منذ الأزل .. وعود وعهود لخلاص البشرية
سامية عياد
٠٣:
٠٦
م +02:00 EET
الخميس ٣٠ نوفمبر ٢٠١٧
عرض/ سامية عياد
قبل كل الدهور ومنذ الأزل كانت وعود وعهود الله لخلاص البشرية ، وإتمام عملية الفداء بتجسد الله الكلمة الابن يسوع المسيح، فكانت النبوات والرموز الكثيرة التى تمهد لذلك ....
نيافة الأنبا بيشوى مطران كفر الشيخ ودمياط والبرارى فى مقاله "وعود وعهود" أكد لنا أن الله منذ الأزل أعطانا وعود تمهد لمجىء المخلص رب المجد يسوع المسيح ، وكان الله ينتظر الوقت المناسب لتنفيذ وعوده ، لأن التجسد فى حد ذاته لم يكن شيئا بسيطا يستطيع أن يفهمه الإنسان ، فكان لابد من الرموز والنبوات التى تمهد لذلك ، ومع تقدم الزمن كان الله قد أعد كل شىء من أجل خلاص البشرية ، وكان الثالوث يعمل بكل قوة من أجل إتمام الخلاص ، كانت كل ظهورات الله فى العهد القديم تمهيدا واضحا لظهوره بالتجسد الفعلى كقول القديس بولس الرسول "..
عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد.." ، كما أن كل النبوات نطق بها الروح القدس على فم الأنبياء الذين هم منذ الدهر.
لقد دبر الله مع الابن والروح القدس كل شىء من أجل خلاص البشرية ومنحها المواهب والعطايا الممنوحة من عنده ، لقد أعد الرب كل شىء قبل الزمن كقول معلمنا بولس الرسول "لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التى أعطيت لنا فى المسيح يسوع المسيح ، الذى أبطل الموت وأنار الحياة والخلود" ، لقد كان الهدف الذى كان يسعى إليه كل الأنبياء هو إظهار ما أعده الله قبل الأزمنة الأزلية لخلاص البشرية فكثير من شخصيات العهد القديم ترمز من جانب أو أخر الى شخص أو عمل الرب يسوع مخلصا للبشرية ، "حسب مسرته التى قصدها فى نفسه ، لتدبير ملء الأزمنة ، ليجمع كل شىء فى المسيح ، ما فى السماوات وما على الأرض ، فى ذاك الذى فيه أيضا نلنا نصيبنا" ، كما جهز الله البشرية بالذبائح الكثيرة لكى نفهم قصد الله فى مسألة الخلاص أنه "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" وعهد الختان الذى أقامه الله مع إبراهيم كان رمزا لصلب الإنسان العتيق فى المعمودية "ختان القلب بالروح".
هكذا كانت وعود الله من أجل خلاص البشرية فجاء الابن الله الكلمة متجسدا فى صورة إنسان ليتمم عملية الخلاص ، فالله لا يريد هلاك البشرية بل يريد خلاصها..