامى، منذ عشرات السنين.
 
ماذا كان موقفكم من وصول جماعة الإخوان للحكم فى مصر وتونس ؟
 
فى الواقع اننا رفضنا وصول هذه الجماعة الارهابية المتشددة الى الحكم، ولكننا رأينا فى وصول هذا التيار الى السلطة بعد ثورات الخراب العربية، هو ظهور هؤلاء على حقيقتهم من حيث البحث والسعى وراء السلطة والحكم وهذا يدل على أنهم لم يكونوا فى يوم من الأيام دعاة دين أو اسلام، وكل ما كوا يسعون اليه هو السلطة والحكم فقط، بالاضافة الى انشاء الاحزاب السياسية وغير ذلك م الامور فهم أهل دنيا ولم يكونوا أهل دين ابدًا.
 
لماذا يتهم الصوفية دائما أنهم باب الشيعة،وانهم أقرب الناس للشيعة والتشيع ؟
 
فى الواقع هذا الكلام غير صحيح، حيث أن الصوفية بعيدين كل البعد عن الشيعة وعن منهجهم المنحرف، ولكن السبب فى ذلك الجماعات الوهابية السلفية التى تريد تشويه صورة أهل التصوف، وخاصة بعد انتشار الطرق الصوفية فى جميع أنحاء العالم، مما جعل السلفية ومشايخهم يشنون حربا ضروس على اقطاب التصوف ويتهموهم باشياء ليس فيه، فحن مذهبنا مالكى وحنبلى ولانتبع أى منهج خاص بالشيعة بل أن الطريقة التيجانية تصدت فى كثيرا من الدول للشيعة وقضت على افكارهم ونشرت المنهج السنى الصحيح، وهذا يدل على مدى رفضا للشيعة ورفضا للسلفية والاخوان أيضا، ولايجب أن نسى أن صلاح الدين الايوبى الصوفى الكبير، قضى على الدولة الشيعية فى مصر ونشر المنهج السنى، وهذا يبرىء الصوفية أمام العالم الاسلامى كله، أنهم لم يكونوا فى يوما من الايام تابيعن للشيعة أو أعتقوا منهجهم.
 
اذا كان عددكم كبير بهذه الصورة فهل أنتم عاجزون عن حماية أضرحتكم من المتشددين؟
 
نحن ليس عاجزون، ولكننا نترك هذه الأمور للدولة وجيشها وشرطتها، فهناك نظام ونحن ليس فى غابة، أم بالنسبة للقوة فنحن أقويا جدًا ولو أردنا أنشاء جيش أوقوة تحمى أضرحتنا حول العالم لحدث ذلك فى بضع دقائق، ولكننا نرفض ذلك لأن هناك أنظمة تحكم وأنشاء جيش أوقوة مسلحة يتنافى مع مبادئنا الصوفية، لأن ذلك لايكون إلا فى حالة العدوان على الدولة أو المكان الذى نعيش فيه، والتاريخ الاسلامى خير شاهد على الدول الجهادى الذى قام به الصوفية، سواء فى ليبيا ضد الاستعمار الايطالى أو فى الجزائر وتونس ضد الاستعمار الفرنسى، وعلى ذلك نحن نقف فى ظهر الدولة ولا نقف أمامها وما يطلب منا ننفذه.
 
كيف تنظر الى "الشيعة" هل هم على صواب أم على خطأ؟
 
حقيقة أن الشيعة اذا أتبعوا كتاب الله وسنة رسول الكريم، سيكونون على صواب أم سبهم للصحابة وأمهات المؤمنين، يجعلهم على خطأ كبير، وعليهم الرجوع عن ذلك الأمر لأن الرسول صلى الله عليه وسلم، كان يقول دائما "لاتأذونى فى أصحابى"، وهذا يدل على أن الرسول يتألم فى روضته الشريف من سب الشيعة لأمنا السيدة عائشة والصحابة الاطهار أمثال سيدنا أبوبكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم أجمعين.
 
هل هناك أى علاقة تجمع التيجانية خاصة والصوفية عامة بالشيعة ؟
 
لاتوجد أى علاقة بالشيعة، ونحن نرفض أن يكون هناك علاقة معهم أصلا، لأن منهجهم منحرف، ونحن منهجنا يدعوا الى كتاب الله وسنة رسوله الكريم ومن يفعل غير ذلك نحن ضده ونحاربه بكل ما أوتينا من قوة، ومن لايسب الصحابة أو أمهات المؤمنين نحن نقف معه ونؤيده ام غير ذلك نحن ضده.
 
هل هناك اختلافات بين الطرق الصوفية حول العالم، وما السر أن يكون ذلك رفاعيا أو شاذليا أو تيجانيا ؟
 
لاتوجد اى إختلافات، فهم أبواب متعددة على طريقا واحد، وكما قال "البوصيرى" كلهم من رسول الله ملتمسون، ولكن الطريقة التيجانية تختلف عن باقى الطرق أن أورادها قليلة وليست كثيرة، وتكون فى "لا اله الا الله والصلاة على النبى" بالاضافة الى أتباع الكتاب والسنة وحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب،وحفظ الاحاديث النبوية،وعدم الخروج عن المناهج الفقهية والشرعية.
 
هل تسعى الطريقة التيجانية الى السلطة والولاية والحكم حول العالم ؟
 
نحن نرفض رفضا قاطع أن تدخل الطريقة الى مجال السياسة أو الحكم، لاننا نسعى الى معية الله ومرضاته،ولانسعى الى كرسى أو منصب وزارى، وخاصة أن سيدى أحمد التيجانى مؤسس الطريقة قال لنا قولته المشهورة"أياكم والرئاسة فإنها عبادة توجد بها كل أنواع الشر"، وقال زنوا كلامي بميزان الشريعة فاذا وجدتموه يخالف الشريعة لا تأخذوا به، كما أن الصوفية منهج تربوى يدعوا الى تربية النفس وتهذيبها،وجعلها بعيدة كل البعد عن ملذات الدنيا، ام بالنسبة للولاية والحكم والسياسة فمن الممكن أن يقوم بها شخص من مريدى الطريقة لكن ليست الطريقة فعندما يخطىء هذا الشخص يكون هو من أخطأ وليست طريقته أو شيخه، ولكن اذا حكمت الطريقة واخطأت يصبح الامر خطير وتتحول وقتها الصوفية من منهج دينى تربوى الى منهج يسعى للسلطة والحكم مثل جماعة الاخوان والسلفية.
 
كيف نظرت الى الجماعات التكفيرية التى كفرت المسلمين واستباحت دمائهم واموالهم واعراضاهم؟
 
فى الواقع أن هذه الجماعات ليس لها علاقة بالاسلام، فهم خوارج هذا العصر الذين تنبأ بهم الامام على بن ابى طالب، عندما قال سيخرج عليكم فى آخر الزمان قوما يقرآون القرآن وهم ليسوا منه فى شىء ويتحدوث بالاسلام وهو منهم براءويطلقون لحاهم ويقصرون جلبابهم، فاذا وجدتموهم فأقتلوهم،وهذا الحديث رواه البخارى وهذا يدل على أن هذه الجماعات المتشددة والتكفيرية خطرًا كبير على الاسلام ويجب مواجهتهم بكل السبل حتى يتم إنقاذ البشرية جمعاء منهم، لانهم اذا بقوا سيقضون على الاسلام فى كل بقاع الارض.
 
ماهو موقفكم من الحركات الاسلامية حول العالم والتى تقول دائما أنها تنشر الاسلام وتدافع عنه؟
 
نحن ضد هذه التسميات وهذه الاحزاب،لأن جميع هذه الحركات مثل الاخوان وحزب الله وحماس تسعى الى السلطة، ونحن ضد ذلك فنحن نريد جماعات اسلامية تنشر الاسلام باللسان والخطاب الدينى الصحيح، وليس محاربة الأخر وقتله من أجل السلطة والحكم، وعلى ذلك نرى أى هذه الجماعات ليس منها خيرا، وعليه تفكيك نفسها والرجوع الى كتاب الله وسنة رسوله الكريم اذا كانت تريد الله ومرضاته، ام اذا ارادت السلطة فهى وشأنها.
 
ماهو العلاج الحقيقى للتطرف الذى ظهر بصورة كبيرة خلال الفترة الأخيرة من وجهة نظر الخلافة التيجاينة؟
 
الحل الوحيد لهذا التطرف، هو التصوف الاسلامى، الذى يرفض العنف ويرفض التشدد ويضع اسس حقيقة يمكن من خلالها التصدى لهذا الفكر المتشدد فى جميع انحاء العالم الاسلامى، وخاصة أن التصوف يربى فى الأنسان حب الآخر وعدم كراهيته، بعكس الفكر الذى تتبعه التيارات السلفية والإخوانية حيث أن فكرهم لايتماشى مع العصر الحالى لأنه غير متجدد، فهو فكر يكره الآخر ويصفه بالكفر والخروج عن الإسلام، وعلى ذلك يجب على المؤسسات الاسلامية والأنظمة الحاكمة فى العالم أن تتخذ التصوف طريقة لنشر السلام والقضاء على العنف والإرهاب.
 
ماذا كان موقف الخلافة التيجانية من الإجراءات التى إتخذتها تونس مؤخرا والخاصة بزواج المسلمة من غير المسلم ؟
 
كان موقفنا واضح للجميع، وخاطبنا وقتها علماء تونس وعلماء جامعة الزيتونة الاسلامية، وطالبناهم بالتراجع عن هذه الفتوى التى ستشوه صورة الاسلام، وأكدنا على ضرورة أن ينطق الغيرالأجنبى بالشهادتين حتى يكون زواجه صحيح بالمرأة التونسية المسلمة، أم غير ذلك سيكون عار على أمة الإسلام عامة، وعلى تونس خاصة، لأن الغير مسلم لايعترف بالاسلام وعلى ذلك لن يترك المسلمة تمارس طقوسها بكل حرية، وبهذا نكون تسببنا فى تدمير بنات المسلمين.
 
ماهو ردك على الرئيس التركى " رجب طيب أردوغان" الذى قال أن الاسلام واحد ولايوجد اسلام معتدل وغير معتدل؟
 
هذا كلام خاطىء، لأنه كيف يتم مساواة المعتدلين بالمتطرفين، بل أن هناك فعلا تيارات وسطية وأخرى متشددة وعلى ذلك يوجد أسلام معتدل واسلام غير معتدل،فهو بذلك غير منصف ولايقول الحقيقة، وخاصة أنه لايصلح بأى حال من الأحوال أن نقول أن الجماعات الإرهابية مثل داعش وبوكو حرام تمثل أسلام معتدل، فهم متطرفون وقتله ومجرمون ولايجب مساواتهم بأهل الوسطية والاعتدال.
 
كيف تنظرون الى الدور الذى يلعبه الأزهر الشريف خلال الفترة الأخيرة ؟
 
الازهر الشريف يقوم بدور كبير خلال الآونة الاخيرة سواء على المستوى المحلى أو المستوى العالمى، فمؤسسة الأزهر الشريف وشيخها الدكتور أحمد الطيب تصدوا خلال الفترة الأخيرة للآفكار المتشددة التى أخرجتها التظيمات الارهابية مثل تنظيم داعش المتطرف، وبوكو حرام وغيرهم من التنظيمات الارهابية حول العالم، وعلى ذلك فهذه المؤسسة العريقة لها دور كبير،فى نشر ثقافة الوسطية والإعتدال ويجب على الدول الاسلامية ان تقف خلف الازهر وتسانده بكل قوة لأنه هو القلعة الأولى التى تدافع عن الإسلام وتصون حدوده.
 
رسالة الخليفة العام للطريقة التيجاينة من خلال "أمان" لمن يوجهها؟
 
رسالتى أوجهها لجموع المسلمين حول العالم، وليس لأبناء الطريقة التيجانية فقط، حيث أننى أقول لهم، تمسكوا بدينكم وكانوا وسطيون، ترفضون التطرف والعنف، والقتل الذى يقوم به البعض بإسم الإسلام مما يشوه صورة الأسلام، ويجعلها صورة ملطخة بالدماء، وعليكم بالصلاة، فهى النجاة الحقيقية من متاعب الدنيا ومصاعبها، وتمسكوا بكتاب الله وسنة رسوله الكريم، حتى تصبح الأمة الاسلامية، أفضل الامم على وجه الأطلاق.
الكلمات المتعلقة