سليمان شفيق 
يهتم العالم في نهاية الاسبوع بثلاثة اخبار : ترامب وقرارة الخاص بالجولان ، والصراع بين حماس واسرائيل ، واحداث الجزائر ، ولكن يبدو ان قرار ترامب الخاص بالجولان جعل الولايات المتحدة تجد 
 
نفسها في معزل عن بقية أعضاء مجلس الأمن الدولي، إذ لقي قرار رئيسها دونالد ترامب الناص على الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، اعتراضا من بقية دول المجلس، خلال جلسة طارئة عقدت الأربعاء بطلب من سوريا.
 
وكانت البعثة الروسية بقيادة فلاديمير سافرونكوف أولى المعارضين للقرار الأمريكي وذكرت أنها تعتبره لاغ بسبب تجاهله للقانون الدولي وانتهاك القرارات الدولية
 
لكن واشنطن دافعت اول أمس الأربعاء، في مجلس الأمن الدولي، عن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي نص على الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، وهو موقف دانه بالإجماع شركاؤها الـ14 الآخرون في الأمم المتحدة خلال جلسة طارئة عقدت بطلب من سوريا.
 
ونددت كل من بلجيكا وألمانيا والكويت والصين وإندونيسيا والبيرو وجنوب إفريقيا وجمهورية الدومينيكان بقرار أحادي يتعارض مع الإجماع الدولي الذي تم الالتزام به حتى الآن.
 
واعتبر السفير الكويتي منصور العتيبي أن الجولان أرض سورية تحتلها إسرائيل، قائلا "نطالب بتحرير أ لكن الولايات المتحدة اعلنت تأييدها الإبقاء على قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان، على الرغم من قرار ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الهضبة، وخلال جسلة مجلس الأمن، قال رودني هانتر عضو البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة، إن الإعلان الذي وقعه الرئيس الأمريكي الاثنين لا يؤثر على اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 ولا يُعرض للخطر تفويض "أندوف"، وشدد على أن "لأندوف دورا حيويا في الحفاظ على الاستقرار بين إسرائيل وسوريا، وقال الدبلوماسي الأمريكي إن الولايات المتحدة قلقة بشأن تقارير الأمم المتحدة حول أنشطة عسكرية متواصلة ووجود قوات مسلحة سورية في المنطقة العازلة منزوعة السلاح. وتابع "إن تفويض أندوف واضح للغاية: يجب ألا يكون هناك أي نشاط عسكري من أي نوع في المنطقة العازلة". وأردف "الولايات المتحدة قلقة أيضا حيال معلومات عن وجود لحزب الله في المنطقة العازلة".
 
وقال مندوب سوريا إلى الأمم المتحدة بشار الجعفري خلال الجلسة، بحسب مقتطفات من كلمته نشرتها وكالة أنباء "سانا" السورية، إن إعلان ترامب بشأن الجولان كشف حقيقة المخطط الموجه ضد سورية بشكل خاص والمنطقة بأكملها لتكريس واقع جديد على غرار مخطط "سايكس- بيكو ووعد بلفور"
 
وأكد أن "دول المخطط الاستعماري الجديد عملت على تنفيذ مخططها عبر حشد ودعم الإرهابيين الأجانب وشن اعتداءات على الأراضي السورية". وتابع أن "الهدف الأساسي للحرب الإرهابية على سورية هو تكريس الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وضمان استمراره وفق أجندة تقودها الولايات المتحدة"
 
كما ندد بما سماه "إنشاء تحالف غير شرعي"، في إشارة إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الإرهاب، متهما إياه بارتكاب "جرائم حرب" و"فرض إجراءات اقتصادية قسرية بهدف إضعاف الدولة السورية".
 
وكان السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر قد أوضح أنه ليس متوقعا صدور قرار عن الجلسة الطارئة. وقال في تلميح ضمني إلى معارضة الولايات المتحدة المرجحة لأي قرار يدين السياسة الأمريكية، إن "تحضير وثيقة شيء، وتبنيها أمر آخر"
 
وخلال اجتماع شهري الثلاثاء كان مخصصا للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، أظهر عدد من أعضاء مجلس الأمن، أوروبيون، جنوب إفريقيا، إندونيسيا، الصين، وغيرهم استياءهم حيال القرار الأمريكي الخروج عن الإجماع الدولي بشأن الجولان الذي تعتبره الأمم المتحدة بموجب قرارات أصدرتها أرضا محتلة
 
وقالت الدول الأوروبية الخمس الأعضاء في مجلس الأمن، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا وبولندا، في بيان رسمي "لا نعترف بسيادة إسرائيل في المناطق التي تحتلها منذ 1967، بما في ذلك هضبة الجولان"
 
وشددت هذه الدول على أن "ضم الأراضي بالقوة يحظره القانون الدولي". وقالت إن "أي إعلان بشأن تغيير الحدود من جانب واحد يتعارض مع قواعد النظام الدولي وميثاق الأمم المتحدة"
 
وندد السفير الفرنسي بشدة خلال المحادثة مع صحافيين بموقف واشنطن. وقال إن الأسس التي اتفقت عليها الأسرة الدولية من أجل سلام دائم في الشرق الأوسط "ليست خيارات أو قائمة يمكن الاختيار منها كما نشاء". وتابع "الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان مخالف للقانون الدولي، وخصوصا واجب عدم اعتراف الدول بوضع غير قانوني"
 
وقال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون في بيان الأربعاء "طوال 19 عاما، استخدمت سوريا الجولان كموقع متقدم ضد إسرائيل". وأضاف الدبلوماسي "اليوم، تريد إيران نشر جنودها عند حدود بحيرة الجليل (طبرية). إسرائيل لن تقبل أبدا بأن يتحقق هذا الأمر، ولقد حان الوقت لكي يعترف المجتمع الدولي بأن الجولان سيبقى تحت سيادة إسرائيل إلى الأبد
 
ونددت الدول العربية الاثنين والثلاثاء بالموقف الأمريكي وفي طليعتها السعودية، إحدى حلفاء واشنطن، إضافة إلى العراق والكويت والأردن ولبنان.
هل موازيين القوي تسمح بتمرير القرار الامريكي ؟ ام يبقي الوضع مجرد تصريح ؟