لافت عالميًا، خافت محليًا تتويج «طارق مؤمن ونور الشربينى» ببطولة العالم للإسكواش للرجال والسيدات هذا العام، هيمنة مصرية كاملة على بطولات العالم، رجال وسيدات، كبار وناشئين، مصر تتسيد اللعبة الأنيقة تماماً، النهائيات تقريبًا مصرية بالكامل إلا فيما ندر ويفوز بها عادة مصريون.

 
العالم يقف احترامًا لمدرسة الإسكواش المصرية، وصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية تفرد مساحة هائلة على موقعها الإلكترونى للحديث عن الهيمنة المصرية على لعبة الإسكواش عالميا ولسنوات مقبلة، وتصك حكمًا عالميًا: «لعبة الإسكواش فى مصر تقدم دروسًا لأى دولة تسعى للتنافس فى الرياضات الفردية».
 
وتسجل الصحيفة العالمية سطورًا رائعة عن المنجز المصرى فى الإسكواش، منها «النجاح يولد نجاحًا»، «المصريون غيروا طريقة اللعبة، وأصبحوا يقودونها»، «هيمنة الفتاة المصرية على لعبة الإسكواش قد تكون أكثر إثارة للإعجاب، نظرًا لقلة عدد النساء اللائى مارسن تلك اللعبة، وبرغم ذلك سيطرن بشكل كبير فى ساحة اللعب، فالأربع الأوّل من أفضل 5 لاعبات إسكواش، هن مصريات، والتصنيف الأول من نصيب المصرية رنيم الوليلى».
 
وتستشرف «نيويورك تايمز» أن الأجيال القادمة أيضًا سيهيمنون على اللعبة بشكل كبير، حيث فاز المنتخب الوطنى للشباب للفتيات ببطولة العالم لسبع سنوات متتالية. ولكن كيف أنتجت مصر هذا الكم من المواهب توالياً؟. سؤال طرحته الصحيفة. الثابت أن أبطال الإسكواش فى مصر يتوالدون كالأرانب، يولدون أبطالا، لغز الهيمنة المصرية على اللعبة يحير العالم، ويتساءل مدهوشًا: كيف هذا؟
 
ونحن ولا هنا، تدهش من عدم الاهتمام اللائق إعلاميًا بالإنجاز العالمى، فالإعلام المصرى مهووس كرويًا، ولا يقتات إلا أخبار كرة القدم، ويفتح لها صفحاته بسخاء العازف عن اللعب السياسى، أخبار أبطال الإسكواش خجولة تظهر فى المناسبات، وعلى استحياء، رغم أنها تستحق احتفاء.
 
لولا دفعة الرئيس السيسى للعبة، والاحتفاء بأبطالها تواليا، ومنحهم الأوسمة تباعا، لما برزت صور الأبطال مقرونة بالاهتمام الرئاسى، يلزم بعض الاهتمام، كثيرًا من الأخبار، بعض الصور لأبطال مدرسة هى حديث العالم، للأسف الإنجاز المتكرر لرابع عام تواليا لم يحرك شعرة فى جسد «كورتجى» يتقفى أخبار من لم يحققوا إنجازا ولن يحققوه.
 
تألق مدرسة الإسكواش المصرية وسيطرتها على اللعبة عالميًا نموذج يجب أن يُدرس وطنيًا، لو كان هناك بعض من الرشادة فى اتحادات الألعاب الرياضية الفردية الأخرى لتم رصد أسباب تميز مصر فى هذه الرياضة ليتم تطبيق هذا النموذج الباهر، لكنها فى الأخير رياضات مظلومة مضطهدة من «الكورتجية» المسيطرين المهيمنين على الذهنية المصرية، المزاج المصرى كروى جدًا.
 
خلاصته، يستوجب الاحتفاء بأبطال هذه القافلة البيضاء، التى تمضى بنجاح وتتوالد أبطالاً تلو أبطال، ويلزم تكريم أقطاب مدرسة الإسكواش المصرية فى المحافل الرياضية والمواقع الرياضية، وقبلاً يصح توجيه الاهتمام الكافى بالألعاب الفردية، هى السبيل لرفعة اسم مصر فى المحافل الدولية.
نقلا عن المصرى اليوم