هاني لبيب
رسخت وزارة الهجرة مكانة لها بين المواطنين المصريين في الخارج وفى الداخل، إذ شعرنا بالجهود التي تقوم بها بعد أن استطاعت بناء مساحة من الثقة، ليس فقط بقدرتها على حل بعض المشاكل المواطنين المهاجرين، ولكن بسرعة التحرك والاستجابة والتفاعل مع المشكلات ومحاولات تقديم حلول متعددة.

من خلال مشاركتى، خلال السنوات الأخيرة، في مؤتمرات ولقاءات استضافتها دول أوروبية، سمعت الكثير عن التواصل الحقيقى للوزارة مع الجاليات المصرية هناك، وهو أمر كان مصدر انبهار وفخر لكثيرين.. شعروا بأهميتهم لدى الدولة المصرية.

استحدثت وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج فكرة عقد 4 مؤتمرات دورية تحت عنوان رئيسى هو «مصر تستطيع»، وعنوان فرعى هو «مصر تستطيع بعلمائها» في ديسمبر 2016، و«مصر تستطيع بالتاء المربوطة» في يوليو 2017، و«مصر تستطيع بأبناء النيل» في مارس 2018، و«مصر تستطيع بالتعليم» في ديسمبر 2018. وخلال الأيام المقبلة ستعقد مؤتمرها الخامس تحت عنوان «مصر تستطيع بالاستثمار والتنمية»، وذلك من خلال توجه النظام السياسى المصرى للاستفادة من خبرات علماء مصر وتجاربهم في الخارج للإسهام في وضع مصر على الخريطة الاستثمارية العالمية، والترويج لها لجذب مستثمرين من مختلف دول العالم والتعرف على المشروعات التنموية القومية، ومنها: محور قناة السويس، والعاصمة الإدارية الجديدة، والمثلث الذهبى للثروة المعدنية، وبناء مليون وحدة سكنية، ومدينة الأثاث بدمياط، ومدينة الجلالة. وهو ما يستدعى تقديم نماذج ناجحة لمستثمرين مهاجرين مصريين، وعرض للإصلاحات الاقتصادية التي تمت من خلال قانون الاستثمار الجديد بما يقدمه من مزايا وحوافز وإعفاءات متاحة.

ما تقوم به وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، يعد نوعًا من الأعمال التراكمية التي تسهم في زيادة الروابط والتواصل مع المهاجرين المصريين بعد إهمال هذا الملف لسنوات عديدة لأسباب تاريخية من جهة، وبسبب محاولات السيطرة على الجاليات من جهة أخرى، فمنهم من يعمل وحده، ومنهم من يترأس الجالية منذ 36 عامًا دون أي إنجاز يذكر، وهو ما سمح بتفتيت قوة الجاليات المصرية في العديد من دول العالم. كما أن هذه الجهود هي التي تدعم عمل عدد من الوزارات، لأن دور هذه الوزارة هو التقارب والتواصل وبناء الثقة، أما الشراكات والاستفادة من الخبرات فهو عمل كل وزارة ذات صلة بتخصصها الذي يتناسب مع العلماء، الذين تدعوهم الوزارة في مؤتمراتها.

قيمة هذه الجهود أنها ترسم خريطة حقيقية لعلماء وخبراء ومتخصصين من المهاجرين المصريين.. لم نكن نعلم عنهم شيئًا رغم ريادتهم ونجاحهم الذي تستفيد به دول المهجر، ولم نكن نعلم شيئًا عن السيدات المصريات اللاتى رفعن اسم مصر، وفخرن بانتمائهن لها.. رغم عدم معرفة الرأى العام بهن في الداخل.

نقطة ومن أول السطر..
وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج.. تقوم بدور رائد، ليس فقط في ربط المواطنين المهاجرين المصريين ببلادهم، ولكن أيضًا من خلال اجتذاب المتميزين منهم للعودة للجذور للإسهام في بناء مصر المدنية الجديدة.
نقلا عن المصرى اليوم