د.ماجد عزت إسرائيل 

   الكتاب المقدس هو أول المصادر وأهمها بل الميزان الدقيق الذي توزن به باقي مصادر القوانين، ويشمل العهدين: القديم ويتكون من(46) سفرا يرجع تاريخها إلى(3500) عاماً مضت هي أسفار التوارة، وأسفار تاريخية، وأسفار شعرية، وأسفار نبوية (الأنبياء الكبار– الأنبياء الصغار). وأما العـهد الجديد، فعدد أسفاره (27) سفراً وبيانها كالآتي:
 
أولاً: الأناجيل الأربعة للقديس متى، ومرقس،ولوقا، ويوحنا،

ثانياً:سفر تاريخي أعمال الرسل.
 
ثالثاً:الرسائل والتى تعرف برسائل بوليس الرسول، والرسائل الجامعة.
 
رابعاً: سفر نبوي وهو سفر الرؤيا. والحقيقية التاريخية أن الكتاب المقدس،هو كلمة الله الحيّة لكل جيل،حيث يخبرنا أن الله اختارَ له شعبًا كهنوتيًا وأمّة مقدسة،كما ذكر بالكتاب المقدس قائلاً:" وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ وَأُمَّةً مُقَدَّسَةً....." (خر 19: 6)، أن الله اختارَ أيضًا بطريقة مميزة بعض العائلات أو الأشخاص؛ ليمارسوا طقوسًا دينية لا بد منها مع التقيّد بشريعة المحبة والرحمة، وكان ذلك خلال العهد القديم والجديد.
 
كهنوت ملكيصادق
   ملكيصادق أو ملكي صادق ورد اسمه في ي سفر التكوين( 18:14-20) حيث كان في استقبال أب الآباء إِبْرَاهِيمُ حيث ذكر قائلاً:(" فخرج ملك سدوم لاستقباله بعد رجوعه من كسرة كدر لعومر والملوك الذين معه إلى عمق شوى الذي هو عمق الملك، وملكي صادق ملك شاليم اخرج خبزا وخمرا وكان كاهنا لله العلي، وباركه وقال مبارك أبرام من الله العلي مالك السماوات والأرض"(تك 17:14-20). وأيضًا في ( مز4:110) حيث ذكر قائلاً: "أنت هو الكاهن إلى الأبد على طقس ملكى صادق". 
 
  ويعتبر ملكي صادق الكاهن الأول الذي ورد ذكره  في الكتاب المقدس، فكان ذا مهمة مزدوجة: ملك وكاهن (تك 14/17-20).لا يُذكر له نسبٌ ولا ذرّية وهو بذلك صورة للسيد للمسيح الملك والكاهن حسب الرسالة إلى العبرانيين.
 
وكان ملكي صادق ملك شاليم،وقد ذكر بعض آباء الكنيسة لعلها مدينة أورشليم والتى تعنى بالعبرية (أساس السلام)،أو (ملك السلام)،وهي ذات المدينة التى أطلق عليها إبراهيم الخليل (مدينة السلام).وكان أيضًا كاهنًا لله العلي إذ يظهر دوره بإخراج "الخبز والخمر"، ملاقاة لأبرام العائد من حرب منتصرًا على أعدائه،"مباركًا" إّياه ومتسلّمًا منه "العشر".
 
أى إنه بارَك إِبْرَاهِيمُ، وأبونا إِبْرَاهِيمُ قدم له العشور.
 
وقد رأى الآباء في "الخبز والخمر" صورة لسر القربان؛ أما "البركة" و"العشر" فهما امتياز كهنوتي.
 
وقد ذكر معلمنا بولس الرسول أن ملكي صادق أعظم من إِبْرَاهِيم.على اعتبار أن الصغير يُبارَك من الأَكْبَرِ. كما ورد في (عب 7: 7) حيث ذكر قائلاً: "وَبِدُونِ كُلِّ مُشَاجَرَةٍ: الأَصْغَرُ يُبَارَكُ مِنَ الأَكْبَرِ"  وعلى اعتبار أنه دفع له العشور. 
 
وبالتالي يكون كهنوت ملكي صادق أعظم من كهنوت هرون، الذي كان في صُلب إِبْرَاهِيم لما باركه ملكي صادق. وكهنوت السيد المسيح، والكهنوت المسيحي،على طقس ملكي صادق. الخلاصة... كهنوت ملكى صادق رمز لكهنوت المسيح، فسيكون المسيح كاهنا لله إلى الأبد على طقس ملكي صادق (مز110: 4) وهذا الكهنوت بدأ بالصليب ويستمر إلى نهاية الأيام بالكهنوت المسيحي، كهنوت الخبز والخمر.