الأقباط متحدون | هدم الكنيسة...وطفح الكراهية بأطفيح
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:٣٩ | الجمعة ١١ مارس ٢٠١١ | ٢ برمهات ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٢٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

هدم الكنيسة...وطفح الكراهية بأطفيح

الجمعة ١١ مارس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: د. صفوت روبيل بسطا
أصعب مشهد رأيته في حياتي كان منظر هدم كنيستنا في قرية صول مركز أطفيح بمحافظة حلوان، من خلال المقطع الذي انتشر علي اليوتيوب وكل المواقع، وأنا أُشاهد بعض المسلمين المتعصبين جدًا وهم يهدمون كنيستنا ومعها يهدمون كل شيئ جميل في نفوسنا من ناحيتهم، ويهدمون كل المعاني السامية التي كانت تجمعنا في يوم من الأيام. وأنا أشاهد هذا المشهد غير المسبوق، رأيت كل مشاعر وأحاسيس الكراهية والغل.. يطفح.. من قلوبهم علي سلوكهم اللا إنساني واللا أخلاقي؛ لأنه لم نسمع ولم نشاهد علي مدي الأيام أن وصلت الكراهية بين طائفتين مختلفتين في كل بلاد العالم إلي هذه الدرجة التي تجعلهم يتجردوا من كل المشاعر الأنسانية بهذه الدرجة وهم يهدمون بيت من بيوت العبادة وبيت يُذكر فيه إسم الله ,حتي ولو كانوا كفرة (علي حسب إعتقادهم) لأن أبسط المشاعر الأنسانية تحض علي إحترام مشاعر ومقدسات الأخر حتي ولو كُنت غير مقتنع بها ,,والأغرب من كل هذا وهم يهدمون, يصرخون ويكبرون وينادوا بعضهم البعض ...يلا نصلي..!!!! أي إله هذا الذي تريدون أن تصلوا له ؟؟؟!! أي إله هذا الذي يري هذا الخراب ويقبل صلاتكم؟؟!!!  أي إله هذا الذي يوافقكم علي أعمالكم ؟؟!!! إذا كان هذا إله حقيقي, أنا لا أريده ولا أقبله أن يكون لي إله, ولن يقبله لا المسلم ولا المسيحي ولا البوذي ولا اللاديني ,لأنه لايوجد إله حقيقي يقبل بهذا الدمار وهذا التعدي وتلك المهانة بمقدسات وبمشاعر أي إنسان فما بالكم بمقدسات ومشاعر ملايين من البشر
....كل الذي حدث ويحدث للمسيحيين علي أرض المحروسة من إخوتنا في الوطن علي مدار الأيام شيئ!!! وهدم الكنيسة شيئ أخر, لأنه.. أن تنهبوا بيوتنا وتحرقوا محلاتنا وتهينونا علي مدار اليوم وكل يوم وتسلبونا من أبسط حقوقنا في أن نعيش في بلدنا في أمان وسلام وأيضا تقتلونا وتكًبروا علينا!! ,كل هذا لا يساوي شيئ في أن تهدموا كنيستنا وتُهينوا مقدساتنا وتلهون بأجساد قديسينا الأطهار التي سالت دمائهم الطاهرة علي هذه الأرض ومن أجل هذه الكنيسة ...إن الموت لهو أهون شيئ أمام كنيستنا التي هي حياتنا وحياة الملايين من المسيحيين.

ألهذه الدرجة وصلت الكراهية بالنفوس!!؟؟
ألهذه الدرجة تضمرون في صدوركم كل هذا الغل!!؟؟
ألهذه الدرجة لا توجد عندكم رحمة ولا ذرة إحترام ولامشاعر إنسانية!!؟؟
 ,هل كل هذا يحدث  لأننا مختلفين في المعتقد!!؟؟ ,ألهذه الدرجة وصلت بنا الحالة بين أبناء الوطن الواحد ,ألهذه الدرجة منظر الكنيسة لا يُريحكم ولا منظر{ الصليب }الذي إذا عرفتم قيمته, سيكون لكم طوق النجاة من الهلاك الأبدي 
مهما وإن كانت الأسباب التي جعلتكم تثورون وتهيجون, لم نكن نتخيل أننا نري هذا المشهد الدامي لنفوسنا من أخوتنا في الوطن الغالي مصر وإمتي؟؟؟ بعد الثورة البيضاء ,ثورة 25 يناير التي جمعتنا وسالت دمائنا معا من أجل تحرير مصر الغالية 
إنني أشعر بمرارة ما بعدها مرارة في هذه الأيام ,وأنا أري وأشاهد جاري وصديقي وصاحبي وهو يهدم أسمي معاني الأنسانية ويقطع كل روابط المحبة والعشرة بيننا  بتلك الفعلة النكراء التي يندي لها جبين الشرفاء

ومثلما قالها شيخ الأزهر..أنه لم يحدث علي مر العصور أن قام أحد بهدم كنيسة ولا جامع ,نعم ولكن ماذا حدث؟وما الذي قادنا إلي هذا المنعطف الخطير 
 وللأسف قواتنا المسلحة خذلتنا وصدمتنا بموقفها الغريب من المسيحيين ورأيناها تقف مكتوفة الأيدي أمامهم وهم يحرقون الكنيسة ثم وهم يهدمونها أمام أعينهم ولم يستطيعوا إيقافهم , وأغرب حاجة سمعتها من أحد لواءات الجيش علي التلفزيون المصري أنه لا يريد أن يذكر كيف خرج من قرية صول ومن وسط المسلمين ,أي أنه خرج بأعجوبة من القرية!! أين قوة الجيش المصري  التي نتباها بها أمام العالم !!؟؟ أين صلابة المقاتل المصري الذي دمر خط بارليف في ست ساعات وقهر الجيش الأسرائيلي والأمريكي حليفه !!؟؟؟ هل صعب عليه أن يسيطر علي شوية بلطجية ومجرمين وسببوا فتنة بالبلد وأحرجوا القوات المسلحة أمام العالم !!؟؟ ويتركونهم يهدمون الكنيسة في يومين كاملين ,أين العقلاء ,وأين العمدة, وأين المحافظ ,ولماذا لم تحاسبوا أحد من هؤلاء حتي اليوم!!!؟؟؟ 

والأغرب من جيشنا ,أنه قبلها كانوا قد ضربوا وأهانوا الرهبان المسالمين بالرصاص الحي وال-أر بي جي- !! وهدموا السور الذي بنوه  ليحميهم من المجرمين   ,,وإنني حتي الأن لا أستطيع أن أفسر موقف جيشنا العظيم من الأقباط ويعاملهم بكل شدة وفي المقابل مع المعتدين عليهم يعاملوهم بكل اللطف والحنية!!؟؟

رسالة أخيرة.....إلي المجلس العسكري...كلنا مصريين وسالت دمائنا في كل الحروب التي خضناها فيجب عليكم أن تعاملونا بالمثل والعدالة للجميع, لا فرق بين مسلم أو مسيحي ,والله يجازي كل من لا يعدل بين البشر ,ونحن مازلنا نفتخر بكم ونقدر جهودكم ونحبكم ونحب كل إخوتنا المسلمين الشرفاء الذين لا يوافقون علي هذه الأفعال الأجرامية , 

  أخوتي المسلمين  ....لماذا تكرهونا وتكرهون كنيستنا!!!؟؟؟؟
إلي شهدائنا الأقباط وأخرهم شهداء المقطم ,أنتم الأن عند المسيح فهنيأ لكم ,وأذكرونا أمام عرش النعمة ليرحمنا مما نحن فيه من ضيقة عظيمة ,وثقوا رب المجد لن يترك دمائكم الطاهرة وسوف ينتقم لدمائكم في أسرع وقت ,لأنهم لا يتعظون 

إخوتي أقباط مصر وخاصة الأقباط المعتصمين في ماسبيرو ...أنني أنحني إجلالا وتقديرا لكم علي بطولاتكم وعلي غيرتكم علي كنيستكم وما يحدث لها وأعلموا أننا معكم بكل قلوبنا وأرواحنا وكل ما نملك  حتي ترجع لنا كنيستنا وأهالينا إلي بيوتهم بكل أمان,وأن يتم معاقبة الجناة بأسرع وقت وأسمائهم منشورة ومعروفة للكل, وتحية خاصة لأبائنا الكهنة الأبطال المتواجدين معكم في الأعتصام الذين تركوا بيوتهم وكنائسهم وأهم شيئ تركوا معكم ثقافة الخوف التي كانت مسيطرة علي كل المسيحيين وقلتم جميعا لا خوف بعد اليوم,وإلي سيدنا أنبا ثيؤدوسيوس أسقف الجيزة علي كل جهوده في هذه القضية بصلوات صاحب الغبطة والقداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث أدام لنا الرب في حياته ويرجعه لنا بألف سلامة, وإن شاء الله تعود كنيستنا ويعود الأمن والأمان لبلدنا مصر ....أمين يارب  




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :