د. مينا ملاك عازر
تين في السعودية عدوة إيران حليفة روسيا المتعاونة والحامية لنظام بشار الأسد والمتعاونة مع أردوغان المُجتاح الأراضي السورية لضرب الأكراد أعداء روسيا، القدامى أصدقائها في نفس الخندق مع الجيش السوري الذي تقدم لنجدتهم.
 
بوتين في السعودية يوقع اتفاقات تقترب من العشرين اتفاقية للتعاون مع السعودية التي كبدته في وقت ما مليارات الدولارات خسائر وقت صراعه في أوكرانيا، وقت ضمه لشبه جزيرة القرم، حينها كانت السعودية متحالفة مع أمريكا لتكبيد الروس الكثير من الخسائر، ولأن الروس لم يأبهوا، وعبروا من الأزمة مرور الكرام بأقل خسائر، والآن جاء وقت التعويض، وقبض ثمن خطأ السعودية، فالسعودية التي تكره أردوغان، وكانت تكره الأسد، يدفعها الروس ثمن كرههم السابق للأسد، والأهم ثمن الخسائر التي تكبدتها لهم وقت خفضها لسعر النفط، حينها كانت السعودية أيضاً تعاند طهران، والآن والوضع وصل بين الرياض وطهران لحد التراشق الصاروخي، فهؤلاء يقصفون معامل تكرير البترول في السعودية والأخيرة تقصف ناقلة نفط في البحر الأحمر قبالة جدة، بوتين يجد نفسه مضطر لأن يقفز لبؤرة الصراع ليستفيد وليقبض ثمن قضائه على أردوغان الذي تجاوز في حق الحليف السورى الدائم والأهم الأسد، إيران تعرف جيداً أن الأتراك أخطأوا وأنهم وضعوا قدمهم في الفخ الروسي، والأمريكان أمامهم أحد احتمالين، توريط أردوغان للنهاية فيدفعونه الثمن، وينفذون فيه ما رموا لتحقيقه من خلال الانقلاب الفاشل الذي دعموه في وقتها، ولم ينجح في الإطاحة بأردوغان، أقصد هنا بالأحرى الأمريكان، أما الاحتمال الثاني أنهم يتركونه ينفذ عملية محدودة ثم يردوه على أعقابه بعد أن يكون قد نفذ حلمه في تحرير رجاله الدواعش الذين دفع بهم لمنطقة العمليات، ولم يفلح في حمايتهم من روسيا، ولما حاول وأسقط طائرة روسيا دفع الثمن غالياً حتى أنه كاد يفقد كرسيه لولا أن روسيا أنقذته في وقت تخلى عنه الغرب كله ورفض استقبال طائرته الهاربة من تركيا ومن الانقلابيين.
 
بوتين في المنطقة، يلعب ويجني ثمار سياسات ثابتة مثمرة، عرف كيف ينقذ الأسد ويبقيه لاعب في المنقطة، ويعيده لجامعة الدول العربية التي طلب اعضاؤها عودة سوريا وتفعيل عضويتها عدا عضوين محميين من الأتراك قطر والصومال ، وفي نفس الوقت الرياض وطهران سيجلسان معاً برعايته أو على الأقل سيقلعا عن العمليات الصبيانية هذه، والأهم مصر وأثيوبيا سيتفاهما في سوتشي، بوتين يبدو أنه يحلم بجائزة نوبل للسلام، ولكنه سلام مثمر لبلاده لا جدال.
 
لمختصر المفيد السياسة الروسية هي الأقوى، والأكثر نجاح إلى هذه اللحظة، هل يكون للأمريكيين وحلفائهم الغربيين رأي آخر.