كتب – روماني صبري 
قال الكاتب والباحث إسلام بحيري، أن ثمة العديد من الفتاوى نسبت باطلا للدين الإسلامي لاسيما التي أمرت بكراهية الطوائف المختلفة، موضحا أن هذه التفسيرات والفتاوى لم تقتصر على كراهية غير المسلمين فقط ، بل امتدت لكراهية الشيعة رغم أنهم يؤمنون بالقران.
 
طالما سني اكره كل الطوائف حتى الشيعة
وأضاف "بحيري"، خلال تقديم برنامجه (البوصلة)، المذاع عبر فضائية "تن":" يعني طالما أنت مسلم سني بحسب فتاوى وتفسيرات الأئمة الأوائل وجب عليك كراهية الشيعة وكل الطوائف الأخرى." 
 
السنة .. الفرقة الوحيدة الناجية ! 
واستطرد :" مش بس كده التفسيرات دي بتلزم المسلم السني انه يعتنق فكر سني معين، ولو انحرف عنه ميبقاش مسلم حقيقي وخرج عن العقيدة، موضحا :" جاؤوا بأحاديث باطلة وضعيفة وبنوا عليها مذهب الكراهية ونسبوه للإسلام.. وحتى لو تعاملوا مع الأحاديث دي باعتبارها نصوص، فهي نصوص ملتبسة للغاية لأنهم انتزعوا منها المخاطب والمخاطب به وملكية النص، ورأوا أن الفرقة الوحيدة الناجية هي السنة." 
 
مشيرا :" يؤمن السلفيين أنهم من يمثلون العقيدة الإسلامية الصحيحة، ومن يخالفهم وقع في المحظور، مستندين إلى قول الرسول :" وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً ، قَالُوا : وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي." 
 
مضيفا :" يعني طول الوقت بنتشحن عشان نكرهه المختلفين عنا في العقيدة، ومواقع التواصل الاجتماعي بتعكس الحقيقة دي، كل طرف بيبث أفكاره وبيتعصب لها، فبقى فى فرق وكل فرقة بتقول أنها الناجية من النار." 
 
من يحاسب شيوخ الفضائيات ؟! 
وشدد "بحيري" على أن مصر شهدت منذ فترة ظاهرة شيوخ الفضائيات الذين يبثون الكراهية والعنف ضد الآخر عبر الشاشات، دون أن يحاسبهم أحد، ما دق ناقوس الخطر، مشيرا إلى أن بث الكراهية والتحريض على العنف أحد الركائز الأساسية لحث الشباب على الجهاد وتنفيذ العمليات الإرهابية.
 
وأوضح :" الكراهية في المجتمع ليست وليدة اللحظة وهذا ما تؤكده تفسيرات الأئمة الأوائل، لذلك اعتبارها حلت على المجتمع بفضل قوى شيطانية خطأ كبير، وثمة تقصير كبير من الحركات الإصلاحية في المجتمع والتي لطالما نادى أفرادها بالدولة المدنية التي تحفظ حقوق جميع أبناء الوطن، ولا تفرق بينهم، غير أباهين بالسبب الحقيقي للعنف وكراهية الأخر في المجتمع."
 
وتابع :" الإصلاح الحقيقي هيبدأ لما نفك كل الأمور القديمة ونشوف إيه اللي فيها تاريخي وأتحسب على الدين، ونقرر بجد إننا ننفض عن المجتمع خطر هذه التفسيرات، وكما يقول القول المأثور : الشيطان موجود في التفاصيل"، إذا عشان نطرد الشيطان  لازم نخش في دراسة التفاصيل دي بشكل علمي .
 
ابن تيمية وقتل الطوائف الأخرى 
واستشهد بحيري بإحدى أحاديث ابن تيمية التي تأمر المسلمين بكراهية و قتل الدروز رغم أنهم مسلمين :" هؤلاء الدرزية كفار باتفاق المسلمين، لا يحل أكل ذبائحهم ولا نكاح نسائهم، بل ولا يُقَرون بالجزية، فإنهم مرتدون عن دين الإسلام ليسوا مسلمين ولا يهوداً ولا نصارى، لا يقرون بوجوب الصلوات الخمس ولا وجوب صوم رمضان ووجوب الحج، ولا تحريم ما حرم الله ورسوله من الميتة والخمر وغيرهما وإن أظهروا الشهادتين مع هذه العقائد، فهم كفار باتفاق المسلمين، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً رحمه الله: رداً على نبذ لطوائف من الدروز:
 
كفر هؤلاء مما لا يختلف فيه المسلمون، بل من شك فى كفرهم فهو كافر مثلهم لا هم بمنزلة أهل الكتاب ولا المشركين، بل هم الكفرة الضالون، فلا يباح أكل طعامهم، وتسبى نساؤهم وتؤخذ أموالهم فإنهم زنادقة مرتدون لا تقبل توبتهم، بل يقتلون أينما ثقفوا ويلعنون كما وصفوا، ولا يجوز استخدامهم للحراسة والبوابة والحفاظ، ويجب قتل علمائهم وصلحائهم لئلا يُضلوا غيرهم، ويحرم النوم معهم فى بيوتهم ورفقتهم والمشى معهم وتشييع جنائزهم إذا علم موتها، ويحرم على ولاة أمور المسلمين إضاعة ما أمر الله من إقامة الحدود عليهم بأى شىء يراه المقيم لا المقام عليه." 
 
وعقب بحيري قائلا :" حتى العالم والصالح منهم أمر بقتله لمجرد انتمائه لطائفة أخرى غير السنة، عشان نعرف بس اللي مخلي المجتمع غير متسامح "