كتبت - أماني موسى
قال الفيلسوف د. مراد وهبة، أرى أن الحضارة الإنسانية نشأت بابتداع التكنيك الزراعي، لكي يخرج الإنسان البدائي من أزمة فقر طعام إلى فائض طعام، وذلك من خلال استخدام التكنيك الزراعي وتحويل الأرض من غير زراعية إلى أرض زراعية.

وأضاف في لقاءه مع الإعلامي عمرو عبد الحميد ببرنامج "نطق فكرًا" المقدم عبر شاشة TEN، من هنا بدأ انشغالي بالإبداع واعتبرت أن الإبداع هو أصل الحضارة الإنسانية، المسألة مرتبطة بالعقل الإنساني، وبما أن الفلسفة كلها تعتمد على العقل قررت أن أدرس الإبداع الذي هو من إفراز العقل في إطار الفلسفة، وهو أصلاً كان في إطار علم النفس.

وتابع، في عام 1950 قال رئيس الجمعية النفسية الأمريكية جاء الأوان أن ينشغل علماء النفس بالإبداع، وأنا أؤكد أن تعريف الإبداع يأتي من كونه تعريف حضاري له علاقة بالحضارة الإنسانية، فالإبداع هو قدرة العقل على تكوين علاقات جديدة متغيرة بحيث يمكن تغيير الوضع القائم في إطار وضع قادم يستدعى.

هناك بعض الأمراض العقلية تتميز بالإبداع
مشيرًا إلى أن تعريفات الإبداع كانت تركز على الجدة، لكني أركز على التغيير، فإبداع بدون تغيير يصبح إبداع مرضي، فهناك أمراض عقلية تتميز بالإبداع، خاصة مرض البارانويا، الذي يعتقد صاحبه في فكرة واحدة ثابتة يبرر لها بأساليب منطقية وحجج فلسفية.

الانشغال بالماضي هو قضاء على الإبداع
وأردف، أنا منشغل بالإبداع السوي وهو قدرة العقل على التغيير في إطار تكوين علاقات جديدة، والتفكير يدور باستمرار حول وجود وضع قائم يتأزم فنستدعي وضع قادم لإزالة الوضع القائم المأزوم، ومن ثم الانشغال بتكوين رؤى مستقبلية، أما إذا انشغلت دائمًا برؤية ماوضاوية فأنت تقضي على الإبداع، لا بد من الانشغال برؤى مستقبلية.

ومن هنا أًصبح فكرتي عن الزمان أنه مكوّن من 3 آنات، ماضي وحاضر ومستقبل، ودائمًا كان لدي سؤال هو الأولوية لمن؟ الرأي الشائع أن الأولوية للماضي، فدائمًا ما يقال اللي مالوش ماضي مالوش مستقبل وأنا أؤكد اليل مالوش مستقبل مالوش ماضي، والماضي بالأمس هو مستقبل اليوم فإذًا البداية تكون للمستقبل وليس للماضي، فعليك أن يكون لديك رؤية مستقبلية أما إذا استمريت برؤية ماوضاية فأنت تتخلف عن الحضارة.

وشدد بأن الرؤى المستقبلية تتكون حين يتأزم الوضع الحالي، فيتم البحث عن وضع قادم بديل.

وحول الكتاب المدرسي، أوضح د. مراد وهبة أنه طالب بتأليفه في إطار الإبداع، من خلال عرض أي علم في إطار تاريخه، موضحًا بمثال: حين تؤلف كتاب في مادة الكيمياء تقوم بسرد القوانين وتطالب الطالب أن يقوم بحفظها جميعها، وهذا خطأ، فلابد أن تربي الطالب على رؤية كيف أبدع العالم في وضع نظريته العلمية، لتجعله يرى كيف أن هذا العالم من خلال أنه فكر بطريقة إبداعية تمكن من حل أزمة ما في عصره، ومن ثم يمكن للطالب تذوق العلم، وهنا سيكون الطالب ليس في حاجة إلى الحفظ، بل أنه استوعب المعلومة وعرف قصة مشوقة تساعده على إطلاق الإبداع، فبدلاً من أن تخبره بقانون الجاذبية أخبره كيف أبدع نيوتن في وضع هذا القانون في عصره، وما الصعوبات التي واجهها ليصل إلى هذه النظرية، لكن التعليم بنظامه الحالي يقتل الإبداع.

وزير التعليم الحالي يبذل مجهود لتنمية الفكر الإبداعي بديلاً عن الحفظ
وشدد بأن وزير التعليم الحالي يبذل مجهود لتنمية الفكر الإبداعي بديلاً عن الحفظ الذي استمر لسنوات في التعليم، وبأنه يواجه بعض العوائق والتحديات لصعوبة أن يتقبل الناس التغيير بسهولة.

تغيير ذهنية الطالب
موضحًا ضرورة التفرقة بين التفكير ومهارات التفكير، وأن فصل المهارات عن التفكير الإبداعي هو أمر غير مُجدي، لا بد أن تكون المهارات في إطار التفكير الإبداعي، ومن ثم يجب التركيز على تغيير ذهنية الطالب، من ذهنية غير مبدعة إلى ذهنية مبدعة.

إذا توقف الإبداع انتهت الحضارة
وأردف، الإنسان حيوان مبدع، والإبداع هو أصل وجود الحضارة، فإذا توقف الإبداع انتهت الحضارة.

وعن أوائل الثانوية العامة ووصفهم بـ الأذكياء، قال د. مراد وهبة: لا لا دة وهم، وبأنه لا يوجد شخص ذكي وآخر غبي، لكن

ذكاء أوائل الثانوية العامة دة وهم
يوجد شخص مبدع، والطفل منذ نشأته مبدع لأنه يبدأ بعمل علاقات جديدة مع عالم غريب عنه تمامًا، وممارساتنا تجاه أطفالنا تقتل إبداعهم بمنعهم من أن يكونوا مختلفين أو يسألوا عن أمور لا يعرفوها قائلين: لا السؤال دة عيب مثلا، وأكد أننا نقتل الإبداع حين نأمر الطفل بعد السؤال عن أمور من التراث.