عرض/ سامية عياد
عرف الألم طريقه الى العالم بسبب الخطية ، وقد عانى الرب يسوع نفسه الألم واحتمله من أجل خلاص البشرية ، ونحن علينا أن نقبل الألم مثله بفرح دون تذمر..
القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو فى مقاله "كيف نستفيد من الألم؟" أكد لنا أن الألم عرف طريقه للبشرية نتيجة سقوط أدم وحواء وخروجهم من الجنة فدخلت الخطية الى العالم بغواية الشيطان و أنتشر الألم والضيق والتعب فى العالم "ملعونة الأرض بسببك ، بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك وشوكا وحسكا تنبت لك" ، وقد قبل أبناء الله الألم وعرفوا كيف يستفيدون منه فى حياتهم دون تذمر لأنهم قد أمنوا أن "كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله" .
 
قبول الألم له فوائد كثيرة للإنسان ، منها تقوية الإيمان بالله والاتكال عليه ، التوبة والرجوع الى الله ، الابتعاد عن الخطية ، وتنقية النفس من الشوائب كما يعلمنا القديس بطرس الرسول "من تألم فى الجسد ، كف عن الخطية.." ، التطلع الى السماء فهى الراحة الحقيقية التى لا يوجد بها التعب والألم ولا تنهد ولا دموع ، كما أن الألم يؤدى الى التواضع وكسر كبرياء النفس كما يقول القديس مار إسحق السريانى "حقا يا الله أنك لا تكف عن تذليلنا بشتى التجارب والأحزان حتى نتضع" ، أيضا الإحساس بمحبة الله الكبيرة لنا التى جعلته يتحمل الألم على خشبة الصليب من أجلنا وهو ما يجعلنا نتحمل الألم والضيق من أجله أيضا .
 
يقول القديس أغسطينوس أن النفس البشرية لا تعود الى الله إلا إذا انتزعت من العالم من خلال الألم والتعب والضيق ، فلا تتذمر أيها الإنسان على الألم وتتهم الله بإنه ظالم ، فالله ليس السبب فى الألم بل أنت السبب فصلى من أجل احتماله بفرح ومحبة واجتيازه كما اجتازه مخلصنا الصالح من أجل راحتنا الأبدية ..