لم يتبقَّ من محتوياتها سوى أيقونتين للبابا «كيرلس» والشهيد «مارمينا»، وكأن النار أبت أن تلتهمهما مثلما التهمت كافة أروقة المبنى الملحق بكنيسة «مارجرجس» بالمنصورة، التى تحولت إلى أطلال يبكيها الشباب بعد الدمار الذى لحق بها، وسط حماس بشأن إعادة البناء ليعود المبنى الكنسى إلى استقبال المصلين مرة أخرى.

القمص "أفريم": نقيم فيها القداسات منذ 2003 وننتظر قرار إعادة ترميمها
القمص «أفريم يوسف عجايبى»، كاهن كنيسة مارجرجس بالمنصورة، الملحق بها كنيسة مارمينا والبابا كيرلس، قال إن الحريق أتى على كافة محتويات المبنى، نظراً لأن جدرانه كانت من الخشب: «المكان المحترق كان كنيسة نقيم فيها القداسات من سنة 2003 حتى يومنا هذا، والأوراق وصور القداسات أودعناها لدى جهات الدولة المختصة لتوفيق أوضاعها ككنيسة ملحق بها قاعة خدمات تسع 450 شخصاً، والحريق دمر أوانى مقدسة بعضها من الذهب والفضة، وكتباً أثرية بعضها يعود تاريخه إلى سنة 1800 وما قبلها، بالإضافة للأيقونات، وكل واحدة يصل سعرها إلى أكثر من 20 ألف جنيه كل واحدة حسب أقدميتها، وكان عددها 25 أيقونة، فضلاً عن الكتب المكتوبة باللغة القبطية التى تشرح تاريخ الكنيسة'> الكنيسة والصلوات وغيرها، وخلال نصف ساعة دمر الحريق كل شىء، والإطفاء والدفاع المدنى ورجال الأمن أدوا واجبهم».

وأضاف: «أقل ترضية لشبابنا ولشعبنا المجروح هو ترميم المبنى، وأرجو من السلطات التنفيذية والتشريعية أن تراعى ذلك، بإصدار تصريح بناء بالخرسانة، سواء لنا أو لغيرنا من الكنائس الخشبية لضمان عدم حدوث فتنة، فالمبنى جرى بناؤه منذ عام 2003، وأرسلنا جميع الأوراق إلى لجنة توفيق أوضاع الكنائس، وكان عليها الدور فى الاعتماد». وأشار إلى أن الشباب ساعدوا فى إزالة آثار الحريق، وقاموا بدور إيجابى، خاصة أننا نحتفل نهاية هذا الشهر بعيد تدشين الكنيسة'> الكنيسة».

وعن كيفية حدوث الواقعة أوضح أنه سمع صوت طالبات مدرسة «فريدة حسان»، المجاورة للكنيسة، وهن يصرخن: «حريق.. حريق»، فهرول إلى المنطقة المجاورة للسوق، ليجد تجمعات من البشر حول أمن الكنيسة'> الكنيسة الذى أبلغ الأجهزة الأمنية: «شعب الكنيسة'> الكنيسة كله تجمّع للمساعدة، حتى الأطفال ساهموا فى الإطفاء».

"حكيم": الخسائر خمسة ملايين جنيه
«ماهر زغلول حكيم»، ناظر كنيسة مارجرجس بالمنصورة، قال: «كنت فى الكنيسة'> الكنيسة منذ السادسة صباحاً لوجود قداس، وباشرت أعمالى الإدارية حتى الساعة 11 وربع وقت بداية الحريق الذى التهم السقف، وبعد ذلك نزلت النار إلى داخل المبنى حتى تساوى بالأرض، والتلفيات تقدر بحوالى 5 ملايين جنيه، ولا نبحث عن القيمة المادية بقدر القيمة الروحية للكنيسة، لأننا تربينا فيها، وصلينا فيها، ونقف فيها أمام ربنا، ونشعر فيها بالأمان، ورأيناه وهى تحترق أمام أعيننا وكنا تعبانين جداً، والتعب الجسمانى لا يوازى التعب الروحى الذى كنا نشعر به».

«مينا توفيق»، أحد الشباب، أكد أنه تربى فى كنيسة مارجرجس، منذ أن كان عمره 10 سنوات، لافتاً إلى أن مشهد احتراق الكنيسة'> الكنيسة كان بمثابة الصدمة، ودفعه إلى مساعدة قوات الحماية المدنية فى الإطفاء ومحاولة إنقاذ ما أمكن إنقاذه: «كنا نريد أن ننقذ أى شىء، وكنا نحاول إطفاء النيران بالرمال.. كان منظراً صعباً أن نرى المبنى كله يتساوى بالأرض من كنيسة، وقاعة معمودية ومكتبة أثرية وقاعات المناسبات».

وأضاف أن ارتباطه بالكنيسة كبير، لأنها تضم مدارس الأحد للأولاد من عمر حضانة حتى الصف الخامس الابتدائى، وللبنات يوم الخميس، والجمعة يكون فيها إعدادى وثانوى، ولذلك كان الجميع يحاول أن يساعد فى الإطفاء.