حد الحلول الإستراتيجية لمشكلة الموارد المائية فى مصر
" مشروع منخفض القطارة الجديد" هو
 
التخوفات التى صاحبت المشروع التقليدى لمنخفض القطارة :
تمت دراسة هذا المشروع بدقة فى خمسينيات القرن العشرين وكان موجها بالدرجة الاولى إلى توليد الطاقة الكهربائية عن طريق إسقاط مياه البحر على توربينات دوارة تقبع فى عمق المستوى الأول "-60 مترا" وهو المستوى الأقرب للبحر وعلى بعد 56 كم من خط الشاطئ.
 
ولكن المشروع واجه مشكلات عدة أهمها ما يلى :
1- مياه البحر المالحة لن نستفيد منها فى شئ بل ستتسرب إلي باطن الأرض، وحينئذ ستملح الخزان الجوفي فى الصحراء الغربية، ولا يوجد حل للتخلص من هذه المياه المالحة.
 
2- سيزيد النشاط الزلزالى فى هذه المنطقة نظرا للكميات الهائلة للمياه المتراكمة والمتزايدة بسرعة أكبر من سرعة تبخرها.
 
3- يؤدى الى اقتطاع جزء من مساحة مصر اليابسة وتحويلها الى بحيرة كبيرة.
 
وبناء على الدراسات الدقيقة من علمائنا بواسطة علماء مصريين وأجانب تم التحفظ على هذا المشروع بسبب تلك التخوفات المهمة.
 
لكن "مشروع منخفض القطارة الجديد" هو دراسة متكاملة تعالج هذه التخوفات كلها وتطرح مكانها خيرا وأملا كبيرا للأجيال القادمة بإذن الله.
 
معلومات أساسية عن منخفض القطارة:
طول القناة الواجب حفرها = 56 كم فقط من خط الشاطئ
مساحة المنخفض الكلية = 44000 كم2 ، طول المنخفض = حوالى 300 كم، عرض المنخفض = حوالى 145 كم.
 
مساحة المستوي الأول = حوالى 19000 كم2 = 4524000 فدان، وهو المهم والأكبر، ويقبع علي مستوي -60 مترا تحت مستوي سطح البحر.
 
ويقبع المستوى الثاني الذى على عمق -75 متر تحت سطح البحر والمستوي الثالث علي عمق -134 مترا تحت سطح البحر ومساحته صغيرة جدا بالنسبه للمستويين الأول والثانى
 
وهويقع في أقصي الطرف الجنوبي الغربي من المنخفض، والذي يجعل من عملية مد مواسير الي طرف المنخفض لتوليد الكهرباء أمرا شديد الصعوبة. كذلك فمساحة المستوي الثالث صغيرة جدا، ولذلك سيكون ملء المستوي الثالث بالمياه سريعا ويتوقف، في هذه الحالة، عمل محطة التوليد الكهربائية.
 
وعلى ذلك فأن أنسب مكان للمحطة الهيدروكهربائية هو الذي يقبع علي مستوي -60 متر تحت سطح البحر وعلي مسافة 56 كم من شاطئ البحر.
 
مشروع منخفض القطارة الجديد
أولا: معضلة "الملوحة – الطاقة" والحل الأمثل لهذه المعضلة :
لحل هذه المعضلة يجب استخدام تقنية غير شرهة للطاقة بحيث أن استهلاكها للطاقة يكون قليلا جدا بالنسبة للطاقة الكهربائية المولدة. إذن فى هذه الحالة يصبح مشروع منخفض القطارة مجديا، غير ذلك ليس له اعتبار، ومن هذا المنطلق تم بناء "مشروع منخفض القطارة الجديد" على هذه النقطة الأساسية.
ثانيا: تحلية مياه البحر بواسطة تقنية الطاقة الشمسية المركزة
(CSP = Concentrating Solar Power) :
 
جهاز تحلية مياه البحر:
يتكون هذا الجهاز من عدة أجزاء كالأتي :
1. عاكس شمسى : وهو على شكل قطع مكافئ اسطواني الشكل لتركيز وعكس أشعة الشمس،
2. الوحدة المركزية : وهى اسطوانية الشكل لتحلية مياه البحر وتحتوى هذه الوحدة المركزية الأسطوانية الشكل على ما يلى:
مواد معينة لامتصاص الحرارة الناتجة عن أشعة الشمس المركزة للتعجيل من تبخر الماء المالح، ويعمل ذلك على فصل جزيئات الماء عن الملح الذى يقبع داخل الوحدة المركزية مع انطلاق جزيئات الماء على شكل بخار نقى.
3. مروحة بخار طاردة : تركب هذه المروحة – شفاط – أعلى الوحدة المركزية لشفط بخار الماء ودفعه إلى وحدة التكثيف،
4. وحدة التكثيف : وهى عبارة عن مكثف يتناسب مع كمية البخار المنتجة من الوحدة المركزية، لينساب الماء العذب الخالى تماما من الملح إلى خزان للمياه تمهيدا لاستهلاكه فى أنشطة عديدة من أنشطة الحياة اليومية.
 
ثالثا: مشروع منخفض القطارة واستخدامه للمياه العذبة :
يتم تجميع الماء العذب الناتج من مئات الوحدات الضخمة، التى ستنشأ بجوار شاطئ البحر المتوسط ، لتنساب هذه الكميات الكبيرة من الأمتار المكعبة من المياه العذبه خلال قناة أو أنبوب ضخم الى حافة منخفض القطارة على بعد 56 كم من شاطئ البحر، لتسقط هذه الكميات الكبيرة من المياه العذبه على توربينات دوارة تقبع على عمق -60 مترا من سطح البحر، لتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة.
 
مميزات تقنية المياه المحلاة لمنخفض القطارة الجديد :
1. تحلية مياه البحر بأسلوب بسيط ودائم ودونما استخدام طاقة كبيرة :
بمقارنة بسيطه لتحلية 1 م3 /ساعة نجد ان استهلاك الطاقة = 0.1ك.وات-س / م3 ، فى حين تحلية 1متر3 بتقنية التناضح العكسى وفى أدنى استهلاك للطاقة، لا تقل الطاق المستهلكة عن 3,5 ك.وات-س / م3
 
2. الطاقة الكهربائية المولدة من سقوط المياه العذبة على التوربينات الدوارة:
التوربينات تقبع على بعد -60 متر تحت سطح البحر، وتولد طاقة كهربية أكبر بكثير من الطاقة المستهلكة فى تحلية مياه البحر التى تولد باستخدام تقنية CSP = Concentrating Solar Power. وهى التقنية التى تعتبر حجر الزاوية لمشروع " منخفض القطارة الجديد" المقدم فى هذا المقترح (تم اعداد حسابات عددية لكمية استهلاك الطاقة الكهربائية بالنسبة إلى توليدها بهذه التقنية).
 
3. الاستثمارات المالية بهذه التقنية:
أقل بكثير جدا من استثمارات محطات التحلية بواسطة التناضح العكسى التى يصل أقل سعر لها– فى المحطات الكبيرة { أكثر من 1000 متر3/يوم } الى 1000 دولار أمريكى لكل متر3 من المياه المحلاة/يوم. بمعنى : محطة تحلية تستخدم ظاهرة التناضح العكسى وتنتج 1000 متر3/يوم، أقل سعر لها = 1 مليون دولار أمريكى، وذلك مع تعقيداتها فى التشغيل تحت ضغوط عالية تتراوح من 56-70 بار. وكذلك الصيانة أيضا معقدة ومكلفة أيضا. فى حين أن وحدة التحلية التى تستخدم التقنية المقدمة فى هذا المقترح بالحصول على الطاقة اللازمة للتحلية بواسطة المركزات الشمسية : (CSP = Concentrating Solar Power) تمتاز بالخصائص التالية :
• رخيصة فى استثماراتها،
• بسيطة فى تكوينها، أى تعمل بدون ضغوط عالية لانها تعمل تحت الضغط الجوى العادى فقط،
• سهلة فى صيانتها،
• مواد صناعتها متوافرة فى البيئة المصرية.
 
4. خاصية سقوط المياه العذبه بدلا من مياه البحر المالحة :
• تعمل على الإقلال من التكلفة الاستثمارية لمحطة التوليد الكهربائية، لأن الماء العذب لا يسبب تآكل التوربينات كما هو الحال فى سقوط مياه البحر– المشروع القديم - على التوربينات الدوارة،
مياه البحر المالحة – المشروع القديم - ليس لها استخدام بعد سقوطها على التوربينات لتوليد الطاقة الكهربائية، على عكس المياه العذبة الساقطة على التوربينات المولدة للطاقة الكهربائية والتى ممكن استخدامها فى الزراعة ومختلف أوجه الحياة بدون تأثيرات بيئية سالبة على المنخفض،
مياه البحر المالحة فى حالة استخدامها فى مشروع منخفض القطارة – المشروع القديم - ستؤدى الى تلوث المياه الجوفية بالصحراء الغربية، ولهذا السبب أوقف المشروع فى خمسينيات القرن الماضى. أما فى حالة استخدام المياه المحلاة فى توليد الكهرباء والزراعة ومختلف أوجه الحياة الأخرى، فان ما سوف يتسرب إلى باطن الأرض سيؤدى الى تزويد المياه الجوفية فى الصحراء الغربية بمصدر مائى عذب مستدام يعمل على الاحتفاظ دائما بعذوبة هذه المياه الجوفية،
• فى حالة استخدام مياه البحر فى توليد الطاقة الكهربائية – المشروع القديم – كانت ستتكون بحيرة كبيرة تؤثر على النشاط الزلزالى فى هذه المنطقة من الصحراء الغربية. أما فى حالة تطبيق المشروع الجديد بواسطة المياه العذبة، فلن يكون هناك مياه متراكمة لتكوين بحيرات مياه عذبة، لأن معظم المياه العذبة ستستهلك فى الزراعة أولا، ثم فى مختلف أوجه الحياة الأخرى.
5. هذه التقنية ستجعل تحلية مياة البحر فى متناول الزراعة والشرب والصناعة.
6. هذه التقنية صديقة للبيئة ، أي لا توجد مواد كيماوية تدخل عملية التحلية كما فى عملية التناضح العكسى التى تستهلك موادا كيماوية عدة،
7. نسبة التحلية بهذه التقنية هى 100/100 ، ولكنها في التناضح العكسى لا تزيد على 33/100 على أقصى تقدير،
8. هذه التقنية هى الحل المناسب لملوحة الآبار فى الصحراء المصرية حيث لا توجد أى مياة فاقدة (Rejected Water).
أن الأمل كبير فى "مشروع منخفض القطارة الجديد" الذى يعمل على الاقتران بين منخفض القطارة وزراعته وتنميته وبين توليدة للكهرباء ومحافظته على البيئة وبين التقنية المتمثلة فى جهاز تحلية مياه البحر المصمم من طرفنا .
 
ملخص :
"مشروع منخفض القطارة الجديد" يمكن إدخاله كمشروع قومى لحل مشكلة الموارد المائية فى مصر، وأيضا كمشروع استراتيجي لرابطة اتحاد البحر المتوسط UPM لتنفيذ هذا المشروع الكبير والذى يحتاج إلى الآتى :
• رغبة سياسية مصرية لتنفيذه.
• الترويج له بين مستثمرين قادرين على تنفيذ هذا المشروع
أننا لنرى أن هذا المشروع هو أحد الآمال الكبرى لمصر والمصريين للخروج من الوادى الضيق والدلتا إلى رحاب الصحراء الغربية الواسعة.
• كما سيؤدى هذا المشروع دورا رائدا فى تجنب قلة الموارد المائية، ويقدم بالتالى حلا استراتيجيا لمشكلة نقص الموارد المائية التى تواجهها مصر.
 
هذا ملخص لمشروعنا المتكامل وأود أن نتعاون فى هذا المجال الاستراتيجي والتواصل معنا.
 
وإننا ليحدونا أمل كبير ونحن نقدم لوطننا فكرة هذا المشروع الاستراتيجى الذى نتطلع الى شرف المساهمة فيه.
 
نقلا عن صفحة فادي سدراك على موقع الفيس بوك