لا يسعى الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" إلى شئ ما، الإ وكان ورائه هدف، فهو دائمًا ما يستخدم قانون" المصلحة فوق الجميع"، واهتمام ترامب الملحوظ بسوريا لا يأتي من فراغ، فهناك الكثير من المصالح التي يسعى الرئيس الأمريكي لتحقيقها من خلال دعمه للأكراد في سوريا، ومحاولة وقف عدوان تركيا على حلب.

أحب النفط وجنودنا يحرسون حقوله في سوريا
"النفط السوري" أحد أبرز أهداف الرئيس الأمريكي"دونالد ترامب" والتي يضعه عينه صوبها في سوريا، وظهر ذلك جلياً عقب إعلان "ترامب" عن رغبته في عودة الجنود الأمريكيين الموجودين في سوريا إلى ديارهم، مؤكدا أن قوات بلاده قامت بتأمين حقول النفط بشمال شرقي سوريا.

وأضاف ترامب، في تصريحات صحفية له، من البيت الأبيض قبيل توجهه إلى ولاية ميسيسيبي: "ليراقب الحدود التركية السورية آخرون غير جنودنا.. لقد قمنا بتأمين حقول النفط، فأنا أحب النفط.. ونحن نتعاون مع الأكراد.. كما نعمل مع تركيا ومع العديد من الدول الأخرى".

وأكد ترامب أن "الاتفاق الذي وقعه مؤخرا بخصوص سوريا يطبق بشكل جيد للغاية".

وفي 9 أكتوبر الماضي، أطلقت تركيا عملية عسكرية بمشاركة فصائل سورية مسلحة موالية لأنقرة تحت مسمى "نبع السلام" في شمال شرقي سوريا لتطهيرها من "التنظيمات الإرهابية"، وأعلن حينها ترامب بدء سحب قواته من تلك المناطق، إلا أنه عاد وأعلن مؤخرا أنه سيبقى جزءا من قواته بالقرب من حقول النفط هناك لحمايتها من سيطرة "داعش".

وفي 17 من الشهر نفسه، علق الجيش التركي عمليته العسكرية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب "المقاتلين الأكراد" من المنطقة، وأعقب ذلك اتفاق روسي- تركي في سوتشي يوم 22 من الشهر ذاته.

تحجيم الأسد
لم يكن نفط "سوريا" فقط هو المصلحة الوحيدة التي يرغب ترامب في الحصول عليها، بل فكرة" تحجيم وخضوع بشار الأسد له" أيضاً كانت من بين تطلعاته.

وترامب أشار إلى هذا الأمر بنفسه عام 2018، عندما أمر بالضربة العسكرية على المطار الذي شنت منه الطائرات القصف الكيماوي على خان شيخون في حمص.

وقال الرئيس الأمريكي في كلمة له بعد تنفيذ الضربات: "أدعو الأمم المتحضرة للسعي لإنهاء الذبح وسفك الدماء في سوريا".

 وأكد ترامب حينها أن الضربات على سوريا تصب في "مصلحة الأمن القومي" للولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أنه لا يجب أن يكون هناك جدل حول استخدام سوريا لأسلحة كيماوية محظورة، مشيراً إلى أنه فشلت محاولات سابقة استمرت لسنوات لتغيير سلوك الأسد، مضيفا " أميركا انتصرت للعدالة".

مكافحة داعش والتصدي لنفوذ إيران
ومن أبرز المصالح الأمريكية في سوريا، مكافحة تنظيم داعش الذي لا يزال يحتفظ بقدرة على إلحاق الأذى رغم سقوط "خلافته"، وحماية المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم تركيا "إرهابيين"، والتصدي لتوسع النفوذ الإيراني.

ولكن في الاجتماع الذي شهد توترا مع كبار مستشاريه، اشتكى ترامب مطولا من مقدار الأموال الأمريكية التي تُصرف في المنطقة، قائلا إنها "لم تنتج شيئا للولايات المتحدة في المقابل"، وتساءل ترامب: "لماذا لم تتدخل بلدان أخرى في المنطقة، خاصة دول الخليج الغنية؟".