سعد زغلول وأمارات الزعامة

الفن المتاح.. والنقد المستباح!!
إنها الدراما المصرية.. فأعيدوها
 
مدحت بشاي
 
حصة المواطنة
«المصريون المسيحيون ودورهم فى تأسيس الحركة الشيوعية» إصدار جديد ومهم للكاتب الصحفى والباحث المناضل «سليمان شفيق»... ويعد الكتاب دراسة مهمة تشير إلى دور المواطنين المصريين المسيحيين الأقباط فى تأسيس الحركات اليسارية، وبشكل خاص الماركسية، وهنا يؤكد «شفيق» أنه لا يمكن الحديث عن إرهاصات بداية اليسار المصرى عامة، واليساريين الأقباط خاصة دون التوقف عند جدل العلاقة بين علاقة اليساريين الأقباط والفكر الدينى، أى استعراض دور الكنيسة فى نشأة وتطور الفكر المصرى الحديث، ومدى تأثيرها فى التنوير واليسار فى مصر.
 
وأوافق الدكتور «محمد عفيفى» أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة فى تقديمه للكتاب فى أن أهمية الدراسة تعود إلى الخلفية الفكرية للمؤلف نفسه، إذ يعتبر « سليمان شفيق» من أهم دارسى تاريخ الأقباط والمسيحية العربية فى التاريخ المعاصر، أو بالاضافة إلى ذلك الانتماء الماركسى لسليمان شفيق، ما يؤهله جيدًا لدراسة هذا الموضوع المهم والحساس «دور المصريين المسيحيين فى الحركة الشيوعية».
 
ويؤكد «شفيق» حينما أردت أن أجرى هذا البحث عن الشيوعيين المصريين المسيحيين وتأسيس الحركة الشيوعية فى المنطقة وفى مصر، كان يحضرنى ليس الدين فى حد ذاته بل كيف كانت الأقليات الدينية من مطلع القرن العشرين من يهود ومسيحيين وموارنة وروم كاثوليك ومشيخيين وغيرهم وأقليات عرقية مثل الأرمن والنوبيين وأخرى ثقافية... الخ.. تجد فى اليسار والحركات الاشتراكية والشيوعية طريقًا للتحرر الثقافى والوطنى، وكيف صارت تلك الأقليات الدينية والعرقية والثقافية والمذهبية الآن...».
 
منذ مطلع القرن العشرين، بدأت مصر التى كانت تحت وطأة الاستعمار البريطانى، حالة من المخاض السياسى، نتج عنه ظهور العديد من التيارات السياسية والفكرية، سواء التى هدفت إلى خلق إطار سياسى قائم على فكر أيديولوجى، يهدف إلى مناهضة الاستعمار، أو تلك التى كانت نتاجًا لعمليات الشد والجذب مع الاستعمار، التى تحددت وفق محددات ومآلات المصلحة السياسية فى مناهضة، أو تلك التى تأثرت بتغيرات سياسية كبرى شهدها العالم، مثل الثورة البلشفية فى روسيا، أو نشأة عصبة الأمم ومأسسة النظام العالمى بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى.
 
كان اليسار أحد التيارات السياسية الرئيسية التى شهدت تلك المرحلة مولدها نتيجة لتلك التفاعلات الداخلية والخارجية، غير أن ثمة مشهدًا يبدو لافتًا للانتباه فى نشأة اليسار، تمثل فيه وجود ما يشبه الاندفاع من قبل الأقليات، وبشكل خاص الأقباط واليهود نحو الانضمام والسعى إلى مأسسة تلك التيارات الفكرية اليسارية، فى شكل كيانات سياسية ناشطة وعاملة فى الساحة المصرية، فإذا كانت نشأة اليسار فى مصر لها أثر تم استلهامه من التجربة البلشفية فى روسيا، إلا أن اختيار الأقباط كوجهة سياسية معبرة عن مصالحهم يمثل ظاهرة تحتاج إلى الدراسة، وهو ما أكدت عليه خلال تلك الدراسة عن طريق دراسة عدد من العلاقات، كالوضع السياسى فى مصر وأثره فى الأقباط واختياراتهم السياسية، وكذلك الكنيسة المصرية وموقعها من المجال العام فى تلك الحقبة.
 
وجدير بالذكر أن الأقباط لم يندمجوا اندماجًا كاملاً فى المجرى الرئيس للحياة السياسية فى مصر إلا مع ميلاد الدولة الحديثة والمجتمع المدنى، بدءًا بعصر محمد على، ووصل هذا الاندماج إلى أقصاه فيما يسمى «العصر الليبرالى الأول» الذى بدأ بثورة 1919.
 نقلا عن الوفد