هناك لجنة تأسست قبل عامين على يد الباحث الفني وليد الدشطوطي اسمها لجنة تخليد ذكري يوسف وهبي وقد كرست نشاطها وأخذت على عاتقها التوثيق لسيرة ومسيرة عميد المسرح العربي وأيضا إحياء ذكراه في كل عام في هذا اليوم وفي هذه الذكري وفي هذه المناسبة تقيم معرضا للصور النادرة والوثائق وتعرض لبعض من الفقرات الحوارية والسينمائية والمسرحية ومن أوجه التوثيق التي حققتها اللجنة أن تاريخ ميلاد عميد المسرح العربى يوسف وهبى موضع خلاف حول ما إذا كان ولد في ١٨٩٨ أو ١٩٠١، غير أن يوم ١٤ يوليو ١٨٩٨ يظل الأرجح وأنه ولد في الفيوم.

وكان والده عبدالله باشا وهبى يعمل مفتشاً للرى بالفيوم، وهو الذي حفر ترعة عبدالله وهبى هناك، وأنشأ مسجداً يحمل اسمه. تلقى يوسف تعليمه الأولىّ بكُتّاب العسيلى بالفيوم، ثم التحق بالمدرسة السعيدية، وجذبه التمثيل إثر مشاهدته عرضاً لفرقة سليم القرداحى، وبدأ يمارس هوايته بإلقاء المونولوجات هو وحسن فائق بالنادى الأهلى، ثم عمل بسيرك الحاج سليمان ليصير أحد «المشخصاتية» الذين لم يكن معترفاً بشهادتهم أمام المحاكم، وعلم والده وطرده من البيت، ثم قرر إيفاده لإيطاليا لدراسة الزراعة وأقنعه صديقه المخرج محمد كريم بأنها فرصة لدراسة التمثيل، فدرس التمثيل على يد الفنان الإيطالى كيانتونى، وعاد لمصر في ١٩٢١بعد وفاة والده، وبعد حصوله على حصته في الميراث (عشرة آلاف جنيه ذهبية) كوَّن فرقة رمسيس، وقرر أن يقدم مسرحاً مختلفاً لما يقدمه الريحانى والكسار، وكان أول عرض لفرقته في ١٩٢٣هو «المجنون»

ووفقا لشهادة المهندس محمد يوسف وهبى ابن شقيق عميد المسرح، فإن يوسف وهبى كان ثانى فنان في العالم يقدم شخصية راسبوتين كما حظى بجائزة من بابا الفاتيكان لتقديمه مسرحية «كرسى الاعتراف» في إيطاليا باللغة الإيطالية وأن وهبى بدأ مسيرته السينمائية متأخراً بسبب الحملة التي أثيرت ضده بسبب ما قيل عن قبوله القيام بدور النبى محمد في فيلم لشركة ماركوس الألمانية بالاشتراك مع الحكومة التركية وكان الممثل والمخرج التركي قد عرض عليه القيام بدور النبي محمد بدعم من رئيس تركيا ذاته كان ذلك في عام 1926 وقبل يوسف وهبي العرض وما أن نشر الخبر حتي ثارت ضده الزوابع من صوب وحدب وهاجمه رجال الدين وبلغت الأزمة ذروتها بتهديد الملك فؤاد له بسحب الجنسية منه ورد يوسف وهبي على الاتهامات التي وجهت إليه في صحيفة الأهرام.

وقال إنه لم يكن ليقبل بأداء دور في عمل فيه ضرر للإسلام وعدل عن الفكرة وفى ١٩٣٠ وبالتعاون مع محمد كريم أنشأ شركة سينمائية باسم رمسيس فيلم التي بدأت أعمالها بفيلم «زينب»ثم «أولاد الذوات» وتتابعت أفلامه وصولا لفيلم «غرام وانتقام» في ١٩٤٤وحصل على لقب البكوية من الملك فاروق بسبب إحدى أغانى الفيلم التي مجدت العائلة المالكة، ويذكر أيضا أنه أعاد اكتشاف فاتن حمامة وهى في الثانوية بعد ظهورها طفلة في فيلم «يوم سعيد» بسنوات، وقد اصطحبها له (محمد يوسف وهبى) نزولا على رغبة أبيها وظهرت في فيلم «ملاك الرحمة» إلى أن توفى «زي النهارده» في ١٧ أكتوبر ١٩٨٢.