خالد منتصر
إلى كل المتغزلين في جمال اللبنانيات في المظاهرات الأخيرة ، أوافقكم على جمال البنت اللبنانية لكن البنت المصرية هي أيضاً جميلة والدليل تلك الصور المرفقة من مدرجات الدورة الافريقية حين أحست بناتنا بالأمان وبأن الجمال ليس جريمة وظهوره والفخر به وإبرازه ليس دعوة للدعارة والعهر كما يروج ذكور هذا الزمن الردئ ،المقارنة ظالمة ليس لأن بنتنا قبيحة ولكن لأن مجتمعنا قبيح ، فالجمال ثقة ومجتمعنا نزع منها تلك الثقة وجعلها تمشي خائفة مذعورة من ضباع الشارع، الجمال إرادة وأنتم قد سلبتم من البنت المصرية إرادتها ، الجمال صناعة وتشكيل وموهبة وحرفنة وفن ونحن قد أممنا تلك الصناعة وعطلنا كل مولدات الطاقة فيها !، غريزة الإستحسان الإجتماعي مثلها مثل الشرب والأكل والحرمان منها وكبتها مرض وإنحراف وخلل ، جميعنا يسعد بأن يقال عنه جميل وشيك ..الخ، لكننا في مجتمعنا حولنا الجمال إلى سبه ، وكلمات الإستحسان الإجتماعي جعلناها قاموس سفالة وسباب وإنحطاط وتحرش وقذارة ، إقتحام من عيون متلصصة وضيعة ، الجمال إهتمام ، لكنكم زيفتم وعي البنت المصرية بأن إهمالها وعدم إهتمامها بنفسها وبجسدها وشياكتها هو طريقها إلى الفردوس ، وكأنها كلما إزدادت دمامة إقتربت من الجنة !!،

فتعبئ نفسها في شوال أسود وتترك جسدها نهباً للبدانة لأن الكتالوج الإيماني يتطلب ذلك ،ولاتتعطر لكي لاتتهم بالزنا ،ولاتتنمص ( تنتف الحواجب ) لكي لاتصبح ملعونة، وتخفي الشعر وتكتمه وتكمكمه ولاتصففه لأن السماء مشغولة بخصلاته وتراقب هفهفاته!!!!،

أنتم أيها الذكور من خلقتم تلك المنظومة العفنة ، منظومة كبت المرأة ومطاردة كل مظاهر الجمال والتربص بأي ملمح من ملامح الشياكة والرقي ، أنتم أيها الذكور من صنعتم القبح و القباحة، وتطلبون الآن بعد أن زرعتم الصبار تذوق ثمار التفاح ، الذكر منكم بكرش متدلي وقبح متجلي ويسخر من رفيقة حياته حالماً ب مارلين مونرو!!، هل حطمت مرايات بيتك أيها الذكر الفحل العنتيل حتى لاترى نفسك وملامحك فيها قبل أن تمارس القمع والفاشية والتريقه وتكتشف مناطق الجمال في المرأة وتنميها وتحميها وتصبح رجلاً بجد مثل الرجل الذي يحمي البنت اللبنانية في المظاهرات ولايتحرش بها ، ياريت تكبر كادر الصور التي تشيرها وترى أن الشاب هناك غير مشغول بجسدها ولكنه مشغول بفكرها وحماسها وتطلعها للمستقبل، كونوا رجالاً لاذكوراً ، يكفينا خجلاً وعاراً أن الشوارع في أعيادنا الدينية تتحول إلى أكبر ساحات تحرش في العالم!!،

لاتحبسوا البنات في قمقم فولاذي وبكابورت إجتماعي وتطلبون منهم التحليق بأجنحة الفراشات الملونة ، نحن نمارس معهن ختان الروح قبل ختان الجسد ، نحن نقتلهن في كل لحظة بإسم الستر ،ونتعامل معهن في كل دقيقة على أنهن لحم مستباح ، كيف تريد أن ترى جمالاً في الشارع المصري وكبار رجال دينك يزرعون في دماغك أنها بهذا الجمال تتنازل عن نفسها وتسقط رخصتها وتصبح مستباحة لحضرتك حلالاً بلالاً بالهنا والشفا على سيادتك أيها الشهريار المبجل ؟!، كيف تريد أن ترى جمالاً وهناك من مازال يروج لاغتصاب السبايا بحجة أن لهن احتياجات جنسية لابد من تلبيتها؟!، كيف تريد أن ترى جمالاً وأنت في داخلك دمامة روح وتدني أخلاق تكفي المجرة كلها ، قبل أن تسأل لماذا فقدت البنت جمالها إسأل نفسك لماذا فقدت إحساسك ورقيك وتحضرك وإنسانيتك أيها الذكر ؟!.