كتب - محرر الأقباط متحدون ن.ي
تناول الدكتور مينا بديع عبدالملك، في مقال له بصحيفة "الدستور"، سيرة الشيخ حسن مأمون، "الفقيه المستنير ذو البصيرة الملهمة"، والذي تم تعيينه مفتيًا للديار المصرية اعتبارًا من أول مارس ١٩٥٥م وظل فى هذا المنصب حتى ٢٦ يوليو ١٩٦٤.
 
أشار "عبدالملك"، في مقاله إلى أن "مأمون"، أصدر خلال توليه المنصب والى ١٢٣١١ فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء، وكان حريصًا على إلقاء الدروس على طلبة قسم القضاء بكلية الشريعة، ولم يتوقف عن البحث والدراسة والتدوين، وله الفضل في تنظيم هذه الموسوعة، وكتابة ومراجعة بعض موادها الفقهية.
 
وأوضح أن "مأمون"، واجه جماعة الإخوان المسلمين، وداعيتها الشهير سيد قطب، خاصة بعد إصدار كتابه "معالم في الطريق"، حيث رد عليه مفتي الديار -آنذاك- وقال: "المؤلف ينكر وجود أمة إسلامية منذ قرون كثيرة. ومعنى هذا أن عهود الإسلام الزاهرة، وأئمة الإسلام، وأعلام العلم في الدين، والتفسير، والحديث، والتفقه، وعموم الاجتهاد في آفاق العالم الإسلامي، معنى هذا: أنهم جميعـًا كانوا فى جاهلية، وليسوا من الإسلام في شيء، حتى يجيء إلى الدنيا سيد قطب. إن كلمة ولا حاكمية إلا لله، كلمة قالها الخوارج قديمـًا، وهى وسيلتهم إلى ما كان منهم فى عهد الإمام على، من تشقيق الجماعة الإسلامية، وتفريق الصفوف، وهى الكلمة التي قال عنها الإمام على: "إنها كلمة حق أريد بها باطل".
 
ولفت إلى أن المفتي الراحل وقف إلى جوار الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في أزمة اغتياله، وأصدر بيانا هاجم فيه الإخوان المسلمين، وفى ١٩ مايو ١٩٧٣م انتقل فضيلة الشيخ حسن مأمون إلى رحمة الله تعالى بعد حياة حافلة بجلائل الأعمال.