عبدالفتاح: الاضطرابات بعد 2011 أغرت أثيوبيا ببناء السد

كتب – نعيم يوسف
 
حلم تاريخي
قال الدكتور معتز بالله عبدالفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن أثيوبيا لها طموحات تاريخية في بناء سدود على نهر النيل وكان يقف أمامها عدم الاستقرار السياسي, مشددًا على أن عدم الاستقرار كان في مصلحة مصر، بالإضافة إلى أنه لم يكن هناك من يمول السد.
 
تحقيق الحلم
وأضاف "عبدالفتاح"، في لقاء مع برنامج "الحياة اليوم"، المذاع على قناة الحياة الفضائية، أن أثيوبيا استقرت سياسيًا منذ عام 2006، وأصبح لديها حلم بناء السد، وهناك دول دخلت لتمويل المشروع من خلال منطق المصلحة المادية، والفوائد التي ستعود عليها، مثل دول أوروبية، ودول أخرى تدخلت بمنطق الضغط على مصر من خلال المياة مثل إسرائيل.
 
قواعد عسكرية مصرية
وتابع أستاذ العلوم السياسية، أنه في فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، كانت هناك محادثات لإقامة قواعد عسكرية في السودان، من باب الردع، ولكن فترة الاضطراب التي حدثت بعد عام 2011، أغرت أثيوبيا ببنائه، وظنوا أن مصر تحولت إلى "رجل أفريقيا المريض"، وكانوا وقتها يرغبون في بناء سد أصغر من الحالي، ومصر احتجت ولكن دون أن تأخذ موقفا ملموسا، وبعدها جاء حكم الإخوان وعقدوا الاجتماع السري العلني الشهير، برئاسة محمد مرسي، واستغلت الموقف وصورت مصر على أنها تتحرش بها وسوف تدمر السد، وخلقت موقف دولي في صالحها.
 
ما بعد 30 يونيو
وأوضح أنه بعد ثورة 30 يونيو وجدت مصر نفسها في موقف ضعيف لدرجة أغرت أثيوبيا في الإسراع بمعدل البناء، وبعد مجئ الرئيس عبدالفتاح السيسي، سعى إلى التفاوض، مرة واثنين وثلاثة حتى تم توقيع اتفاق المبادئ، وقامت بتقوية علاقتها في أفريقيا، وأيضا مع مختلف دول العالم، وعلى هذا الأساس كانت أثيوبيا تراوغ بهدف الانتهاء من السد، وكان يجب إلزام أثيوبيا بعدد من المبادئ وأهمها عدم الإضرار بدول المصب، وهذا يتوافق مع القانون الدولي.
 
إمكانية الانسحاب من اتفاق المبادئ
وشدد على أن مصر يمكن أن تنسحب من اتفاقية إعلان المبادئ، ووفقا لهذا الاتفاق نفسه فإن مصر غير ملتزمة بهذه الاتفاقية في حال تعرضها للضرر، والشعب المصري يفوض الإدارة المصرية بالحفاظ على مياة النيل، وفقا للاتفاق الذي تم توقيعه، وإذا لم يحدث فإن الإدارة عليها حقوق مصر بطرق مختلفة.
 
الخلاف بين البلدين
ولفت إلى أن أثيوبيا تريد بناء السد بسرعة حتى تحصل على أموال من مقابل بيع الكهرباء، بينما تريد مصر 40 مليار متر مكعب من المياة سنويا، على أن تتصرف أثيوبيا في المياة الزائدة كما ترغب، مشددًا على أن مصر لا تعارض التنمية في أثيوبيا، ولكن المياة بالنسبة لها مسألة حياة.
 
وشدد على أن السودان لن تتضرر كما ستضرر مصر، لأن السودان لدييه منابع أخرى، كما أنهم لا يستغلون المياة في الزراعة كما تفعل مصر.