د.ماجد عزت إسرائيل

  قدم الفنان الكوردي السورى"زهير جميل" على مسرح مدينة دورتموند الأمانية أغنية "سواح"،وهذه الأغنية التى كتب كلماتها الشاعر محمد حمزة في عام(1969م)،وغنها العندليب "عبد الحليم حافظ" ،وقام بتلحينها الفنان بليغ حمدي.. ومن كلماتها:
 
سواح وماشي في البلاد سواح ..
والخطوة بيني وبين حبيبي براح
 
مشوار بعيد وأنا فيه غريب ..
والليل يقرب والنهار رواح
 
وان لقاكم حبيبي سلموا لي عليه ..
طمنوني الأسمراني عامله إيه الغربة فيه
 
   والفنان الشاب "زهير جميل " ولد فى سبعينيات القرن المنصرم،فى مدينة القامشلى وهى أحدى مدن شمال سوريا، وتقـــع على مفرق الحدود العراقيــة التركية السورية،ومعظم سكانها من الأكــــراد،ويتحدثون اللغــــة الكردية،بجانب اللـــــغة العربية وهى الرسميـة فى دواوين سوريا. ولد زهير جميل لأسرة كردية متوسطة الحال، يرجع أصولها لأكراد تركيا،لأبوين بسطاء أميين، أنجــباً عشرة أبناء ستة منهم ذكور،وأربعــــة أناث، وكادحــوا الأبوين حتى علموا أبنائهم،إلى أقصى درجات التــعليم المتاح فى تلك الفترة،بل وشجعوا أبنائهم على تنمية مواهبهـــم الفنية فى مجال المـــوسيقى وكـــتابة الشعر الزجلى،وتعلم فـــنون الرسم،فتعـــلم الأبن الأكبر "محمد أمين جـــــميل" الغــناء منذ حـــداثته، وله العديد من الألبومات الغنــائية، ولقب بالعـديد من الألقاب منها أبـوراكى ، والعندليب الأسمر،نسبة إلى الفنان المصرى"عبد الحليم حافـــــظ"،بينما الأبن الأوســط "وليد جمــــيل" فاشتهر بالعزف على آلة "الباغلـما وآلة الطنبوروهي إلة موسيقة كردية الأصل. 

 
   على أية حال، فى بداية من ثمانينيات القرن العشرين إلتحق "زهــير جميل" بالمدرسة الأبتدائية بحى الأشورية بمدينة قامشلى،وتعلــم على يد أستاذه الراحــــل "أحمـد حسين" مدرس المرحلة الأبتدائية قواعد اللغة العربية والحساب،و الموسيقى والإلحــان والعزف على الآلات الوترية بالنوتة الموسيقة،،وقدم خلالها الطفل"زهــــير"العديد من الأغانى والموسيقى الشرقية،والاسكتشات الفكاهية،على مسرح المركز الثقافى بمدينة قـامشلى، بمناسبة عيد المعلم والجلاء والعمال. وواصل "زهير جميل "تعليمه المـــوسيقى والــــدراسى بالمرحلة الأعـــدادية بمدينة قامشلى،وفى السنة الأخيرة من المرحلة الأعــدادية، فضل تقديم العروض الموسيقية مع أخيه الأكـبر"محمد أمين جميل" فى الاحتفالات الشعبية بعيداً عن المدرسة ،وقدم العديد من الأغـــانى بالعديد من اللغات منها التركية والكوردية والعربية،متأثراُ بمشاهر الغناء منهم "إبراهـــيم تاتليس" وفى أواخر ثمانينياتالقرنالعشرين إلتحق بالمدرسة الثانوية بمدينة القامشلى ،بالقسم العلمى لحبه الشديد لمادة الرياضيات والفزياء والكمياء،وبجانب دراسته ساعدته الأسرة فى تنمية موهبتـــه المــــوسيقية، وخاصة الأم التى كانت تتمتع بصوت عزب ،وأخـــيه الأكبر،وحصل على شهادة "الباكالوريا" (الثانوية العامة حاليا)،وإلتحق بمعهد المراقبين الفنيين (مساعد مهندس)،
 
بمدينة "دير الزور بسوريا" ــ وهى تبعد نحو 350 كيلو مترا عن مدينة قامشلى ــ وقدم "زهير" فى عام 1994م أعمال غنـــائية متنوعة من كتاباته الشعرية وموسيقاه ،بالتعاون مع أخيه الأكبروالـــفنان الشعبى "مروان صبرى"،وحازت "شرائط الكاست " التى قام بتسجيلها الـــذوق الشرقى. وبين عشية وضحاها ذاع صيته فى مدينة القامشلى والمدن المجاورة لها،لتطور موسيقاها المستمر وتعدد إلـــوانه الموسيقية ما بين الغــــناء التركى والكردى والعربى، وشارك مع أخيه الأكبر فى أحياء العديد من الحفلات الشعبية العامة والخــاصة، وعبر "زهير جميل" عن حبه للآخر بموسيقاها بذكر بعض الكلمـات أو المشاركـــة فى بعض الأعمال،فتـأثر بمسيحيى سوريا والأرمن النازحين إليها من تركيا وأرمينيا و من بينهم الفنان الراحل ارام تيكران اللزي ابدع بااللغه الكرديه. ونتيجة لظروف شخصية ترك "زهير جميل" سوريا وفضل الهجرة إلى ألمانيا منذ عام 1994م،
 
وخاصة بعض هجرة معظم العائلة، وفى بلاد الفرنجة ظل يكافح من أجل موهبتهالموسيقية،فاستطاع خلال مدة وجيزة من أتقـــان اللـغة الألمانية بجانب الكرديـة والعربية والإنجليزية والتركية،وقدم موسيقاه على العـــديد من المسارح الألمانية،وقــام بتسجيل العديد من الإلبومات الموسيقة فى عامى 2002،و2007م،وساهم فى تقديم نمط جديد من أغـــانى الفديو كليب بمصاحبة فرقة من الفلــــكور الكردى،ونالت العديـــد من الأعجاب لدى الشعب الألمانى،لدرجة جعلت من التلــــفزيون الألمانى تسجيل أكثر من حوار معه ما بين عامى (2012-2014م)، بالإضافــة إلى كتابة العـــديد من الجــــرائد والمجـــالات الألمانية عن نشاطــه الموسيقى، ودائمــا كفنان كوردى يشارك فى حفلات عيد "النـيروز "السنوية،التى تنقلها الفضائيات الكوردية،ويصاحبه حــوارات معه حول تاريخـه الفنى،وأيضًا الجـــرائد والمجلات الكوردية والعربية،ومن أشهر أعماله أغنية "مع السلامة"،و"الأم" و "ما أريد ما أريد غيرك" ،بالإضافة لتقديم المواويل الكوردية والعربية التراجيدية والعاطفية. وأخيراً قدما لنا أغنية سواح على مسرح مدينة دورتموند. وهو شغوف بحبه لمصر،ويصفها بقلب الشرق الأوسط ،ولا ينكر فضلها على العديد من الفنانيين العرب وخاصة الأكــــراد فى شهرتهم،ويتمنى لها العـــودة سريعاً لمكانـته الطبيعية بين الأمم،لتظل منارة للفن والموسيقى،وأيضا يتمنى الغنـــاء على مسارحهـــــا وفى حدائقها.