سليمان شفيق
لست ادري لماذا يحاول البعض من الاكليروس او من المدنيين الهروب من الشعور بالذنب من هذة المذبحة ، وخاصة وان الامر لم يعد يهم احد الان من دوائر الاهتمام الا النذر القليل ، بالتأكيد نحن نقف مع وطننا ، ونجل قواتنا المسلحة المجيدة ، والحكم والرئيس ، ولكن 

ستظل مذبحة ماسبيرو وشمًا على جبين الوطن لن يمحوه إلا تطبيق العدالة، وفتح تحقيق شفاف ومحايد، واعتذار ممن تسببوا فى هذه المذبحة، خاصة قائد الشرطة العسكرية حينذاك، وإقامة نصب تذكارى حتى لا يتكرر ما حدث.    المذبحة بثت على الهواء:  لسنا فى معرض مذبحة سرية أو اتهام الإرهابيين الإخوان بها لمحو العار الذى يلتصق بالقتلة، عار أفراد وليس القوات المسلحة المجيدة، ولن يضر قواتنا المسلحة كشف هؤلاء بل التستر على المذبحة، لأن المصالحة الحقيقية يجب أن تكون بتطبيق العدالة الانتقالية، فى ذكرى المذبحة التى راح ضحيتها (27) شهيدًا ما بين دهس من مركبات الجيش، أو إطلاق
نار فى قتل عمد، نعيد قراءة ما نص تقرير لجنة تقصى الحقائق الرسمية:    (12) شهيد من دهس مركبات الجيش:  (على الجانب المواجه لمبنى ماسبيرو وبمحاذاة النيل فى اتجاة التحرير، كانت هناك أربع عربات جيب وخلفها ثلاث مركبات مدرعة ومركبتين مدرعتين من حاملات الجنود تقف جميعًا ملاصقة للرصيف فى نفس الاتجاه، بدأت المركبات المدرعة فى التحرك بعد دقائق قليلة من بداية استخدام الشرطة العسكرية للقوة لتفريق المتظاهرين

ومنعهم من التقدم للمنطقة المحيطة بمبنى ماسبيرو، وهو نفس المنهج المستخدم لفض تظاهرة مساء الثلاثاء 4 أكتوبر. فتحركت ثلاث مركبات مدرعة، الواحدة تلو الأخرى، بشكل متلاحق وسريع فى شارع كورنيش النيل فى اتجاه كوبرى أكتوبر، ثم تبع ذلك تحرك مركبتين مدرعتين فى نفس الاتجاه لكوبرى أكتوبر. وكانت حركة المدرعتين الأولى والثانية بين المتظاهرين بالغة السرعة ودائرية، فغيرت خط سيرها من الاتجاه صوب كوبرى أكتوبر إلى الاتجاه المعاكس صوب ماسبيرو. ونتيجة للسرعة الشديدة التى كانت تسير بها المدرعتان الأولى والثانية، قامتا بدهس عدد من المتظاهرين، ليسقط 12 من

القتلى، بالإضافة إلى حوالى خمسة من الجرحى بإصابات بالغة، وفقًا للبيانات المتوفرة حتى تاريخ التقرير، وكل ذلك ثابت بموجب شهادات موثقة وتسجيلات حية لوقائع الدهس.    وقد حصلت لجنة تقصى الحقائق على شهادة حية من أحد المصابين الذى فقد أخيه نتيجة الدهس من إحدى المركبات المدرعة. وقد أنقذت العناية الإلهية الشاهد من الموت، إلا أن نفس المركبة المدرعة دهست قدمه اليمنى كما ألحقت به إصابات بالغة. وروى فى شهادته أنه بعد إصابته فى تلك الأحداث تم إلقاؤه فى مدخل إحدى العمارات المجاورة لمبنى ماسبيرو، فوق ما يقرب من أربع إلى خمس جثامين، حيث أعتقد من

قام بنقله أنه قد فارق الحياة.. وقد ورد للجنة العديد من الشهادات التى تؤكد أن هذه الجثامين لعدد من ضحايا الدهس وإطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين. وكان قد تم نقلهم إلى مدخل العمارة التى يقع بها مقر قناة 25يناير. وكان المتظاهرون قد قاموا بنقل الجثامين التى تم دهسها إلى مداخل البنايات المقابلة للكورنيش فى ظل حالة من الذهول الشديد إثر بشاعة المشهد، فى حين تأخرت سيارات الإسعاف فى إخلاء الجثامين والمصابين نتيجة الدهس من مكان الأحداث، حسبما ورد فى أقوال الشهود.    ووفق ما صرح الدكتور ماجد لويس «مدير عام بمصلحة الطب الشرعى» فى مداخلة هاتفية: «أنه لم ير فى حياته قط جثثًا فى حالة سيئة بهذا الشكل من قبل، مضيفًا: إنها تفوق فى القسوة جثث ضحايا الحرب وبأنها تفوق مأساة جثث ضحايا

مذبحة الأقصر فى عام 1997».    واختتم تصريحاته: «الجثث مهروسة والعضم مطحون، وبها الكثير من الكسور وتهتك فى الأحشاء، وأخرى كان سبب الوفاة فيها إطلاق عيار نارى».    لنتذكرهم وندعوا لهم بالرحمة:  أسامة فتحى، أمين فؤاد أمين، أيمن صابر بشاى، أمين نصيف وهبى، جمال فايق ونيس، جرجس راوى راجى، سامح جرجس فكرى، رومانى مكارى جرجس، شنودة نصحى عطية، هادى فؤاد عطية، وائل ميخائيل خليل، ميخائيل توفيق جندى، شحات ثابت معوض، صبحى جمال نظيم، عيسى إبراهيم رزق، فارس رزق أيوب، مايكل مسعد جرجس، مجدى عبدة رزق، مجلى منير مجلى، مسعد مهنى مسعد، مينا إبراهيم دنيال، نصيف راجى نصيف.  ولن ننسى حتى تطبيق العدالة.

نثق في قواتنا المسلحة ونثق في صناع الضمير ولكن مذبحة ماسبيرو ستظل وشما علي جبين الوطن انتظارا للعدالة.