د. نجيب جبرائيل
مما لا شك فيه أن الأنظمة التى لا تعتمد الديمقراطية منهجا لها أو ان يخشى الحاكم الديمقراطية .
 
هى أنظمة هشة حتما سوف تسقط وأن طال بها الزمن وتكون مثل النار تحت الرماد . وقد لا يعلم الحاكم أن الشعوب مهما طال انتظارها فهى صانعة الديمقراطية لأن كلمة الديمقراطية تعنى حكم الشعب لنفسه .
 
أى ان الشعب هو الذى يختار الحاكم من بين مواطنيه وعلى الحاكم ان يلتزم بهذا العقد الذى بينة وبين الشعب . 
 
وقد يظن الحكام ان استمرارهم  فى السلطة هو بوضع قيود على الحريات او تكميم الأفواه او غلق الصحف او توجيه الإعلام وهذا فكر خاطئ لان أيضا ان الحاكم الذى اتى من الشعب لابد الان يسمع لكلمة الشعب وسماع كلمة الشعب عبر اليات التعبير عن الرأى والحريات فالحريات هى التى تحمى وتصون الديمقراطية وليعلم الحاكم ان متنفس الشعب هو التعبير عن رأية وليس خنق رأية او تقييد حريته وبطبيعة الحال لا تقوم الحرية أيضا والتعبير عن الرأى الا من خلال آليات القانون وما رسمه الدستور .
 
فالديمقراطية تسبح فى بحر الحريات وليس فى بحر الظلمات والديمقراطية هي التي تحمى الحاكم ولا يكون حماية الحاكم الا بوجود 
معارضة فالمعارضة هى المرآة العاكسة لشوائب الحكم والحاكم ومنها يستفيد الحاكم ويصلح ما يكون قد أخطأ فيه والديمقراطية أيضا هى النافذة التي يستنشق فيها المواطن هوائه وأيضا الحاكم الديمقراطي بما تحمله من أغلبية ومعارضة فهى النبراس المضئ للحاكم ويجب من يكون في سدة الحكم بجوار الحاكم أو الرئيس ممن يؤمنون بالديمقراطية والتعددية وليس بالرأي الأوحد ربما مشغوليات الحاكم قد لا تريه حقيقة مطالب الشعب من خلال الرأي والرأي الأخر وبذلك يكون من يختارهم الحاكم ليكونوا مستشارون له لابد أيضا ان يكونوا المرأة التى تعكس مطالب الشعب الديمقراطية الحقيقية أيضا لابد ان يؤمن المواطن فى حريته فى إبداء رأيه وإعلان حقوقه حتى اذا كان بالمخالفة للحاكم طالما فى نطاق القانون ولابد من توفير ضمانات حقيقية لإبداء الرأي والديمقراطية هى التى تساعد الحاكم وتؤمنة ايضا فى اتخاذ القرار حتى القرارات الصعبة سواء السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية .   
 
والديمقراطية أيضا تعنى المشاركة وتعنى أيضا المساعدة فى دعم مؤسسات الدولة وتعنى أيضا ان من يؤمن رأيه وتحترم حريته لابد حتما ان يكون هو العين الساهرة على أمن وطنه القومي .
والديمقراطية تعنى أعطاء الثقة للمواطن ولا يكون هناك خوفا يطارده او يطارد أولادة .   
الديمقراطية تعنى ايضا ان الشعب بأرائة المختلفة سواء المؤيدة او المعارضة من خلال ذلك تعطى الثقة للحاكم او الرئيس لان كل شئ أصبح مكشوف.
الديمقراطية أيضا تعنى إمكانية العدول عن قرار أو مشروع او إيضاح ملابساته أو فك غموضه طالما كان هذا هو رأى الشعب حتى لو كانت من الأقلية . 
والديمقراطية تعنى أيضا المواطنة والمساواة فى الحقوق والواجبات .
والديمقراطية أيضا تعنى ان يأمن المواطن على نفسه اليوم وغد لان أنياب الديمقراطية ليست للهدم أو التخريب وإنما للبناء وكشف السلبيات والبناء على المقومات الصحيحة .
 
الديمقراطية هى حياة الشعوب وهى كالماء والهواء ومثل السمك فى الماء ان خرج يموت ولكن الديمقراطية يمكن ان تمرض بين الشعوب لكن لا يمكن ولن تموت أبدا .
 
حفظ الله بلادنا مصر رئيسها وجيشها وشعب