كتبت – أماني موسى
تناول د. مايكل راشد من كتاب أرض جديدة كيفية التعامل مع الألم النفسي، قائلاً: جميعنا يعلم أن الحياة ليست عادلة، ومن ثم مهما كان المرء مستقيم في حياته وتعاملاته إلا أن هذا لا يمنع أنه سيواجه عدد من التحديات والظروف والمشاكل، التي إن لم يتمكن من التعامل معها بمرونة وذكاء سيصاب بالألم النفسي الذي يسبب الكثير من المشاكل في حال تراكمه داخلنا دون البوح به أو علاجه.
 
وأضاف راشد في برنامجه "الزتونة" المقدم عبر شاشة اليوتيوب، سنوضح اليوم كيفية التعامل مع تراكمات الألم النفسي التي تركت آثارها في نفسيتنا منذ سنوات؟ كيف يتمكن المرء من علاجه النفس والروح من هذا الألم ونتائجه؟ كيف يمكن استغلال هذه المشاكل وإحالتها إلى أمر جيد؟
 
أوضح راشد أن كتاب "الأرض الجديدة" يتناول ظاهرة الألم النفسي وكيفية التعامل معه باستفاضة، والألم النفسي المصاحب للجسد حيث شبّه الألم النفسي داخل النفس البشرية مثل الطفيليات التي تعيش بداخل الجسد، وهذا الكائن الطفيلي نتج عن تراكم مشاعر بداخل الإنسان وتراكم تجربة مؤلمة لم يتم مواجهتها بالكامل وقبولها في اللحظة التي نشأت فيها.
 
وأردف أن الألم النفسي يعيش داخل الصورة الذاتية للمرء، وخاصة في الجزء الخاص بالمشاعر، كأن ترى نفسك شخص ناجح أو فاشل أو وحيد، وهنا تجد الشخص الذي يعاني من ألم نفسي، له ردود أفعال أكبر بكثير من الفعل الذي يتعرض له، "ردود أفعال مبالغ فيها"، كأن يقوم أحدهم بارتكاب فعل لا يروق لك، فتجد نفسك غاضب بشكل أكبر من اللازم، ثم تتكرر لديك صور من ذكريات مؤلمة من الماضي، وتعاني في ذلك الوقت من انسحاب طاقتك، بالإضافة إلى التفكير بصورة سلبية.
 
ثم تجد نفسك تعاني من صورة ذاتية مشوهة عنك، يليها أنك تقوم بتخريب علاقاتك القريبة، كعلاقتك بشريك حياتك أو أسرتك أو أبناءك.
 
وشدد راشد، إذا كنت تشعر بهذه الأعراض فأنت تعاني من الألم النفسي، موضحًا أن الألم النفسي له 3 مراحل وهم:
 
1- مرحلة المحفزات
حين تتعرض لموقف صعب أو سلبي بسيط لكن أثره في نفسك يكون عميق ومؤثر، ويكون الألم النفسي في هذه المرحلة بداخل الإنسان لكنه غير نشط، ويحدث لهذا الألم النفسي تنشيط من خلال محفزات عاطفية أو جسدية حين تحدث يتكرر لدى الشخص الإحساس بالألم النفسي.
 
وتابع، قد يكون هذا المحفز عاطفي كأن يقول لك أحدهم كلمة سلبية عنك، فتتذكر من خلالها إحساس ألم نفسي عشته في السابق بسبب هذه الكلمة، قد يكون هذا المحفز مناسبة مثل رأس السنة مثلا، قد يكون هذا المحفز رائحة حين تستنشقها تكرر بداخلك ألم سابق عشته.
 
2- مرحلة التغذية
حيث يتغذى هذا الألم على الألم الذي يعيشه الشخص، أو آلام المحيطين به.
 
3- مرحلة إنتاج مزيد من الألم
حيث يقوم عقلك بتضخيم الألم الذي تشعره ليصبح ألم كبير، كأن تشعر بالوحدة فيزيد عقلك في تماديه في الإحساس بالألم، فتشعر بالفشل، ثم السلبية ثم تخريب العلاقات، فيصبح الشخص كتلة من الألم النفسي.
 
وأوضح أن الحل للتخلص من الألم النفسي يكمن في معرفة أنك ليس الألم النفسي الذي تعانيه، فكثيرًا منا حين يقع في مشكلة الألم النفسي يتم تغذيته ببعض الأفكار ومع الوقت يشعر المرء بأن هذه الأفكار هي نفسه، فأنت ليس الألم النفسي الذي تشعره.
 
وأشار راشد إلى أن معرفة الإنسان بالمحفزات التي تثير في نفسه الألم النفسي يتمكن من تحديد ألمه النفسي، للتحكم به وللتحكم في الانفعالات التي نشعرها حين نقع تحت ضغط هذه المحفزات.
 
مشددًا على ضرورة أن يتواجد المرء في الحاضر فقط، وليس الاستغراق في الماضي أو المستقبل، الماضي لا وجود له، لا يساوي أي شيء، ومن ثم وجب التركيز في الحاضر واللحظة الحالية التي تعيشها فقط، فهي ما تملكه.
 
وأختتم راشد بالحل الثالث وهي اقتلاع الألم النفسي من جذوره عن طريق تقبل ألم الماضي والتعلم منه، وثق إن ما حدث لك بالماضي وأي ألم نفسي مررت به حدث بأفضل صورة وأفضل سيناريو.