هناك أساليب متعددة لتقسيم أنماط الشخصية، إما بحسب السمات السائدة، أو بحسب النشاط السائد..

وذكرنا فى العدد الماضى أن هناك أربعة أنواع من الشخصيات بحسب الدراسات: التربوية، والنفسية، والاجتماعية، يتوزع عليها البشر، ولكل نوع من هذه الشخصيات خصائص حسب السمات السائدة مثل: 1- الشخصية القيادية 2- الشخصية الاجتماعية 3- الشخصية الهادئة 4- الشخصية الباحثة عن الكمال.
 
كذلك هناك ثلاثة أنماط للشخصية حسب النشاط السائد وهى: 1- الشخصية العقلانية، 2- الشخصية الوجدانية 3- الشخصية الحركية، وتتوزع بحسب ما هو سائد فيها: الإدراك والوجدان والنزوع فنجد:
 
 
إنها شخصية المفكر، والمثقف، والعالم المتخصص، وهى القادرة - بنعمة الله - على إجراء القراءة والدراسات والبحوث، ولا تكف عن دراسة الكتب فى المجالات المختلفة سواء: علمية – اجتماعية - ثقافية - دينية... إلخ.
 
ولاشك أننا بحاجة إلى هؤلاء الباحثين فى بطون الكتب، لنستوعب تراثها، ونواجه عصرها بناء على دراسات جادة. كذلك عليهم أن يدرسوا مستجدات العصر من: فلسفة، وتربية، وعلم نفس، واجتماع، وطب، وهندسة، وفلك.. ليستطيعوا - مع رجال الدين- رسم موقف الدين من قضايا ومستجدات العصر الحديثة، وخير من يقوم بها هم أصحاب الشخصيات العقلانية.
 
إن الله تعالى قادر على إثراء الشخصية أيا كان نمطها.. فلا توجد هناك «شخصية دينية محضة» بل هناك «مباركة إلهية لكل نمط من أنماط الشخصية»، أى أن المطلوب هو إصفاء الطابع الدينى على كل أنماط الشخصية، لتصير مثمرة فى الأسرة والمجتمع والوطن.. فالله تعالى الذى يجمعنا بحبه، يوزع علينا عطايا متنوعة: فهذا عقلانى وهذا وجدانى وهذا حركى يشارك فى أنشطة متنوعة.
 
 
وتتسم بالنشاط العاطفى سائدًا عليها، فهى شخصية: مُحبة، ودودة، قادرة على صنع علاقات طيبة وكثيرة مع كثيرين، سواء فى مجالها: الأسرى أو الدينى أو المجتمعى، إنها الشخصية المُحبة والمحبوبة من كثيرين، ذات المشاعر المتدفقة، والعواطف الدافئة، والصداقات الكثيرة.. إنها شخصية التواصل مع الآخر، بمحبة بناءة.
 
وهذه لها دورها الهام والمؤثر فى تحريك المجموعات والاجتماعات فى اتجاه بنّاء وسليم، بما تتسم به من علاقات جيدة مع الجميع.
 
كذلك تستطيع الشخصيات الوجدانية إقامة جسور المحبة والتعاون بين دور العبادة والمجتمع، حتى لا تحيا فى عزلة عما يدور حولها، بل بالعكس يكون لها دور مشارك وناقد ومؤثر فى حركة الحياة. إن لمسات المحبة الشخصية مفاتيح أساسية لقلوب البشر، كما قال سليمان الحكيم: «المحبة قوية كالموت» (نشيد8:6)، وكذلك قول القديس بولس الرسول: «المحبة لا تسقط أبدًا».
 
3- الشخصية النزوعية (الحركية):
 
وتتسم بالنشاط الحركى سائدًا عليها، فهى شخصية لا تكف عن الحركة والنشاط. إنها شخصية لها دورها الذى لا يمكن تجاهله، فى تنظيم: المؤتمرات والاحتفالات والرحلات والمعارض وأوجه النشاط الدينى، إنها الشخصية القادرة على تنفيذ ومتابعة مشروعات متنوعة ميدانية.. إنها شخصية الأنشطة المفيدة، المختلفة، على مستوى: الفصل الصغير، العمل، ودور العبادة المحلية، أو العامة، والانتماء الوطنى. فهى أساسية فى خدمة الأسرة والمجتمع والوطن..
 
إنها الشخصية المتحركة، المنتشرة، القادرة على الإدارة والتنظيم والتجميع، وإخراج المناسبات والنشاطات المختلفة فى صورة جيدة، إذ تهتم بإداريات العمل من كل جهة.
 
فليكن نمط الشخصية ما يكون، المهم أن يقوم كل واحد منا بدورة كاملاً، لكى يدعمه الرب بنعمته الإلهية لمنفعة الكثيرين.
 
* أسقف الشباب العام
 
بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية
نقلا عن المصرى اليوم